سور مجرى العيون من أشهر المنشآت الأثرية بالقاهرة، وبالرغم من القيمة التاريخية والحضارية لهذا السور إلا أنه وقع تحت طائلة الاهمال لسنوات طويلة على طول امتداده من فم الخليج بمصر القديمة حتى السيدة عائشة بطول 3500 متر. خلف سور مجرى العيون حياة مختلفة تماما ، مبان متلاصقة لا ترقى لتسميتها بالبيوت.. الحكومة لم تجد وسيلة لإنقاذ منطقة سور مجرى العيون إلا بتطويره ، وإعداد مخطط لتحويل المنطقة بالكامل إلى منطقة ثقافية وسياحية من خلال إقامة قاعات للعروض والحفلات الثقافية، وإنشاء المحلات والبازارات والورش الخاصة بالحرف اليدوية والمنتجات الصناعية النادرة إلى جانب المطاعم والمقاهى السياحية والمتاحف . تعتمد فكرة التطوير على خلق محور ربط من الشمال إلى الجنوب يربط بين الحيز الجغرافى للقاهرة التاريخية من خلال دعم دمج عدة أنشطة تجارية وحرفية وسياحية وثقافية على طول هذا المحور، لتأكيد الاستمرارية التاريخية للقاهرة، ويتيح لأول مرة الاستمتاع بأكثر من 313 أثراً مسجلاً بنطاق القاهرة التاريخية، بالإضافة إلى العمل على تعزيز الربط بين الموقع وبين المناطق التاريخية المحيطة به من خلال نظم نقل عام نظيفة ومتنوعة ومتكاملة تتيح انتقالاً اكثر استدامة مثل الأتوبيسات الكهربائية البانورامية وحركة المشاة والدراجات وتقليل الحاجة إلى استخدام السيارات الخاصة فى الانتقال. ومنذ بدء عملية التطوير قامت محافظة القاهرة بإزالة 1076 منشأة بمنطقة السور والتى تتمثل فى المدابغ ومصانع الغراء ومخازن وأنشطة تجارية أخرى، كما تمت إزالة 454 عقارا من منطقة أكشاك أبو السعود، وتم تسكين1500 أسرة من سكان المنطقة فى مساكن بديلة. وقال المهندس محمد الخطيب استشارى مشروع تطوير سور مجرى العيون، إن مخطط التصميمات، يتكون من 4 عناصر، أولها مسار حدائق من ميدان أبو الريش وحتى سور مجرى العيون، وثانيها تطوير وتجديد ميدان السلخانة، والثالث إنشاء حديقة سور مجرى العيون الحضرية، وهى حديقة عامة لخدمة أهالى المنطقة، مضيفا أن الجانب الرابع يشمل تطوير المنطقة السكنية جنوب السور، وملاعب رياضية وخدمات محلية بالإضافة إلى صناعات حرفية، علاوة على التنمية السياحية فى المنطقة من خلال تحقيق عمليات الجذب السياحى بالمنطقة، وتوفير الخدمات السياحية للزائرين. وأوضح أن المخطط الإرشادى للمشروع ركز على إيجاد محور ترفيهى مواز لمحور سور مجرى العيون؛ لتوفير حماية للسور، بالإضافة لاستغلال المنطقة المحيطة كمنطقة ترفيهية سواء للمجتمع المحلى أو الزائرين الأجانب والمصريين، إلى جانب إنشاء منطقة خضراء يتخللها مسار مشاة رئيسى يتجه من الشمال إلى الجنوب، وإنشاء متحف تكنولوجى للأعمال الهيدروليكية، بجانب تحسين وجهات المبانى، وخلق منطقة تجارية وعامة. وأشار إلى أنه سوف يتم انشاء متحفين بمنطقة السور الأول يقع فى المنطقة الترفيهية المزمع إقامتها مكان المدابغ وجنوب السور مباشرة ويعرض تطور صناعة الدباغة والجلود (ويعد بمثابة البوابة الشمالية للمحور الخدمى الترفيهى المقترح) والثانى فى منطقة السواقى (فى الجهة الغربية للسور) ويعرض أفكار الهندسة الهيدروليكية فى زمن إنشاء السور. وأضاف الخطيب أن خلق محور خدمى ترفيهى عمودى على السور وهو مقترح لمنطقة المدبح شمالا وحتى المنطقة الترفيهية جنوب صلاح سالم ليتكامل مع منطقة متحف الحضارة مع مراعاة خلق منطقة إسكان مستوى اقتصادى مجاور للإسكان القائم يليه مستوى متوسط يليه مستوى فوق متوسط بحيث يطل هذا الأخيرعلى المحور المقترح ويمين ويسار هذا المحور تعمل على تهيئة البيئة الملائمة لإنجاحه اقتصاديا، على أن ينتهى ذلك المحور الخدمى الترفيهى عند متحف الحضارة (والذى يعد فى هذه الحالة بمثابة البوابة الجنوبية للمحور المقترح)، ويضم المحور الأنشطة والخدمات التالية: خدمات المال (بنوك) تجارة وإدارة وإسكان إدارى ومسارح وسينما وسوق كتب وجامعات ومعاهد خاصة.