لم تتوقف جولات «بوابة أخبار اليوم»، لرصد مشاكل ومعاناة المواطن القليوبي، فسرعان ما انتقلنا إلى قرية زاوية النجار وهي إحدى قرى مركز قليوب التابع لمحافظة القليوبية، والمجاورة لقرية بلقس، لرصد عن قرب مشاكل المواطنين والمساعدة في توصيلها للمحافظ الجديد، كمحاولة لحلها. الصرف الصحي تعاني قرية زاوية النجار بمحافظة القليوبية، من مشكلة كبيرة، فيقول «محمد جاد»، من سكان القرية، «لم يصلنا شبكة صرف صحي حتى الآن، واشتكينا لكل محافظ يتولى المسئولية ويتوعد بحلها لكن دون نتيجة، فمازلنا نعتمد على شبكة داخلية للقرية قام بها الأهالي تصل إلى رشاح يتم إلقاء مياه المجاري فيه، وأيضا نزح المياه كل أسبوع، ولكن المشكلة في أن من يقوم بالنزح يلقي مخلفات المجاري وسط الطريق مما تسبب روائح كريهة وتضر بصحة المواطنين». ويتابع «هاني الليثي»، صاحب مطبعة بالقرية، «بنتمني إنشاء شبكة صرف صحي فالقرى المجاورة لنا تم إدخال فيها الصرف الصحي، والقرية مازالت تعتمد على شبكة داخلية يقوم كل منزل بعملها وتصل في النهاية بمياه المجاري داخل رشاح كبير، يسبب روائح كريهة وأمراض عديدة للمواطنين». مقالب القمامة «الزبالة في كل مكان في القرية»، بتلك الكلمات بدأ «يحي محمد»، في كل شارع في القرية مقلب زبالة، فليس هناك جمعين للقمامة من المنازل مما يجعل الأهالي إلى إلقائها في الشوارع مما تتسبب في روائح كريهة وانتشار الذباب والذي يؤدي إلى أمراض للمواطنين، ونطالب بإنشاء مقالب للقمامة في مكان بعيدا عن الأهالي وعودة جامعي القمامة من المنازل». وعلق "أمجد المنوفي"، من سكان، إن هناك مشكلة كبيرة وهي تربية الماشية على القمامة في الشوارع وهي ما تسبب لنا الأمراض الخطيرة، خاصة بأنه لا يوجد أي مراقبة سوي من الطب البيطري أو من المسئولين. الطرق لا تصلح اشتكى أهالي قرية زاوية النجار التابعة لمدينة قليوب، من الطرق الغير صالحة فهي لا تصلح أن ييسر فيها أي وسائل مواصلات، ولذلك فأن اعتماد أهالي القرية على ركوب الموتوسيكل والتوك توك، بشكل كبير بعد أن رفض غالبية سائقي التاكسي من الدخول للقرية لعدم وجود طريق مسفلت يمكن السير عليه. رشاح القرية لم تتوقف مشاكل القرية عند ذلك فقط، بل أيضا، يعانوا من الرشاح الذي أصبح مقلب للقمامة، وهو ما يضر صحة المواطنين بشكل كبير، وطالبوا المسئولين بسرعة التدخل للحفاظ على أرواح وصحة المواطنين، خاصة بعد أن تجرد بعض الفلاحين من ضمائرهم وأصبحوا يسقون أراضيهم منه، بجانب أيضا حرق القمامة بداخله مما يتسبب في دخان كثيف يضر بصحة الأطفال ويسبب لهم الأمراض. خطورة تربية الماشية في القمامة وفي هذا السياق، علق الدكتور ياسر الصيرفي كبير الأطباء البيطريين، أن رعي الماشية وسط أكوام القمامة أكبر خطأ، حيث يتسبب ذلك في إصابتها بالكثير من الأمراض، والتي ينتقل تأثيرها بالطبع للإنسان، بجانب سوء لحومها. وتابع الصرفي، إن أكل الماشية من القمامة يسبب الأمراض، والتي تتمثل في البروسيلا والجدرى الإ أن أخطرها هو البروسيلا ويعد هذا المرض على درجة عالية من الخطورة في حالة وصوله إلى الإنسان عن طريق الأغنام وهى ما يطلق عليها أيضا "الحمى الملطيه". خطورة مقالب القمامة وسط المنازل إلقاء القمامة في الشوارع، لا تسبب تشويه للمظهر الحضاري فحسب، وإنما هي خطر يهدد صحة الإنسان والبيئة على حد سواء، فالقمامة مصدر هام لجذب الحشرات والقوارض والتي تقوم بنقل العدوى والأمراض والأوبئة بين المواطنين، وظهرت في الآونة الأخيرة، أمراض غريبة بسبب البعوض الذي ينتشر بشكل كبير حول مستنقعات القمامة، ومن أبرز هذه الأمراض "فيروس زيكا" و"حمى الضنك". وأكد الأطباء، أن "فيروس زيكا" ينتقل عن طريق البعوض ويمكن يصيب أي شخص وليس فقط المرأة الحامل، وتكون أعراضه متشابهة تماما مع أعراض الأنفلونزا؛ من رشح، و ارتفاع في درجة الحرارة، و ألم في العظام، و طفح جلدي، و التهاب في العين، لكنه يمثل خطورة بالغة على الصحة، وأوضح الأطباء، أن أهم طرق الوقاية من زيكا؛ هي المحافظة على البيئة من تجمعات القمامة أو المستنقعات للقضاء على البعوض تمامًا، ورفع قوة جهاز المناعة بتناول غذاء صحي، والنوم عدد ساعات كافي. وأشار الأطباء، إلي أن حمى "الضنك"؛ هي عبارة عن مرض فيروسي ينتقل عن طريق لدغ نوع معين من البعوض يطلق عليه «Aedes»، ويتميز باللون الأسود ذو خطوط بيضاء رفيعة، ويتكاثر هذا النوع من البعوض حول أي مياه راكدة وضحلة وحول أماكن القمامة، وأضاف الأطباء: للأسف لا يوجد تطعيم ضد «حمى الضنك» والحل الوحيد هو الحماية من لدغ البعوض، واستخدام المبيدات الحشرية بشكل شخصي في المنزل، وبشكل عام عن طريق وزارة البيئة لكل الأماكن التي يمكن أن يتكاثر فيها الناموس، وإزالة إي أماكن تجمع للمياه الراكدة والقمامة والبعد عن أماكن تكاثر البعوض بصفه عامة. رد المحافظة حاولت «بوابة أخبار اليوم»، أن تصل إلى محافظ القليوبية الجديد اللواء عبد الحميد الهجان، إلا أنه لم يرد، بينما حاولنا التواصل مع رئيس مدينة قليوب الدكتور حامد طلبة، لكنه امتنع عن الرد، أو توضيح ما يقوم به من أعمال للتخفيف عن كاهل المواطنين بالقرية، والتي تتبع لها قرية زاوية النجار.
