محمد طلعت ليلة الدخلة هي ليلة العمر بالنسبة لأي عروسين، لها استعدادات خاصة يتم التحضير لها مبكرا، والمفترض ألا تتحول تلك الليلة إلى كابوس يقضي على العمر؛ والسبب ذلك القاتل الصامت الذي يأخذ ضحاياه على حين غرة والأمثلة على ذلك كثيرة جدا، مفارقة غريبة لكنها ليست غريبة على ملك الموت، دخلوا دنيا من باب واحد وخرجوا من الحياة بعد ساعات قليلة من غلق باب الزوجية، هكذا يموت العرسان، عثروا عليهم ذويهم في الصباحية جثث هامدة إما داخل غرف النوم على أسرتهم، أو داخل الحمام، هكذا ببساطة سفاح ليلة الدخلة ينهي حياة العرسان بلا سابق إنذار، والى التفاصيل المرعبة. محمد وشيماء في الشرقية وتحديدا في قرية طحا المرج التي اتشحت بالسواد بعد أن فقدت زهرتي شباب القرية محمد وشيماء اللذين كانا منذ ساعات قليلة يفرحان فرحة عمرهما بعد أن حققا ما كانا يتمنياه خلال قصة حبهما التي استمرت لعدة أعوام قبل أن تكلل بالزواج لكن فرحتهما لم تستمر إلا 240 دقيقة فقط حيث تسرب الغاز من حمام منزلهما ليستنشقاه ويلقيا مصرعهما في لحظات، وفي صباح اليوم التالي اكتشف أسرتيهما الحادث ليتم دفنهما في جنازة مهيبة. سامح وريموند في بداية عام 2020 وتحديدا في يناير الماضي كنا على موعد مع حادث أبكى محافظتين بعد أن دفع سامح وريموند حياتهما بسبب تسرب غاز السخان في حمام منزلهما الصغير بأحد أشهر أحياء مركز القنطرة بالاسماعيلية، قصة حب سامح وريموند كان يتم روايتها مثلما تروى قصص روميو و جولييت أو قيس وليلى وغيرهما من العشاق، فشرارة الحب اشتعلت منذ سنوات منذ أن كانت في محافظة سوهاج حيث عائلتيهما قبل أن ينتقلا للإسماعيلية، واستمر الحب بينهما ويتم تكليله بالزواج لكن مثلما حدث في نهايات روايات الحب الكلاسيكية جاءت نهاية رواية سامح وريموند بنفس الطريقة بعد أن تسرب الغاز في شقتهما لتكون نهاية قصتهما بموتهما في مشهد درامي يعبر عن نهاية قصة زواجهما الذي لم يستمر إلا ثلاثة أيام فقط. زواج ساعات أما في ميت غمر دقهلية وتحديدا في قرية سنتماي فكانت نهاية تعيسة أخرى لقصة حب وزواج بين عمرو ولوريان لكن هذه المرة لم يستمر الزواج إلا بضع ساعات فقط بعد أن اختنقا بالغاز بعد نهاية حفل زفافهما الذي كان يشبه الحفلات الأسطورية في تلك المدينة البسيطة فالعريس ضابط من عائلة مرموقة في سنتماي والعروس حاصلة على بكالوريوس علوم من عائلة عريقة بقرية بشالوش، جمع بينهما الحب قبل سنتين تقريبا إلى أن تكلل الأمر بالزواج لكن انتهت القصة قبل أن تبدأ ففي يوم الصباحية جاءت أسرة العروس، كالحال في الريف، لكن لم يفتح لهما أحد وبعد عدة محاولات بعد ان استبد بهما القلق والخوف؛ قاموا بكسر باب الشقة ليجدا العروسين جثتين هامدتين في غرفتهما والسبب تسرب الغاز كما أثبت تقرير الطبيب الشرعي. حادث أسيوط وفي أسيوط كان الوضع مشابه لما حدث في ميت غمر؛ فعروس قرية أم القصور وعريسها كانا على موعد مع الموت بعد انتهاء زفافهما بدقائق قليلة بعدما تسرب الغاز في شقتهما الصغيرة واستمر في الانتشار والعروسان في غرفتهما حتى وافتهما المنية، وأكدت تحريات المباحث وتقرير الطبيب الشرعي أن الحادث نتيجة لتسرب الغاز وليس هناك أي شبهة جنائية في الأمر ليتم دفنهما في جنازة مهيبة شارك فيها كل اهالي القرية الذين كانوا منذ ساعات معهما في فرحتهما التي استمرت حتى الساعات الأولى من صباح يوم وفاتهما، ليتحول أجمل ليالي عمرهما إلى أيام حزينة هو ذلك اليوم الذي انتهت فيه حياتهما، لتتحول قصة وليد وولاء إلى رواية حزينة في مركز القوصية. غاز كفر الزيات أحمد وندى عروسان من مدينة كفر الزيات بالغربية لقيا مصرعهما في ليلة زفافهما بعد أن تسرب القاتل الصامت داخل منزلهما دون أن يكون له أي لون او رائحة حتى تغلغل في جسديهما الذي انهكه الفرح الذي استمر لساعات طويلة وفقا للعادات والتقاليد المتبعة في تلك المنطقة، وهو ما جعل الطرفان في قمة إرهاقهما في تلك اللحظات حتى إنهما لم يستطيعا أن يفتحا عيونهما المرهقة لينهي الغاز على حلم حياتهما في اجمل ليالي العمر، أهالي العروسين اكتشفا الحادث في يوم الصباحية عندما حضروا لتقديم ما لذ وطاب من الطعام والحلويات للعروسين- سلو بلدهم كما يقال - لكن لم يستجب أحد لطرقات الباب القوية مما دفع اهلهما ليكسروا باب الشقة ويكتشفوا نهاية قصة الحب بين الطرفين نتيجة الغاز وبعد استدعاء رجال الشرطة أثبت تقرير الطبيب الشرعي أن الحادث نتيجة تسرب غاز السخان وليس هناك أي شبهة جنائي ليتم دفن العروسين في جنازة مهيبة. قشطة وزوجته وفي المنوفية جرت وقائع حادث آخر، بطلها الغاز أيضا بعد أن لقي المهندس محمد قشطة مصرعه هو وزوجته الدكتورة أية بعد أن تسرب الغاز من حمام شقتهما بقرية البتانون بعد أيام قليلة من ليلة العمر وهو نفس الامر الذي تكرر في الشرابية التي لقيا فيها عروسين مصرعهما في ليلة زفافهما.