على الرغم من التجارب والأبحاث التي أجراها العلماء في بعض الدول من أجل دراسة فيروس كورونا المستجد ومحاولة التوصل لعلاج فعال للقضاء عليه، إلا إن الفيروس الجديد مازال قادرا على مفاجئة الجميع بأعراض جديدة غير التي تم الإعلان عنها والمتعارف عليها. ففي تقرير نشرته الديلي ميل البريطانية، نقلت تجارب عدد من المرضى الذين تعافوا مؤخرًا من "كوفيد – 19"، لكنهم كانوا مختلفين عن غيرهم قليلا واختبرا أعراض غير اعتيادية للمرض، والتي كان منها فقدان حاستي الشم والتذوق. ويوضح التقرير إن الأعراض التي تحدث على جسم الإنسان والتي تم الإعلان عنها مثل السعال أو الصداع، لا تحدث في الحقيقة بسبب الفيروس نفسه ولكن خلال محاولة الجسد التخلص منه. فتقول منظمة الصحة العالمية إن أقلية من المصابين بالفيروس التاجي يعانون من أعراض الجهاز الهضمي، مثل الإسهال أو فقدان الشهية، حيث وجدت دراسة أجريت على 200 مريض بكوفيد 19 أن هذه الأعراض ظهرت على المرضى في بداية إصابتهم بالفيروس. فالسعال، على سبيل المثال، هو رد فعل تلقائي يقوم الجسم بتطويره لمحاولة طرد الكائنات الغريبة سواء كانت بسبب فيروسات أو حتى هواء ملوث. كما يُعتقد أن الغثيان والإسهال يمثلان محاولات الجهاز الهضمي لطرد الفيروس. بالإضافة لأن أعراض مثل الصداع وألم العضلات تكون ناتجة عن الالتهاب الذي ينشأ في الأنسجة حيث يحاول الجهاز المناعي للجسم الدفاع عن الإنسان. ولذلك فإن كل هذه الأعراض هي محاولة من الجسد نفسه للدفاع، ولا يسببها الفيروس وفقًا للموقع البريطاني. ويفسر ذلك ايضًا لماذا يختبر بعض المرضى صداع فقط، بينما يصاب آخرين بالسعال، وذلك لأن الفيروس يهاجم نقاط الضعف في الأجهزة المناعية والتي تختلف من شخص لآخر. وفي دراسة جديدة أعلنت عنها الجمعية البريطانية لطب الأنف والأذن والحنجرة، أوضحت أنه بناءً على تجارب ضحايا جُدد لفيروس كورونا المستجد، اتضح انه قد تظهر اعراض فقدان حاستي الشم والتذوق، أو حتى التأثير على العين، الأمر الذي يشير إلى أن الفيروس بدأ تدمير عدد من الخلايا في جسم الإنسان أو حتى عقله. ونقل الموقع البريطاني عدد من الحالات، من ضمنها سيدة تدعى ليندا كار وتبلغ من العمر 69 عاما، حيث تقول إنها كانت في المنزل مع زوجها ولم تختلط بأي من القادمين من خارج البلاد أو أي شخص ممن تظهر عليه أعراض فيروس كورونا المستجد، لكن في أحد الأيام شعرت أنها فقدت سيطرتها تمامًا على حاستي التذوق والشم، الأمر الذي كان غريبا بالنسبة لها. وأضافت، أنه على الرغم من غرابة هذه الأعراض إلا إنها لم تهتم بها لأنها لم تكن مصاحبة لأي أعراض أخرى معروفة لفيروس كورونا مثل ارتفاع درجة الحرارة أو السعال، لذلك لم يكن "كوفيد-19" يقلقها على الإطلاق. لكن حالة ليندا تدهورت بشكل مفاجئ، الأمر الذي استدعى نقلها للمستشفى، وهناك تم إجراء تحليلات فيروس كورونا لها والتي أثبتت أنها حامله للمرض، وبعد ذلك بدأت تظهر عليها بقية الأعراض. وبعد شهر من بقائها في المستشفى، تمكنت ليندا من هزيمة المرض والخروج من المستشفى، لكنها حتى هذه اللحظة معزولة في المنزل وتعاني من إرهاق وضعف عام في جسدها. ذكر التقرير البريطاني ايضًا، رواية البريطانية إيسلا هاسلام، والتي تبلغ من العمر 29 عاما، حيث اختبرت أعراض مشابهة تمامًا لليندا كار. تقول إيسلا إنها تناولت العشاء مع عائلتها في أحد الأيام وكان من بينهم شقيقها الذي وصل للبلاد من الخارج، ولا تظهر عليه أية أعراض. وعقب يوم واحد ظهرت على شقيقها أعراض فيروس كورونا، لكنها مع الوقت فقدت حاستي الشم والتذوق وهو أمر غير اعتيادي، دون ظهور أي اعراض أخرى، وعلى الرغم من ذلك اثبتت التحاليل أنها حاملة للفيروس التاجي الجديد. ظهرت بقية الأعراض بعد ذلك على إيسلا وبقيت في المستشفى لعدة أيام تروي أنها لم تكن مستيقظة في معظمها، فكانت تصل عدد ساعات نومها ل17 ساعة متواصلة، لكنها في النهاية تؤكد انها من أسوا التجارب التي مرت بها في حياتها على الإطلاق.