تابعنا ويتابع العالم معنا فى ذات الوقت ما أصاب أسواق العالم كلها ودون استثناء، من اضطراب وقلق وعدم استقرار وصل الى حد الشلل العام، نتيجة ما طرأ من اختلالات واضحة على معدلات الانتاج، فى جميع المجالات الصناعية والزراعية والخدمية فى كل بلاد العالم. وأحسب اننا ندرك وتدرك معنا كل شعوب العالم، أن تلك هى النتيجة المباشرة لتوقف النشاط البشرى الطبيعى، فى ظل ما تم تنفيذه من اجراءات احترازية لحماية المواطنين من أخطار الوباء. هذه الاجراءات، التى اضطرت كل الدول تقريبا الى الأخذ بها وتنفيذها بكل دقة وصرامة، كانت ولاتزال ضرورية لوقف انتشار الفيروس المنفلت «كورونا المستجد»،...، ولكنها أدت فى ذات الوقت إلى توقف عجلة الانتاج بجميع صوره، فى كل البلاد ومعها مصر بالطبع. وكان من نتيجة ذلك ما رأيناه وتابعناه، من تداعيات ونتائج سلبية عديدة على اقتصاديات كل دول العالم، وهو ما أدى الى انهيار كبير فى الأسواق، واختلال أكبر وأوسع أثرا فى أسواق العمالة بالذات، حيث خرج الملايين من البشر من وظائفهم وأعمالهم، بعد توقف الأعمال وغلق المصانع والشركات والمؤسسات الانتاجية. وقد زاد من الأزمة أيضا، ذلك الشلل الذى أصاب حركة السفر والسياحة والنقل والمواصلات بين الدول بل فى العالم اجمع،...، وهو ما يعنى توقف شبه كامل فى حركة التجارة العالمية. وفى ظل ذلك أصبحت كل الحكومات والمؤسسات المسئولة عن ادارة شئون البلاد وتسيير حياة المواطنين، مضطرة للتدخل الفورى والعاجل، واتخاذ كل السبل الواجبة والضرورية للسير بجدية وعزم، على طريق المواءمة بين حماية مواطنيها وضمان سلامتهم، وفى ذات الوقت انقاذ اقتصادها ومنعه من الانهيار، وإعادة التشغيل. وعودة عجلة الانتاج للدوران من جديد، مع اتخاذ كل الاجراءات الواجبة والاحترازية للحفاظ على سلامة المواطنين. «حمى الله مصر ووقاها من كل شر وكتب لها النجاة من كل مكروه».