جرائم متكررة ومتشابهة في الدافع من الجريمة حدثت في قرى ومدن الصعيد خلال الأشهر الماضية، وصفها البعض بأنها خارجة عن عادات وتقاليد أهل الصعيد، بعد أن كان الدافع من الجريمة، الخيانة والعشق الحرام، الذي يودي إلى القتل أو القاء رضّع تأكلهم الحيوانات الضالة، أو يعثر عليهم مواطنون ويتم وضعهم في حضّانات، والبدء في رحلة البحث عن هويتهم. سائق يعثر على رضيعة في موقف سيارات بقنا، وأهالي يعثرون على طفلين لقيطين بمدخل قرية بركة بنجع حمادي، وآخرون يعثرون على جثة متحللة لطفل بالقرب من قرية العبادية، وآخر على ترعة بفرشوط، وآخرين يعثرون على رضع في قنا وقوص ودشنا وأبوتشت، وغيرها من المراكز والمدن، وضبط عامل أثناء محاولته إلقاء رضيع في مقابر بنجع حمادي. اقرأ أيضا| براءة مواطن من استعمال القوة ضد مفتش وضباط المباحث أطفال مجهولي النسب، مازالوا على قيد الحياة، وآخرين فارقوا هذه الحياة بعد العثور على جثثهم متحللة ومتعفنة، في الطرقات والشوارع والترع، والمستشفيات وغرها من الأماكن العامة، والسبب التخلص من الفضيحة والعار. الأجهزة الأمنية، توضح أن السبب في ارتكاب مثل هذه الجرائم، هو علاقات غير شرعية، تدفع الفتاة التخلص من رضيعها بطرقة وحشية، خشية العار، وتقوم الأجهزة الأمنية باستدعاء شيخ البلد أو الناحية، المعثور فيها الرضيع، للبدء في خطة مكبرة للبحث عن مرتكبي هذا الجريمة، من خلال رصد الحوامل في هذه المنطقة خلال فترة معينة، وتكثيف التحريات بشكل كبير، لكشف ملابسات الواقعة. عبد الرسول صقر عضو اللجنة العامة لحماية الطفولة بقنا، يوضح أن هناك تصدّع في الكيان الاجتماعي للمجتمع، من أهم أسبابه ارتفاع نسبة الطلاق التي تتعدى 40%، وارتفاع سن الزواج، والعنوسة، وذلك يؤدي إلى وجود اشكاليات في العلاقات الشرعية ، فضلًا عن الفقر وتدني مستوى المعيشة، يتسبب في البحث عن طرق غير شرعية وغير قانونية، مرجحًا أن هذا الجرائم أصبحت شبه ظاهرة بعد ارتفاع أعدادها في قنا، ولابد من تكاتف الجميع للحد من ناقوس الخطر الذي أصبح يهدد المجتمع القناوي. لم تتلخص الجرائم الناتجة عن علاقات غير شرعية، بالتخلص من الرضيع فقط، بل أن لها عواقب أخرى، من أهمها التخلص من الزوج أو العشيق، وأيضًا اتساع دائرة الجريمة في قنا، خاصة أن أهلها يعيشون في مجتمع قبلي يعرف بعضهم البعض جيدًا. في الآونة الأخيرة، حدثت عدة جرائم ، تمثلت في التخلص من الزوج سواء ليخلو للزوجة وعشيقها الجو، أو التخلص من الفضيحة والعار، خشية افتضاح أمر العشيقين، كما حدث في جريمة عزبة عارف بنجع حمادي، والتي هزت الرأي العام في قنا. هنا في عزبة عارف، بنجع حمادي، تخلصت الزوجة بمعاونة عشيقها، من زوجها، بعد أن شاهدهما الزوج في وضع مخل داخل المنزل، وتعديا عليه بالضرب المبرح وخنقه، حتى فارقت روحه الحياة، خشية افتضاح أمرهما، بعد ارتباطهما ببعضهما البعض بطريقة غير شرعية منذ أشهر. وفي قرية الكرنك التابعة لمركز أبوتشت، عثرت الأجهزة الأمنية على جثة لعامل، وتبين أنه من سوهاج، والسبب في الجريمة، ارتباطه بعلاقة غير شرعية مع زوجة صديقه، وأغرته زوجة صديقه لقتل صديق عمره ليخلو لهما الجو. وفي سوهاج، خنقت ربة منزل عشيقها، بمعاونة أشقائها، وأشعلوا النيران في جثته، والقائها من أعلى جبل، للتخلص منه، بعد استدراجه للانتقام منه. اقرأ أيضا| إصابة ربة منزل بطلق ناري في تجدد خصومة ثأرية بقنا وتخلصت ربة منزل بمعاونة عشيقها، من حماتها، بعد رؤيتهما في وضع مخل، بقرية القناوية بنجع حمادي، وعاقبتهما المحكمة بالإعدام شنقًا، وغيرها من الجرائم التي تتمثل بالشرف والعار، سواء انتهت بالتخلص من الزوج أو العشيق، أو إلقاء رضيع في الشوارع. يقول بركات الضمراني، مدير مركز حماية، لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان بقنا، إن مثل هذه الجرائم، خارجة عن العادات والتقاليد، التي تربى عليها أهل الصعيد، وزادت من حدتها في الآونة الأخيرة، فمن الوقت لآخر، تطالعنا الصحف وتحقيقات النيابة، بالعثور على جثث، بطل جريمتها الخيانة الزوجية أو العشق الحرام. ويطالب الضمراني، بضرورة العمل سويًا من خلال مراقبة الأب لبناته في سن المراهقة، حتى لا تنجر الفتاة إلى العشق الحرام، والذي ينتج عنه في أغلب الأوقات، رضيع يُلقى في الشارع، أو قتل الفتاة إذا عُرف السبب، وأيضًا متابعة الزوج لزوجته والعكس أيضًا، مع توفير الآمان لبعضهما البعض، حتى لا تقع جرائم ممنوعة في حق مجتمعنا الصعيدي. ويشير الشيخ أحمد الكحلي، من علماء الأوقاف، إلى أن البعد عن الدين، واستخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل الهواتف المحمولة والانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، سببًا من أسباب انتشار هذه الجريمة، التي أصبحت تؤرق مجتمعنا الصعيدي، وتقلل من احترام الكثيرين له. ويطالب الكلحي، بضرورة التقرب من الله، وعدم استخدام الوسائل الحديثة بشكل خاطىء، فالجميع يعرف أهل الصعيد، الذين تربوا على القيم والمبادىء، ولكن الانفلات الأخلاقي في هذه الأيام كن سببًا رئيسيًا في انتشار مثل هذه الجرائم. ويشير سيد عوض، أستاذ علم الاجتماع ، إلى أن مثل هذه الجرائم في الصعيد، سببه العديد من الأمور، منها الغلاء في المهور، وتكاليف الزواج، وارتفاع سن العنوسة، بسبب القبلية العصبية، وأيضًا استخدام التكنولوجيا الحديثة بشكل خاطئ، وهو ما ساعد في ارتكاب مثل هذه الجرائم الخادشة لقيم الصعيد. ويطالب عوض، بضرورة، تكثيف الندوات واستغلال قصور الثقافة وكافة الجهات المعنية، للتحذير من هذه الأفعال المشينة، التي تهدد المجتمع الصعيدي.