«برنارد شو» ممنوع من زيارة مصر

يعد «برنارد شو» من الكتاب الكبار زائعي الصيت في العالم أجمع، وكانت كلماته قبلة الملايين من البشر سواء تحدثوا باللغة الإنجليزية أو غيرها وخاصة أن معظم كتاباته تم ترجمتها للغة العربية، وهنا نرصد ما كتبته جريدة «أخبار اليوم» في عددها الصادر في 12/1/1946 عن الزيارة المحتملة للأديب العالمي إلي مصر جاء فيها:
عندما قرأ الكاتب الكبير جورج برنارد شو ما نشرته الصحف الإنجليزية عن اقتراح النائب المصري بدعوته إلى زيارة البلاد العربية والكتابة عن مشاهداته فيها قال إنه يشكر هذه الدعوة الكريمة التي كان بوده أن يلبيها، لولا أن السن قد تقدمت به كثيرا –هو الآن في سن التسعين – فلا تمكنه صحته من أن يرحل إلي هذه البلاد البعيدة.
وكان شو، مغتبطا بأن قراء العربية يقدرونه هذا التقدير فيقولون إن كتابا يضعه برنارد شو عن مطالب العرب ومشاكلهم، أجدى عليهم من كل المجهود التي تبذلها مفوضياتهم.
وكذلك اغتبط شو، عندما علم أن أحد المؤلفين سينشر كتابا عنه باللغة العربية، وقد اتصل المؤلف وهو الأستاذ ميخائيل نخلة جرجس، ببرنارد شو يسأله عما إذا كان لزوجته أي أثر أو أي فضل، فيما ألفه من القصص التمثيلية، فرد عليه شو في صراحة تامة قائلا: إنه عندما كان يعجز عن ابتكار موضوع لقصته كان يلجأ إلي زوجته فتذكره بحادثة من الحوادث التي وقعت بينهما، وتقول له : هناك موضوع طريف أما فيما عدا ذلك فليس لزوجته أي أثر من آثاره وجهوده الأدبية، كما أنها قلما تتحدث معه عن قصصه ومؤلفاته وإن كان هو علي يقين تام بأنها تكره بعض مسرحياته، وترفض أن تقرأها أو تذهب إلي المسرح لمشاهدتها.
ولاشك في أن برنارد شو نال من الشهرة الواسعة في أرجاء العالم كله ما لم ينله أي كاتب في أثناء حياته.
بل إن معظم الكتاب المعروفين في التاريخ كانوا نكرات مجهولة مغمورة، حتي ماتوا.. وعندئذ عرف الناس قدرهم وخلدوا ذكراهم أما شو فقد بلغ أن هناك مجلة خاصة بالكتابة عنه، وعن قصصه وكتبه، وعن فلسفته وأرائه.
وتصدر هذه المجلة في مدينة دبلن بأيرلندا، وبرنارد شو أيرلندي الأصل ويتولي تحريرها الدكتور لوينشتين الذي يعد أبرز تلاميذ شو وإن شئت فقل: أحد حواريه المخلصين.
فهل ظهر في التاريخ أي أديب أو أي عظيم ظفر بما ظفره به برنارد شو من الشهرة الواسعة، فضلا عما جمعه بشق قلمه من الثروة الرائعة إذا كان أول كاتب يتقاضي من الصحف عشرين قرشا في كل كلمة من كلمات مقالاته الطويلة!
يذكر أن جورج برنارد شو قد ولد في 26 يوليو 1856 وتوفي في 2 نوفمبر 1950، وُلِد في دبلن، وانتقل إلى لندن حين أصبح في العشرينات. أول نجاحاته كانت في النقد الموسيقي والأدبي، ولكنه انتقل إلى المسرح، وألّف ما يزيد عن ستين مسرحية خلال سنين مهنتهن، أعماله تحتوي على جرعة كوميديا، لكن تقريباً كلها تحمل رسائل اتهامات أمِل برنارد شو أن يحتضنها جمهوره.
كان أحد مفكري ومؤسسي الاشتراكية الفابية، كانت تشغله نظرية التطور والوصول إلى السوبرمان وفكريا كان من اللادينيين المتسامحين مع الأديان، يعد أحد أشهر الكتاب المسرحيين في العالم، وهو الوحيد الذي حاز على جائزة نوبل في الأدب للعام 1925 وجائزة الأوسكار لأحسن سيناريو (عن سيناريو بيجماليون) في العام 1938.
أقرأ أيضا| أحب القوام الفارع والبشرة البيضاء| 3 نساء في حياة «موسيقار الأجيال»