قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء 11 مارس، إن زعيم حزب أزرق أبيض، بيني جانتس، يخطط لتأسيس حكومة في غضون أسبوعين تقريبًا، بحيث يكون الموعد المحدد لذلك هو يوم 23 مارس. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصدرٍ مطلعٍ قوله إن جانتس يعمل حاليًا على ضمان التوصية به من قبل إسرائيل بيتنا والقائمة العربية المشتركة، ويقدر أنه سيتم يوم الأحد القادم تكليفه بتشكيل الحكومة. وبحسب الصحيفة، فإن "جانتس يعتقد أنه إذا تم تنفيذ ذلك، فإن هذا سيشير إلى وجود معسكر سياسي قوي خلفه يدعم تشكيل حكومة برئاسته". نتائج غير حاسمة وحملت نتائج الانتخابات التشريعية للكنيست، التي جرت في الثاني من مارس الجاري، تحقيق حزب الليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو الأكثرية داخل الكنيست بحصوله على 36 مقعدًا من أصل 120 مقعدًا داخل الكنيست، متقدمًا على خصمه الرئيسي حزب "أزرق أبيض" الوسطي بزعامة جانتس، الذي حاز 33 مقعدًا. وحصل المعسكر اليميني بزعامة نتنياهو مجتمعًا على 58 مقعدًا، متخلفًا بفارق ثلاثة مقاعد فقط عن 61 مقعدًا مطلوبة كي يتمكن اليمين من تأليف الحكومة بصورةٍ منفردة. وفي الجهة المقابلة، بلغ عدد مقاعد المعسكر اليسار والوسط إضافةً إلى القائمة العربية المشتركة 55 مقعدًا. وبقي حزب إسرائيل بيتنا اليميني المتطرف بزعامة أفيجدرو ليبرمان غير منضوٍ لأيٍ من المعسكرين في المشهد الانتخابي. صانع الملوك ومرة أخرى سيلعب أفيجدرو ليبرمان دور "صانع الملوك"، حيث ستمكنه المقاعد السبعة التي حصل عليها حزبه من ترجيح كفة أيٍ من المعسكرين حال انضم لأيٍ منهما. لكن الأمور لا يمكن أن تسير بهذه السهولة، فهي تحتاج إلى سيلٍ من المباحثات لعلها تفضي إلى تشكيل ائتلافٍ يحظى بثقة 61 نائبًا بالكنيست على أقل تقدير. جانتس تحدث يوم الاثنين الماضي عن أنه توصل إلى تفاهمات مع رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" ليبرمان، بشأن المبادئ الأساسية لتشكيل حكومة مستقبلية، ومواصلة التعاون بهذا الصدد لمنع جر إسرائيل إلى انتخابات عامة رابعة، ووصف اللقاء ب"الجيد". وقال زعيم أزرق أبيض، "لقد انتهينا للتو من عقد اجتماع جيد حيث تحدثنا عن المبادئ الأساسية واتفقنا على التعاون لتشكيل حكومة لإخراج إسرائيل من الوحل ومنع إجراء انتخابات رابعة". مهمة صعبة وإن توصل جانتس لاتفاقٍ مع ليبرمان سيكون قد قطع شوطًا كبيرًا في مسار انتزاع رئاسة الحكومة من نتنياهو، ولكن تبقى المعضلة الكبرى المتعلقة في إرضاء طرفين متنافرين هما "إسرائيل بيتنا" و"القائمة العربية المشتركة". أيمن عودة، زعيم القائمة العربية المشتركة، صرح قبيل الانتخابات بأنه لن يدعم جانتس حال توصله لاتفاق مع حزب إسرائيل بيتنا اليميني المتطرف، كما وضع شرط آخر يتعلق برفض جانتس لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، والتي أعلن عنها في شهر يناير الماضي. وتبدو هذه المهمة صعبة للغاية، خاصةً أن حزب إسرائيل بيتنا يتبنى أفكارًا يمينية متطرفةٍ تشمل عداء الفلسطينيين، وهو لا يرغب في الانخراط في ائتلاف فهل يتمكن جانتس من تحقيق المعادلة الصعبة وفك المهمة المعقدة كي يضع نفسه في الطريق الصحيح لرئاسة الحكومة الإسرائيلية ويرمي نتنياهو في أهوال المحاكمة التي تنتظره بدءًا من السابع من مارس الجاري؟ (للمزيد طالع: رفض طلب التأجيل.. نتنياهو يمثل للمحاكمة الأسبوع المقبل بتهم الفساد)