يعاني أهالي منطقة الكنيسة بالعمرانية، التابعة لمحافظة الجيزة، معاناة لا توصف، كل يوم بل كل لحظة، وعندما يفكر أحدهم أن يخرج من بيته، أو حتى يجلس بداخله مغلقًا النوافذ والشرفات. حيث تغرق المنازل في بحيرات من مياة الصرف الصحي، التي تمنعهم من الحركة، وتعوق وصولهم لأعمالهم، كما تهدد صحة الأطفال والكبار بأخطر الأمراض، خاصة مع موجات الحر الشديد، وعلى جانب آخر تنخر في أساسات البيوت، التي أصبحت معرضة للإنهيار والتصدع، بسبب "رشح" المياة حول الجدران فيما اتبعت قيادات حي العمرانية سياسة، "ودن من طين وودن من عجين"، ولم يجدوا حلاً لإنهاء المشكلة، كما منعت قيادات الحي الصحفيين، من دخول المنطقة. وقال ماهر أحمد، من سكان المنطقة وموظف بوزارة التموين، إن الحي متكاسل عن أعمال الصرف الصحي، ونعاني يوميًا من تلك المياه، مما يؤدي إلى التأخير في الوصول إلى أماكن العمل. بالإضافة إلى عدم تمكن الأطفال من النزول واللعب في الشارع بسبب تلك المياه الناتجة عن الصرف الصحي، موضحًا أن العام الدراسي يبدأ غدًا، ولكن أطفالنا ممنوع من الذهاب للمدارس. وأضاف أحمد خطاب، أن تلك المياه تؤدي إلى تفشي الأمراض وانتشار الحشرات والبعوض بالمنطقة، وخاطبنا رئيس حي العمرانية دون جدوى، ولم نتمكن حتى من مقابلته، وأرسلنا له مئات الشكاوى، ولم يرد علينا. فيما قال أحمد وحيد، إن منطقة العمرانية بشكل عام، سقطت من حسابات محافظة الجيزة، حيث تبدو لمن يأتي إليها وكأنها قرية فقيرة جدًا، بلا خدمات ولا نظافة ولا اهتمام حتى في رفع القمامة، بالإضافة إلى مياه المجاري، التي نغرق فيها، حتى أصبحنا نطالب بقارب لكل مواطن، كي يستطيع أن يتحرك من بيته إلى عمله، أو إلى أقرب محل يشتري منه احتياجات بيته. بيئة مناسبة لتكاثر الحشرات ونقل العدوى ومن جانبه قال الدكتور ماجد نبيل – صيدلي بالمنطقة – إن هذه البيئة الملوثة بمياة المجارى والقمامة، تسبب الذباب والبعوض والبكتيريا والروائح الكريهة، حيث تجد الحشرات البيئة المناسبة لتكاثرها، وهي مقالب القمامة ومجاري الصرف الصحي. وأوضح نبيل، أنه ثبت علميا أن المحتوى الميكروبي لمياه الصرف الصحي يظل نشطا لأسابيع، ويبقى بعضها لمدة عام مما يسهل انتقال العدوى عن طريق الحشرات ناقلة العدوى، مثل الذباب والبعوض.