حتى يهدأ المتربصون والمتصيدون ويفهموا - إن كان لديهم عقل ليفهموا- التفويض الذى منحه البرلمان المصرى ليس تفويضا بالحرب، إنما هو تفويض بالتحرك للدفاع عن مصر وأرضها وشعبها وأمنها وسلامتها لم تخض مصر على مدى تاريخها الطويل حرب غزو، المصريون يؤمنون عبر آلاف السنين ان بلدهم و هى أعظم بلاد الدنيا، وليست هناك بلد افضل منها لتغزوها، والعكس هو الصحيح، لذلك أتت إليها كل الجنسيات، بعضها راغب فى العيش.. وبعضها طامع فى الغزو. لم تخض مصر حربا إلا وكانت مفروضة عليها.. وتلك التى تدق طبولها من الناحية الغربية واحدة من هذه المعارك المفروضة عليها.. بسبب حاكم مغرور صدق إنه يمكنه أن يعيد حلم أجداده شبكة الدماء الغزاة القتلة.. هؤلاء بنو عثمان الجدد الذين كدوا ينتهون على يد المصريين أكثر من مرة وستكون هذه المرة هى الحاسمة بإذن الله بفضل جيش صامد وفى ظهره شعب واحد. عندما زار الرئيس عبد الفتاح السيسى المنطقة العسكرية الغربية.. أوضح لتركيا وللعالم كله أن الحدود الغربية لمصر لا تقف عند نقطة السلوم فقط... بل تبدأ عن مدينة سرت على الساحل الليبى... وان خط سرت_ الجفرةجنوب ليبيا هو خط أحمر.. لأنه الخط الحقيقى لحدود مصر الغربية.. وكان أول من فهم تلك الإشارة هم شيوخ وأعيان القبائل الليبية الذين كانوا أول المرحبين بالمبادرة المصرية.. والمسارعين بالانضمام لصفوف الجيش المصرى وان يكونوا فى المقدمة.. وهو ما دعا البرلمان الليبى لإصدار بيانه التاريخى الذى دعا فيه مصر لحماية الشعب الليبى والأرض الليبية من اطماع العثمانلى.. ومغامرات المرتزقة الذين باعوا أنفسهم لمن يدفع.. وهل هناك من يدفع أكثر من المهووسة قطر التى تخرب فى جيرانها وفى الدنيا كلها بحثا عن دور ؟ أهم ما فى بيان البرلمان الليبى الذى جاء فى وقته لحسم الجدل على الساحة الليبية الداخلية.. وإنهاء اللغط حول أطماع تركيا فى الوطن الملاصق لنا والتى قد تمتد إلينا هو انه دعا الجيش المصرى صراحة للتدخل العسكر لحماية الأمن القومى الليبى والمصرى إذا رأت أن هناك خطرا يطال أمن البلدين. ورحب مجلس النواب الليبى بكلمة الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، فى وقت سابق بحضور ممثلين عن القبائل الليبية، داعيا إلى تظافر الجهود بين ليبيا ومصر بما يحقق الأمن والاستقرار فى ليبيا. طبيعى ألا يكون هناك تعبير عن استنجاد الشعب الليبى بمصر أوضح من هذا.. وقد يفتى بعض المحللين الذين يملأون الفيسبوك بأن هناك مصيدة تنصب للجيش المصرى فى ليبيا. وأقول لهؤلاء بأن الجيش المصرى قد تعلم من دروس الماضى جيدا.. ولم تكن جهود تطويره وزيادة قدراته الهجومية والدفاعية فى الفترة الأخيرة مجرد عناوين فى الصحف.. ولكنها كانت واقعا.. وهى لم تكن للغزو واقتحام الدول.. ولكن لتحقيق مبدأ وعقيدة الجيش المصرى وهو الدفاع عن الوطن ضد كل غاز أو طامع.. الأمن المصرى يبدأ من النقطة التى ينطلق منها أول تهديد... وفق الله مصر وقائدها وجيشها وشعبها.