ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز"، الأمريكية، أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حذر الولاياتالمتحدة من أن بلاده ستسعى إلى البحث عن "أصدقاء وحلفاء جدد"، إذ لم تحترم أمريكا سيادتها، موضحة أن النظام التركي يبحث عن المساعدة لوقف أزمة العملية الكاملة التي تفاقمت بسبب خلاف حاد مع حليفها في الناتو. وفي مقال افتتاحي لصحيفة "فايننشال تايمز"، قال الرئيس التركي إن "الشراكة بين بلاده والولاياتالمتحدة في خطر، وحث الأخيرة على احترام سيادتها "قبل فوات الأوان". وتابع "أردوغان": "يجب على واشنطن التخلي عن الفكرة المضللة التي مفادها أن علاقتنا يمكن أن تكون غير متناسقة وأن تتصالح مع حقيقة أن لدى تركيا بدائل"، مضيفًا: "إن عدم عكس هذا الاتجاه الأحادي وعدم الاحترام يتطلب منا البدء في البحث عن أصدقاء وحلفاء جدد". وأشارت الصحيفة إلى أن الليرة التركية هبطت إلى أكثر من 14%، أمس الجمعة وهو أكبر انخفاض لها منذ أزمة مالية عام 200، وهذا بعد قرار واشنطن مضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم المستوردين من إسطنبول، بنسبة 20%، و50%، بسبب تصاعد التوترات بين البلدين في ضوء احتجاز تركيا قسًا أمريكيًا وخلافات دبلوماسية أخرى. ويشعر المستثمرون بالقلق من قدرة البنوك والشركات التركية على تمويل أكثر من 350 مليار دولار من الديون الخارجية مع تصاعد التضخم. وألمحت الصحيفة أن تركيا واجهت العديد من فترات الازدهار والكساد على مر العقود، لكنها كانت دائمًا تحتفظ بدعم واشنطن القوى، لكن، في الوقت يواجه "أردوغان" أول أزمة مالية حادة منذ توليه منصبه في عام 2003، إذ يجد نفسه على خلاف مع الولاياتالمتحدة. ويختلف الطرفان حول العلاقات الأوثق بين أنقرة وروسيا وإيران، فضلاً عن دعم الولاياتالمتحدة للمسلحين الأكراد في سوريا التي تعتبرها أنقرة إرهابيين، كما ترفض واشنطن تسليم فتح الله جولن، الذي يقول السيد أردوغان إنه العقل المدبر لمحاولة انقلاب فاشلة في عام 2016. ونوهت الصحيفة بأنه من الممكن أن يسعى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الآن إلى استغلال نقاط الضعف في أنقرة لأغراض سياسية داخلية حول مصير أندرو برونسون، وهو واعظ إنجيلي تم القبض عليه بتهمة التجسس وتهمة الإرهاب. وأمس الجمعة، قال "ترامب" إن إدارته ستضاعف التعريفات الجمركية على واردات المعادن التركية "حيث تنزلق الليرة التركية بسرعة مقابل الدولار القوي للغاية!" وبدوره، قال إسماعيل جيم هالافورت، محامي برونسون، إنه سيطلب من المحكمة يوم الاثنين أو الثلاثاء إطلاق سراح برونسون الذي نقل إلى الإقامة الجبرية الشهر الماضي ورفع حظر السفر عنه"، ووصف موكله بأنه "عصبي وقلق" ولكن بشكل عام معنويات جيدة. وكانت السلطات التركية قد وجهت عدة اتهامات للقس، وهو من ولاية نورث كارولاينا الأميركية ويعيش في تركيا منذ 23 عاما، بمساعدة جماعة تحملها تركيا مسئولية التدبير لانقلاب فاشل في 2016 ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ومن جهته، أشار الاتحاد الأوروبي إلى قلق متزايد بشأن الأزمة، بما في ذلك احتمالية تعرض البنوك الأوروبية الكبرى التي تستثمر في تركيا إلى هزة مالية، كما أبرم الاتحاد الأوروبي صفقة بقيمة ستة مليارات دولار مع أنقرة لكبح الهجرة إلى الدول الأوروبية. وقد تعهد بيرات البيرق، وزير المالية الذي عينه "أردوغان" الشهر الماضي، بخطوات لإعادة التوازن في اقتصاد تركيا المحموم والحد من العجز، بما في ذلك الفجوة في الحساب الجاري التي بلغت 57.4 مليار دولار - أي ما يعادل 6.5 في المائة من اقتصادها. لكن "البيرق" لم يؤكد القول إن البنك المركزي قد يرفع أسعار الفائدة، ما يخيب آمال المستثمرين الذين يرون أنه الخطوة الأولى التي يمكن للحكومة اتخاذها لكبح جماح انخفاض الليرة. وفي السياق ذاته، يرى ريفيت جوركيناك، الخبير الاقتصادي في جامعة بيلكنت في أنقرة، إن "هذه ليست مشكلة مصرفية مركزية"، موضحًا أن "زيادة الفائدة لمرة واحدة من أي حجم لن تكون سوى تدبير مؤقت لوقف الفجوة".