الطفلة ندى «4 سنوات»، من قرية الحواتكة بمركز منفلوط بمحافظة أسيوط، ليست أول فتاة مصرية تتوفى جراء عملية الختان المجرمة قانونا، وبمناسبة اليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث الذي يوافق السادس من فبراير، نسلط الضوء من جديد على تلك الظاهرة المنتشرة منذ القدم رغم جهود الدولة وحملات التوعية وتغليظ العقوبات. آخر إحصائية أجرها جهاز التعبئة والإحصاء بالتعاون مع المجلس القومي، وصندوق الأمم المتحد المتحدة حول عمليات الختان للإناث كانت أن هناك 89.5% من النساء تعرضن لتلك العملية. اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث في مصر رفضت أي مبررات تستخدم لممارسة هذه العادة المجرمة محليا ودوليا، وقد بذلت الدولة المصرية جهودا حثيثة لمواجهتها والتصدي بكل قوة وحزم لجريمة مجتمعية تتم في حق الفتيات على مدار عقود متواصلة، حيث تم مايو 2019 تشكيل "اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث في مصر" . وأطلقت اللجنة الحملة الوطنية للقضاء على ختان الإناث تحت شعار "احميها من الختان" إلى جانب استقبال الشكاوي والبلاغات الخاصة على خط نجدة الطفل 16000، ونظمت حملة لطرق الأبواب في 26 محافظة استهدفت ما يقرب من 3.5 مليون مواطن وذلك في 1332 قرية على مستوى محافظات الجمهورية. أضرار ختان الإناث «بوابة أخبار اليوم» ناقشت هذه القضية مع استشاريي أمراض النساء والتوليد ومستشاري العلاقات الأسرية والنفسية، حيث قال استشاري أمراض النساء والتوليد د. خالد سلطان إن ختان الإناث من الناحية الطبية لا يستخدم إلا في حالات التضخم المرضية التي يحددها الطبيب وأن هناك أضرار تصيب الفتاة جراء تلك العملية وهي: -الاحباط الجنسي لدى الزوجة -الخوف من العلاقة الجنسية -الاصابة من جراء الجراحة -افتقاد الاشباع الجنسي لقطع الفطر والشفرتين -البرود الجنسي وضعف التجاوب مع الزوج -ضعف رغبة الزوج والابتعاد عن الزوجة تكرار الالتهابات بالمجاري البولية -الاصابة بالعقم -تشويه الأعضاء التناسلية -النزيف والموت -الآلآم الشديدة والصدمة العصبية -مضاعفات بالجهاز البولي -مضاعفات التخدير -ندبات جراحية وتليف بالجهاز التناسلي -الآلآم وعسر الطمث الختان قهر للفتاة ومن الناحية النفسية أوضحت استشاري صحة نفسية وأسرية د. رحاب عواد أن أصل فكرة الختان هى عادة انتشرت وأساءت إلى الفتاة وإلى فهم طبيعة السلوك وهو أحد أنواع القهر لدى المرأة التى يمارسه عليها المجتمع، وهو نوع من أنواع العنف الممنهج والمؤذي لأن الفتاه تكون صغيرة ولا تفهم سببًا واضحًا لهذا الألم الجسدى والنفسي تجاهها، ويكون لديها رفض لأنوثتها وجسدها وكونها فتاه لأنها ترى أن الذكور لم يحدث لهم مثلما حدث لها لأن توقيت ختان الذكور مختلف ويحدث بأول الميلاد ولا يقدر على التميز مثل سن الفتاة. وأشارت إلى أنه ينعكس هذا السلوك العنيف لدى الفتاة أنها تكره العلاقه الجسدية بعد الزواج لأن أول تعارف على أعضائها التناسلية كان مؤلم ومؤذي ومجهد إلًى جانب الحديث أن الختان وسيلة حماية للشرف، وقد يكون أحد أسباب التمرد على الذات والمجتمع وكذلك التمرد على الدور الأنثوي بحياتها والتشبه بالذكور. وأضافت أن العلاج السلوكي وإعادتها لاكتشاف نفسها فى شيء جديد والبحث عن ذاتها فى رياضة أو فن أو حتى تقديم مساعدة للغير، وجعلها تحب نفسها كما هى بلا أي رغبه فىً إبهار الآخر لأن هذه أحد مشكلات الفتاه فى مصر أن تعيش حياتها لنيل إعجاب الآخر وليس للسلام الذاتى. "الجريمة المستمرة" وأوضح المحامي رضا الدنبوقي أنه بمناسبة حملة ال 16 يوم لمناهضة العنف ضد النساء يعيد مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية نشر دراسة التي تحمل اسم "الجريمة المستمرة" عن ختان الإناث التي قد أصدرتها في سبتمبر 2019، وتبين خلال الدراسة أنه رغم الحملات المستمرة على مدار 19 سنة لمنع تلك الممارسة إلا أنها لم تنخفض سوى 5% فقط، وتشكل اعتداء جسيما على النساء المصريات وحقوقهن وكرامتهن الإنسانية. ومن الناحية القانونية، يذكر أنه يعد واقعة عملية ختان الإناث جريمة يخالف أحكام قانون الطفل الصادر بالقانون رقم 12 لسنة 1996 ، المعدل بالقانون 126 لسنة 2008 ، و المادة (242) مكرراً من قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937 " المستبدلة بالقانون رقم 78 لسنة 2016 ، والتي قررت عقوبة السجن من خمس إلي سبع سنوات لكل من قام بختان لأنثي ، وتكون العقوبة السجن المشدد إذا نشأ عن هذا الفعل عاهة مستديمة أو أفضي ذلك الفعل إلي الموت والمادة 242 مكرراً ( أ ) ، المضافة بذات القانون "التي قررت الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تجاوز ثلاث سنوات لكل من طلب ختان أنثي وتم ختانها بناءً على طلبه. وكذلك المادة ( 10 ) من القانون رقم 415 لسنة 1954 في شأن مزاولة مهنة الطب ، وقرار وزير الصحة رقم 271 لسنة 2007 ، الصادر بتاريخ 28/6/2007 في شأن حظر إجراء الأطباء وأعضاء هيئات التمريض وغيرهم أي قطع أو تسوية أو تعديل لأي جزء طبيعي من الجهاز التناسلي للأنثى (الختان) سواء تم ذلك في المستشفيات الحكومية أو غيرها من الأماكن الأخرى.