خطر انتشار «كورونا» جعل العالم فريسة لحالة من الفزع والهلع. تجسد ذلك فى هذا القرار المحزن والصعب بإلغاء بورصة برلين العالمية للسياحة. كان مقررًا بدء فعاليات هذا الحدث العالمى لدورته ال 54 أول أمس الثلاثاء. هذا القرار الذى هو.. الأول من نوعه منذ تأسيس البورصة عام 1966 .. صدر عن الحكومة الفيدرالية الألمانية تجنبًا لانتشار هذا المرض اللعين. من المؤكد أنها اتخذته مضطرة رغم الخسائر الفادحة بمليارات اليوروهات. هذه الخسائر تشمل فقدان الفنادق لدخلها من إقامةً عشرات الآلاف من المشاركين فى البورصة وروادها. يأتى ذلك على خلفية ما تشهده فعاليات بورصة برلين من تجمعات كبيرة. اتصالًا ووفقًا للإحصائيات فإن أعداد العارضين فى المعرض يبلغون 10 آلاف عارض بينما يتجاوز عدد الزوار ال 160 ألف زائر. يضاف إلى ذلك أيضا من ضياع فرص العمل للآلاف وما كانت تحققه المحلات العامة والمطاعم والطيران والنقل من دخول. إن عدم إقامة البورصة هذا العام يعد ضربة قاصمة للسياحة - صناعة الأمل.. فى معظم دول العالم. إن أيّام انعقادها فى العاصمة الألمانية برلين كانت فرصة كبيرة لعمليات الترويج والتسويق السياحى على أوسع نطاق لصالح كل المقاصد السياحية. اللقاءات والاجتماعات المتواصلة بين المهنيين المشاركين كانت دائما ما تنتهى بعقد الاتفافات والصفقات الخاصة بتنظيم البرامج السياحية للموسم القادم. الإحصائيات الموثقة تقول إن محصلة هذه المعاملات تقدر بمليارات اليوروهات. إن الخسائر الناجمة عن إلغاء بورصة برلين لن تقتصر على الجانب الألمانى وإنما سوف تشمل أيضا دول العالم المشاركة (180 دولة) وآلاف الشركات والمنظمات المتصل نشاطها بهذه الصناعة الواعدة. إن هذا الوضع سوف يصيب سياحة مصر التى تعد من الدول ال 12 التى شاركت فى دورة البورصة الأولى عام 1966 ولم ينقطع تواجدها فى أحداثها منذ ذلك الوقت. إن مشاركتها على المستوى الرسمى وعلى مستوى قطاع الأعمال السياحى كانت دائما الأهم والأعظم بالنسبة لكل الأحداث السياحية على مستوى العالم. يأتى ذلك استنادا لضخامة الحركة السياحية الخارجة من السوق الألمانى والتى تتجاوز ال 70 مليون رحلة سنويًا بحجم إنفاق يصل إلى 100 مليار دولار. ان تعاملات بورصة برلين لا تقتصر على السوق الألمانى وإنما تشمل أيضا جميع الأسواق السياحية فى العالم. من هذا المنطلق يأتى الاهتمام المصرى أيضا من واقع تعاظم الحركة السياحية الألمانية الوافدة إلى مصر والتى تدور حول المليون سائح سنويا. هذا الرقم تم تجاوزه فى سنوات العصر الذهبى للرواج السياحى إلى مصر. حول هذا الشأن فإن استمرار خطر هذا المرض وعدم التمكن من احتوائه سوف يعنى خسائر فادحة لقطاع السياحة المصرى وربنا يستر.