منذ بداية الحديث عن «كورونا» ناشدت الجميع أن يقلعوا عن عادات غير صحية فى مقدمتها عادة المصافحة بالقبلات التى أصبحت إحدى أسرع الوسائل لانتشار أمراض عديدة، ومع ذلك فمازال الكثيرون يصرون عليها بلا عقل أو منطق. هذه العادة ياسادة لم تكن موجودة لدينا، وإنما وفدت علينا بداية من سبعينيات القرن الماضى، ومع موجة سفر العاملين إلى الدول العربية النفطية وعودة الكثيرين منهم بعادات جديدة متأثرين بثقافات أخرى وبعادات لم تكن شائعة لدينا.. بدءا من الجلابية الباكستانى أو النقاب وحتى المصافحة بالقبلات التى تحولت مرضا فى حد ذاته!! قبل ذلك كنا نتصافح باليد ولم نكن بحاجة لاثبات المودة بتوزيع الفيروسات والجراثيم مع توزيع القبلات على من نعرفه ومن لا نعرفه. بل إننا فى مناسبات عديدة مثل سرادقات العزاء كنا نكتفى فى العادة بإلقاء التحية من بعيد عند الدخول، ثم نكتفى بالمصافحة مرة واحدة عند اتمام اداء الواجب تجنبا لزيادة إرهاق من يتقبلون العزاء. المسألة بسيطة.. والتخلص من عادة المصافحة بالقبلات عمال على بطال هى استعادة لما كنا عليه، وابتعاد عن عادة سيئة جاءت إلينا مع عادات وافدة وقبيحة عديدة غزت مجتمعاتنا فى وقت لم نكن فيه بخير. مع وباء كورونا يصبح الاستماع لنصائح الاطباء ضروريا، ويصبح الالتزام بالواجبات الصحية هو حائط الصد الاول أمام هذا الوباء أو غيره. الاطباء ينصحون بتجنب الزحام، فما بالك بشحنة «كورونا» أو حتى انفلونزا تتلقاها من صديق أو غير صديق يصر على ان يصافحك بالتقبيل اذا لم تكن من الذين يحسنون التعامل مع نصائح الأطباء فتذكر نصيحة عبدالوهاب وهو يغنى «بلاش تبوسنى فى عينيه» وسر على طريقه وخللى الوداع من غير قبل.. وخللى اللقاء كذلك، فهذا أفضل فى كل الأحوال!!.