يبدو أن جينات الشهامة وأصالة الصعايدة سافرت إلى النمسا، حيث ضرب طفل سوهاجي مثالا حيا للمصري صاحب الواجب متحملا المسؤولية منذ الصغر؛ إذ بادر قبل الجميع في هذا البلد الأوروبي بتحدي خطر كورونا من أجل مساعدة كبار السن. ميسرة.. صاحب ال 15 ربيعا دشن مبادرة رعاها والداه، لمساعدة كبار السن الذين هم الفريسة الأسهل لوباء «كورونا» المستجد، وعلى مدار أشهر بات الصبي المصري حديث الإعلام النمساوي الذي رأى نموذجا استثنائيا للمهاجرين، واليوم كللت جهود ميسرة ليتم ترشيحه لأكبر جائزة بالنمسا وهي «شخصية العام». والدة «ميسرة» السيدة هنا تحدثت ل«بوابة أخبار اليوم» عن تفاصيل مبادرته وترشيحه لجائزته، قائلة: «أسرتنا من الصعيد بالتحديد من مركز جهينة محافظة سوهاج، ونعيش هنا من عام 1993، وميسرة له ثلاثة أشقاء هم ميار ومازن ومرام». أما عن هوايات ميسرة فهو يحب الرياضة كثيرا، مثل التنس وكرة السلة ويهوى أيضا القراءة. وعن تعليمه، فتستكمل والدته أن مجال الدراسة في فيينا، المرحلتين (الثانوية والإعدادية) في مرحلة واحدة، بعد الابتدائية وتكون 4 سنوات، وهو الآن في (السنة السادسة جيمنازيوم)، وهو ما يعادل الصف أو الثاني الثانوي في مصر. اقرأ للمحرر أيضًا| سياحة «في حب الله».. بركة جبل الدكرور بسيوة تنهي الخلافات الشاب السوهاجي قال إن الفكرة جاءت له في آخر يوم في المدرسة، قائلا «يوم 13 مارس بالتحديد من هذا العام، كان عندنا هنا في النمسا قالوا لنا في المدرسة احتمال كل حاجة تقفل، وكان في حظر ممنوع الخروج من البيت نهائي غير للأمر المهم صيدلية مثلا، أو شغل مهم أو سوبر ماركت تشتري أغراض المنزل». ويستكمل ميسرة: «في الوقت دا فكرت في كبار السن لأن هنا في النمسا توجد نسبة كبيرة منهم، إزاي نساعد الناس دي وهي أكثر عرضة للمرض،، ففكرت أنا وأصحابي أننا نعمل جروب على إنستجرام، نساعد بيه كبار السن، وفعلا عملنا جروب اسمه (Einkaufen gehen Corona)، ومن هنا الناس عرفتنا والصحافة والراديوفي النمسا، وعملوا معانا مقابلات، وكمان شاركوا معانا زيارتنا لكبار السن أثناء مساعدتنا ليهم، بالاضافة إلى أنهم وثقوا المبادرة، ومن هنا النمسا كلها أتكلمت عننا والصحافة النمساوية والمصرية كتبت عننا وعن المبادرة». والد ميسرة محمود مقلد، تحدث بدوره قائلا: «في صباح اليوم التالي، فوجئنا باتصال من صحفي بجرنال يدعى (Die presse) النمساوي، يبلغني بترشيح ابني ميسرة ليكون شخصية العام، أو الشخصية الأفضل في النمسا لسنة 2020، ضمن عدد من المرشحين في المسابقة الأشهر في النمسا، والتي تدعى ( Austria Gala)، وهي مسابقة تحدث منذ 50 عام لاختيار أفضل شخصية كل عام، بتنظيم من الجريدة نفسها». وعن ردود الأفعال يؤكد الأب السوهاجي، إن مديرة المدرسة أسعدتها المبادرة، إذ رأت أن ميسرة رفع اسم المدرسة على مستوى النمسا، ونقل كلامها قائلا: «حتى لو لم يفز بالجائزة، مجرد الترشح هو شرف كبير، إنه أول طفل في النمسا يرشح لجائزة Galaونحن جميعا ندعمه، والمدرسة تحشد للتصويت له بالجائزة». اقرأ للمحرر أيضًا| دخان ب«لغة الضاد».. هل سمعت عن سجائر «أم الدنيا»؟ مستقبل «ميسرة» يؤكد عنه الأب أن ابنه يعد حاليا مبادرة للجيل الثاني ودعم السياحة في مصر، وسيشكل فوجا سياحيا من أصدقائه النمساويين والنمساويين من أصل مصري لزيارة المعالم المصرية، في رحلة ترويجية بعد انتهاء جائحة كورونا. ويروي كذلك: «ابني لديه أكثر من مقابلة بدولة الإمارات، لكن بسبب جائحة كورونا لم يتحدد ميعادها، كما تلقى العديد من الدعوات من عدة جهات تنتظر التأكيد ومن ثم سنعلن عنها، أيضا في مصر هناك أكثر من برنامج يريد مقابلة ميسرة فقط ننتظر وجود إجازة للاتفاق على مواعيد». لاقى الشاب المصري تعاونا كبيرا وتشجيعا من الجالية في النمسا وخص بالاسم السفير السابق عمر عامر والذي انتهت مدته في النمسا وأيضا المستشار الثقافي السابق عمرو الأتربي، والمستشارة الثقافية االحالية توجه دعما كبيرا لميسرة وتواجدت في حفل الذي أقامه رئيس الحي، موجهًا الشكر للسفارة المصرية والجالية بالنادي المصري بالنمسا، والأسر الداعمة لمبادرة نجله، سواء الأعضاء في النادي أو خارجه، بالإضافة إلى أعضاء الجاليات العربية.
