مدة زمنية محددة تنتهى فيها مباراة أيا كانت كرة قدم أو غيرها، يفوز بها من يفوز ويقبل الخاسر الهزيمة بروح رياضية بدون تعصب، بعدها ينتهى كل شىء ولا مجال للتفكير فيما حدث بل تتجه الأنظار الى ما يليها، هذا هو الطبيعى المتوقع حدوثه بعد أعظم مباراة حتى لو كانت نهائى كأس العالم، أما التعصب الذى نحن بصدده فيحدث نتيجة لعدة عوامل تدفع الجماهير إلى تصرفات بذيئة تضر المجتمع بأسره. تحت مسمى التعصب يجد أغلب مشجعى الكرة أنفسهم ضحايا شعور داخلى ينتاب البعض يتصور الفرد من خلاله أنه على حق والآخرون على باطل فيقوم ثائراً مبدياً هذا الشعور اللا حقيقى من خلال مواقف مسيئة وممارسات مستفزة ينتج عنها أذى للآخرين. بواقع الحال فإن حب الجمهور لفريقه بطريقة جنونية هو حب أعمى تلتصق به بالطبع كراهية عمياء للمنافس يؤدى إلى تمنى إلحاق الضرر له ولأنصاره، فلاشك أن هناك العديد من الأسباب التى تؤدى الى هذا التعصب أو الكراهية العمياء منها عدم تقبل الرأى الآخر كذلك انعدام الثقافة الرياضية بين الجماهير، وقد يكون الدافع لهذا التعصب كلمة مستفزة لأحد المذيعين لصالح فريق ضد الفريق الآخر، ولوسائل الإعلام الدور الأكبر فى تحيز الجماهير لفريقها والتعصب للطرف الآخر فالإعلام يعمل بدوره الطبيعى على غرس مبادئ الأخلاق الرياضية لدى الجماهير وهو ما نفتقده اليوم قلبا وقالباً. وحسنا فعلت وزارة الرياضة منذ أيام عندما قامت بتدشين مبادرة لا للتعصب، فمن خلال تلك المبادرة لابد أن تعى الجماهير أن للرياضة ضوابط تحميها ورسالة تؤديها ومن خلال المبادرة أعلنت الوزارة رفضها التام لمشاهد التعصب فى كل المجالات وليس الرياضة فقط. الكلام فى موضوع التعصب لا ينتهى بل تفرد له صفحات وصفحات ولكن لابد أن ننتهى بالاعتراف بأن الرياضة وخاصة كرة القدم اصبحت تمثل جزءاً حيوياً فى الحياة المعاصرة فلم تعد الرياضة ممارسة فردية يتابعها جزء محدود من الجمهور، بل أصبحت الكيانات الرياضية من أكبر الأحزاب التى يلتف حولها الجمهور، فبطبيعة الحال أصبح الانتماء الرياضى يفوق الانتماء السياسى وهو ما يجب أن نحسن استغلاله حتى يتهيأ لنا القضاء على التعصب الذى بالفعل يهدد الكرة فى مصر. كما علينا أن نقر بأن الوسط الرياضى أصبح مريضاً بالتعصب مما يحول الأمر الى ما يشبه الحرب الكروية وهو ما يجب الانتباه إليه.