حوار| رئيس جامعة كفر الشيخ: نخطط لإنشاء مدينة طبية وأودية للعلوم والتكنولوجيا

رئيس جامعة كفر الشيخ د. عبد الرازق دسوقي:
ساهمنا في مواجهة فيروس كورونا.. ويمكننا الاستفادة من التجربة في مجال التعليم عن بعد
إقامة مستشفى طوارئ ومركز أورام بتكلفة 2 مليار جنيه
14 عاما فقط مرت على إنشاء جامعة كفر الشيخ التي استقلت عن جامعة طنطا عام 2006 .. ورغم حداثتها إلا أنها انطلقت بسرعة الصاروخ في سماء التعليم والبحث العلمي في مصر .. فالجامعة تضم اول كلية للذكاء الاصطناعي في مصر، إلى جانب جميع كليات القطاع الطبي ومستشفى جامعي على اعلى مستوى.
ونظرا لطبيعة المحافظة التي يعمل معظم ابنائها بمهنتي الصيد والزراعة، أنشأت الجامعة كلية الثروة السمكية إلى جانب كلية الزراعة «اقدم كليات الجامعة».
وجاءت أزمة تفشي فيروس كورونا لتبرهن على أهمية الجامعة ودورها الكبير في خدمة المجتمع .. من خلال تخصيص دورين كاملين بالمستشفى الجامعي للحالات المصابة بفيروس كورونا .. وكذلك تجهيز مباني المدن الجامعية لاستقبال حالات الكورونا والمتعافين في فترة النقاهة، إلى جانب تخصيص قطاع من المدن الجامعية كحجر صحي لاستقبال المصريين العائدين من الخارج.
التقت «بوابة أخبار اليوم» برئيس جامعة كفر الشيخ د. عبد الرازق دسوقي لمعرفة الدور الكبير للجامعة في خدمة المجتمع .. وتطوير التعليم والبحث العلمي والخطط المستقبلية للجامعة.
◄ في البداية لا صوت يعلو على أزمة كورونا.. فما دور الجامعة في مكافحة الوباء ؟
منذ بداية ظهور حالات مصابة في مصر شاركت الجامعة بأول طاقم طبي للعمل بمستشفى بلطيم فور تحويلها لمستشفى عزل لعلاج المصابين بعدوى فيروس كورونا المستجد.. وتم تخصيص دورين كاملين بالمستشفى الجامعي لاستقبال الحالات المصابة، وتم حتى الآن استقبال أكثر من 200 حالة.. كما شهدت الفترة الماضية تجهيز 150 سريرا بالمدينة الجامعية للطلاب بمنطقة «سخا» لاستقبال الحالات المصابة بفيروس كورونا والمرضى المتعافين في فترة النقاهة وذلك في الفترة من أول مايو الماضي وحتى 12 يوليو الماضي.
◄ كيف ساهمت الجامعة في حل أزمة المصريين العالقين بالخارج في ظل الجائحة؟
فور صدور تكليفات بعودة المصريين العالقين بالخارج بسبب ازمة كورونا.. قمنا بتجهيز المدينة الجامعية للطالبات كحجر صحي لاستقبال قطاع كبير من المصريين العائدين، وتم بالفعل استقبال 782 مواطنا، ووفرت الجامعة لهم جميع وسائل الإعاشة والمستلزمات والمطهرات لمنع انتقال العدوى.. واستمرت اقامتهم بالمدينة الجامعية لمدة أسبوع كامل.. واجريت لهم الفحوصات الطبية وجاءت جميع النتائج سلبية بالنسبة للإصابة بفيروس كورونا عدا حالة واحدة فقط، وتم نقلها الى مستشفى العزل ببلطيم.. وتلقت الجامعة رسائل شكر وإشادة نظرا للمستوى الراقي الذي تم التعامل به مع العائدين خلال فترة إقامتهم بالمدينة الجامعية.
◄ إجراء امتحانات نهاية العام للسنوات النهائية بالكليات كان تحديا كبيرا.. كيف تخطت الجامعة هذا الاختبار الصعب؟
بالفعل كانت امتحانات نهاية العام الدراسي للسنوات النهائية بالكليات تحديا كبيرا .. وكان لا بد من مراعاة شقين هامين وهما المستقبل العلمي للطلاب.. والحفاظ على صحتهم وسلامتهم.. خاصة وأن الامتحانات كانت تجري في فترة ذروة انتشار فيروس كورونا.. وتضافرت جهود جميع العاملين بالجامعة لاجتياز هذا التحدي الصعب.. وتم تجهيز الجامعة ببوابات تعقيم الكترونية وأجهزة قياس الحرارة عن بعد.. وتخصيص مسارات للطلاب ومراعاة التباعد والحفاظ على المسافات الآمنة فيما بينهم.. وارتداء الكمامات.. وتوفير المطهرات بكميات كبيرة، إلى جانب التعقيم المستمر لحرم الجامعة وخاصة قاعات الامتحانات.. وكان وعي الطلاب وإحساسهم بالمسؤولية أحد أهم أسباب اجتيازنا هذا الاختبار الصعب بكل سهولة ويسر.
