عواصم- وكالات الأنباء كشفت صحيفة واشنطن بوست أمس نقلاً عن مصادر وصفتها بالمقربة من حملة الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن بأنه يخطط للتوقيع على سلسلة من الأوامر التنفيذية فور أدائه اليمين الدستورية فى 20 يناير المقبل. وذكرت الصحيفة أن بايدن سيعاود الانضمام إلى اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية، كما سيلغى الحظر المفروض على دخول مواطنى عدد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة. وذكرت أنه سيعيد العمل ببرنامج الحالمين الذى يسمح لمن دخلوا الولاياتالمتحدة بشكل غير قانونى كأطفال بالبقاء فى البلاد. وقالت الصحيفة إن بايدن سيختار اليوم مجموعة من العلماء للمساعدة فى احتواء فيروس كورونا المستجد، بحيث يبدأ تنفيذ ذلك بعد تسلمه منصبه فى يناير المقبل فى وقت تواجه الولاياتالمتحدة وهى البلد الأكثر تضرراً من الوباء فى العالم، ارتفاعاً حاداً فى عدد الإصابات بالمرض، مع أعداد قياسية تسجل منذ عدة أيام، وسجلت الولاياتالمتحدة فى الساعات الأربع والعشرين الأخيرة أكثر من 122 ألف إصابة جديدة و991 وفاة، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 237 ألف وفاة. وذكرت واشنطن بوست أن فريق بايدن الانتقالى حصل على تصاريح أمنية مؤقتة، وخضع أفراده للبحث الأمنى من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي. واعتبرت الصحيفة، أنه على الرغم من أن انتقالات السلطة يمكن أن تتضمن دائما تغييرات مفاجئة، فإن التحول من دونالد ترامب إلى بايدن، سيكون من بين أكثر الأحداث إثارة للإعجاب فى التاريخ الأمريكي. وذكر بايدن أنه سيقضى اليوم الأول فى مكالمات هاتفية مع حلفاء لإعادة مصداقية الولاياتالمتحدة فى الخارج بعد شعار "أمريكا أولا" الذى رفعه ترامب لمدة أربع سنوات. كما تعهد بإلغاء الكثير من التخفيضات الضريبية التى أقرها ترامب للشركات والأثرياء بمجرد تولى السلطة، رغم أن التغييرات تحتاج موافقة الكونجرس. وتعهد بايدن بالعمل على إقرار (قانون المساواة)-خلال المئة يوم الأولى فى إدارته- وهو مشروع قانون يضيف بنود حماية واسعة جديدة لمناهضة التمييز على أساس الجنس أو النوع. ومن المتوقع أيضا أن يصدر أمراً تنفيذياً يدعم التنوع والشمول فى الحكومة الاتحادية، ويشكل (مجلس البيت الأبيض بشأن المساواة بين الجنسين)، وهو مجلس جديد لتنسيق السياسات المتعلقة بالمرأة. ويؤيد بايدن تشريعات للسيطرة على الأسلحة، ووعد باستخدام سلطاته "لحظر استيراد الأسلحة الهجومية". وعلى الجانب الأخر، توقع معظم المراقبين ألا يتحرك بايدن، لإصلاح علاقات بلاده المتدهورة مع روسيا، بل ربما ستحل روسيا فى ظل رئاسته محل الصين على رأس قائمة أعداء أمريكا. وقال نيكولاى زلوبين، مدير مركز المصالح العالمية فى واشنطن، فى حديث لوكالة (إنترفاكس) "أعتقد أن بايدن سينقل روسيا إلى المركز الأول فى قائمة أعداء أمريكا بدلا من الصين، لذلك أعتقد أنه يمكن للصينيين أن يتنفسوا الصعداء". ويشكل فوز بايدن قلقا كبيراً لدى أنقرة بشأن العلاقات بين البلدين نظرا لمواقفه وتصريحاته العدائية تجاه تركيا، ولا سيما أنه انتقد مرارا وتكرارا علاقات واشنطن مع نظيرتها التركية. وكان للرئيس الأمريكى المنتخب موقف حاد من نظيره التركى رجب طيب أردوغان تناولته وسائل الإعلام التركية مؤخرا، والذى يتحدث فيه عن ضرورة دعم بلاده المعارضة التركية للإطاحة بأردوغان الذى وصفه ب"المستبد". ولا تقف تصريحات بايدن بخصوص تركيا عند هذا الحد، فقد كان ضد قرار إعادة آيا صوفيا مسجدا، واتهم أنقرة بإثارة التوتر فى شرق المتوسط وتأجيج النزاع فى القوقاز، وأعلن عن نيته أن يجعلها تدفع ثمن شرائها منظومة "إس-400" من روسيا. وطالب بمزيد من الضغط على تركيا لتخفيف التوتر مع اليونان، ودعا كذلك إلى استبعاد أنقرة من أى جهود دبلوماسية فى الحب الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان، ودافع عن تقسيم العراق وإنشاء كيان كردي، كما عارض انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا، وإلى جانب ذلك فهو يدعم مشروع القانون الأرمينى ضد تركيا باستمرار.