فاجئ زعيم حزب "أزرق أبيض" بيني جانتس حلفاءه قبل خصومه بالتحالف مع حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو من أجل تشكيل حكومة وحدة في إسرائيل، في خطوةٍ لم تكن متوقعة، خاصةً أن جانتس كان يستند لدعم 61 عضوًا داخل الكنيست ستمكنه من تشكيل الحكومة دون اللجوء لخصمه نتنياهو. ومستندًا إلى دعم كتلة اليمين، التي يتزعمها نتنياهو، أصبح بيني جانتس رئيسًا للكنيست الإسرائيلي، بعد حصوله على دعم 74 نائبًا في الكنيست المؤلف من 120 عضوًا، في خطوةٍ أدت إلى تفكك تحالف "أزرق أبيض". ويقول أيمن إبراهيم، الباحث الفلسطيني الخبير في الشئون الإسرائيلية، "إن الاتفاق بين بيني جانتس ونتنياهو كان مفاجئًا للجميع حتى حلفاء بني جانتس فبعد أن تم تزكية بيني جانتس من قبل 61 عضوًا بالكنيست وتكليفه بتشكيل الحكومة وأثناء جولة مشاوراته لتشكيل الحكومة شعر جانتس بصعوبة الأمر حيث سيشكل حكومة سرعان ما ستتفكك لضعف العلاقة بين الداعمين لها مما قد يؤدي إلى الذهاب لانتخابات رابعة قد لا يحقق خلالها ما حققه من قبل". ويعدد الباحث الفلسطيني الأسباب التي أرجع إليها التحالف المفاجئ بين جانتس ونتنياهو، خلال تصريحاتٍ ل"بوابة أخبار اليوم"، فيقول أيضًا " من جانب آخر هناك استعداد من قبل حزب الليكود لطرح مشاريع للتصويت في الكنيست ستدفع لتفكك تحالف بيني جانتس قبل أن يبدأ في تشكيل الحكومة مثل قراري إعدام الفدائيين الفلسطينيين والموافقة على ضم مناطق من الضفة الغربية وهذه القرارات ستكون محرجة لحزب أزرق أبيض وحزب إسرائيل بيتنا بزعامة أفيجدرو ليبرمان، و ستدفع القائمة العربية المشتركة لرفض هذا الموقف". ويتابع إبراهيم قائلًا، "جانتس الذي هاجم نتنياهو وطلب منه المثول للقضاء حسب حسابات الربح والخسارة الذاتية فاختار المكسب الشخصي على حساب المكسب السياسي وباع شركاءه الذين تفاجأوا بترشحه لرئاسة الكنيست ودعم اليمين والليكود له لينكشف تفاصيل هذا الاتفاق السري مع نتنياهو لتشكيل حكومة بقيادة نتنياهو لمدة عام ونصف العام ومثلها لبيني جانتس بدعم 74 عضوًا هم كتلة اليمين (58 مقعدًا) إضافة لرئيسة حزب جيشر اورلي ليفي و15 من أعضاء حزب حصانة إسرائيل وهم جزء من تكتل أزرق أبيض". ويمضي قائلًا، "الاتفاق بتفاصيله رسم بيني جانتس مواقعه ومواقع شريكه جابي أشكنازي والذي يتطلع لحقيبة وزارة الجيش".