◄ كيف استعدت الجامعة للعام الدراسي الجديد؟
صحة وسلامة الطلاب هي المعيار الأساسي لدى الجامعة.. ولذلك فقد تم الاستعداد لبدء العام الدراسي خلال شهر أكتوبر القادم من خلال تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها في فترة امتحانات نهاية العام الدراسي لطلاب السنوات النهائية بكليات الجامعة.. وسيتم تطبيق هذه الإجراءات بصرامة وحزم.
◄تهدف الجامعة إلى إقامة مدينة طبية على أعلى مستوى.. إلى أين وصل العمل على هذا المشروع؟
قطعنا شوطا كبيرا في إقامة المدينة الطبية، حيث تم بالفعل افتتاح المستشفى الجامعي منذ عامين تقريبا بتكلفة 380 مليون جنيه وبسعة 466 سريرا و13 غرفة عمليات.. والمستشفى مجهز بأحدث الأجهزة الطبية وفقا للمواصفات العالمية.. إلى جانب افتتاح جميع كليات القطاع الطبي «الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعي والتمريض»، وكذلك مستشفى الطلبة.. ويجري حاليا إنشاء واحدة من أكبر مستشفيات الطوارئ على مستوى الجمهورية على مساحة 4 آلاف و200 متر مربع بارتفاع 9 طوابق وتبلغ طاقتها الاستيعابية حوالى 400 سرير، إلى جانب إقامة مركز متكامل لعلاج الاورام بسعة 35 سريرا .. وتبلغ التكلفة الإجمالية لمستشفى الطوارئ ومركز الأورام حوالي 2 مليار جنيه .. ويتم التخطيط مستقبلا لإقامة عدة مراكز طبية متخصصة لعلاج الكلى والمسالك البولية وجراحة القلب والصدر والامومة والطفولة .. وبذلك يتحقق حلم أبناء كفر الشيخ في إقامة مدينة طبية متكاملة.
◄ وما خطة الجامعة لتطوير العملية التعليمية والبحث العلمي ؟
ينصب التركيز حاليا على تحويل جامعة كفر الشيخ من الجيل الثالث إلى الجيل الرابع .. وأبرز عوامل التحول هو إقامة أودية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار لتحويل أفكار الطلاب والباحثين إلى واقع ومنتجات ملموسة.. ويمكن للجامعة تأسيس شركة خاصة بها أو تستعين بالشركات الخارجية لتسويق هذه الافكار والمنتجات .. لتحقيق موارد تمكنها من الاكتفاء ذاتيا والإنفاق على تطوير العملية التعليمية والبحث العلمي .. وذلك إلى جانب التحول الرقمي وتدعيم البنية الأساسية للجامعة.. والاستفادة من أزمة فيروس كورونا للتوسع في التعليم عن بعد لإتاحة فرصة أكبر للطلاب للإطلاع على المراجع والأبحاث العلمية في كافة المجالات .. وكذلك التخفيف عنهم من خلال توفير نفقات الانتقال والاقامة إلى جانب توفير الوقت.
◄ ما الذى ستقدمه كلية الذكاء الاصطناعي التي تعد الأولى من نوعها في مصر؟
العالم يتقدم بسرعة كبيرة.. وتأتي كلية الذكاء الاصطناعي كتجسيد للعمل على أرض الواقع لمواكبة هذا التقدم.. وتمثل الكلية نموذجا فريدا ونقلة نوعية في مجال دراسة تكنولوجيا المعلومات ..وتعمل على تأهيل الطلاب لمواكبة المتغيرات السريعة في سوق العمل.. وتقديم حلول مبتكرة لتطوير الخدمات بكافة القطاعات.
◄ وماذا عن دور الجامعة في خدمة المجتمع المحيط بها؟
المشاركة المجتمعية أحد أهم أهداف الجامعة.. ومعظم الكليات تساهم في تنمية المجتمع وتقديم الخدمات لأبناء المحافظة.. فبالنسبة لكيات القطاع الطبي يتم تنظيم قوافل طبية لخدمة أهالي المحافظة خاصة في القرى.. ونظرا لطبيعة عمل قطاع كبير من أهالي كفر الشيخ في تربية وصيد الأسماك تم إنشاء كلية الثروة السمكية والتي يتم من خلالها تقديم استشارات وحلول علمية للمشاكل التي تواجه الصيادين وأصحاب المزارع السمكية.
أما بالنسبة للمزارعين فإن كليتي الزراعة والطب البيطري تنظمان قوافل لتقديم الإرشاد الزراعي وعلاج الماشية.. وتساهم الجامعة في تقديم الاستشارات ودراسات الجدوى للمشروعات التي تقوم بها المحافظة.. ومن أبرز المشاركات المجتمعية التي تقوم بها الجامعة.. قيام طلاب كلية التربية النوعية بتجميل وتزيين شوارع وميادين المحافظة.. وقامت الجامعة مطلع شهر يوليو الماضي بفتح 306 فصول للتعليم عن بعد لمحو أمية 3887 دارسا.