مقبرة الغزاة «7»

بسم الله

اليوم موعدنا مع حديث الناس فى رمضان، مع المنسى، الذى ضرب لنا أروع الأمثلة فى الشهامة والقدوة والإنسانية، وهذه قصة العسكرى خفاجى مع قائد كتيبته الشهيد أحمد منسى، والذى أصر على أن يبحث عن منزل الشهيد، ليؤدى التحية العسكرية لابنه حمزة. ثم يزور قبر الشهيد ليبقى ساعات يبكى أمام قبره. هو جندى صاعقة، له أخ أكبر منه عنده 39 سنة وأربع أخوات بنات على وش جواز، أخوه الأكبر متجوز وعنده أربعة أطفال. فجأة مات شقيقه وترك الأولاد الصغار، وخفاجى عسكرى فى شمال سيناء يحارب الخونة والإرهابيين. والد خفاجى متوفى ووالدته عندها فشل كلوى وبتتعالج علاج مكلف جدا. وحالتهم تعبانه كما الكثير من المصريين. خفاجى كان سائق بالإجرة على عربيات نص نقل، يعنى فواعلى يعمل أى حاجة تجيب أى رزق.
عندما تسلم القائد الإنسان أحمد صابر منسى الكتيبة جمع الجنود وقال حد عنده أى مشكلة؟ خفاجى رفع إيده قال له أنا يا فندم راح القائد قال له تجيلى المكتب دلوقتى، فى مكتب القائد: خير يا خفاجى؟ يا فندم أنا والدى متوفى واخويا متوفى وسايب أربع أطفال وأنا عندى أربع أخوات بنات منهم واحدة بنجهزها للجواز وأنا اللى باشتغل وباصرف عليهم وبانزل أجازة عشرة أيام كل 35 يوم. لو ينفع سيادتك تقلل المدة أو تزود لى الأجازة؟. القائد: أوعى يا خفاجى تكون بتكدب على قائد كتيبتك!. خفاجى: يا فندم ده رقم والدتى اتصل بيها وعنوانى عند سيادتك اسأل علينا. منسى: طيب ينفع معاك تنزل أجازة كل 15 يوم؟ خفاجى مبتسما يا فندم ولا أحلم بكده. القائد: طيب انت نازل أمتى؟ خفاجى: كمان عشر أيام سيادتك. المنسى: لأ انت نازل بكره روح خلى مساعد تعليم يعملك تصريح ب 15 يوم من بكره ويجيبهولى أمضيه دلوقتى. وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية بإذن الله.
دعاء: اللهم ارحم شهداء مصر.