رئيس الخدمات البيطرية: نعانى عجزاً في الأطباء.. وتعاون المواطنين ضروري لحماية ثروتنا

د.عبد الحكيم محمود رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية:
تهريب الماشية عبر الحدود أبرز التحديات وإغلاق فورى لمراكز الأدوية المخالفة
لا شك أن أهم ركائز تنمية قطاع الثروة الحيوانية هو وجود صناعة قوية للأمصال واللقاحات البيطرية، وبدون توافر الأمصال اللازمة لتحصين رؤوس الماشية بشكل كامل لن يكون من السهل تنمية هذا القطاع.. الهيئة العامة للخدمات البيطرية مسئولة بشكل أساسى عن هذا الملف، فهى تقوم بإمداد الوحدات البيطرية على مستوى الجمهورية بما يلزمها من أمصال لعلاج وتحصين الماشية.
د.عبد الحكيم محمود، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية أكد فى حواره ل«الأخبار» أن الهيئة مسئولة عن إحكام الرقابة المحجرية وحماية الثروة الحيوانية، فضلا عن علاج الحيوانات والتفتيش على اللحوم ومنتجاتها.. وأوضح أن هناك مشاكل وعقبات تواجه عملهم وأنهم يسعون للوصول إلى كل القرى والنجوع فى مختلف المحافظات.. وإلى نص الحوار.
فى البداية حدثنا عن دور الهيئة فى تعزيز وتنمية قطاع الثروة الحيوانية فى مصر؟
الهدف الأساسى للهيئة هو حماية الثروة الحيوانية ووقايتها من الأمراض المعدية والوبائية، وكذلك حماية البلاد من خطر الأمراض الوبائية الوافدة والمستحدثة وذلك من خلال وضع الخطة العامة للخدمات البيطرية داخل البلاد، ووضع الخطط اللازمة لوقاية وعلاج الحيوانات من الأمراض المشتركة التى تنتقل عن طريقها أو عن طريق منتجاتها إلى الانسان، فضلا عن متابعة الاشراف الفنى على المجازر ونقط الذبح والرقابة عليها، ووضع القواعد والأسس التى تكفل الرقابة الفنية على أماكن سلخ الجلود وتخزينها.
وما هى أبرز العقبات والمشاكل التى تواجه عملكم؟
تكمن أبرز العقبات فى احتياج منظومة الطب البيطرى إلى معرفة المواطنين بأهمية دوره وضرورة تعاون المواطنين مع الخدمات البيطرية للوصول إلى الغاية المنشودة من حماية الإنسان والثروة الحيوانية، كذلك نعانى من العجز الشديد فى أعداد الأطباء البيطريين والعاملين بالخدمات المعاونة نتيجة بلوغ العديد من العاملين بالهيئة ومديريات الطب البيطرى لسن المعاش.
وهل تواجهون فى القاهرة نفس المشاكل فى المحافظات الأخرى؟
الخدمات البيطرية يتم تقديمها فى جميع المحافظات على حد سواء باستراتيجية واحدة مع اختلاف نوع الخدمة المقدمة من محافظة لآخرى تبعا لحجم النشاط، فيما تعتبر مشكلة نقص الأطباء البيطرين أحد أهم المشكلات المشتركة بكل المحافظات.
إلى أى مدى نجحت حملات الهيئة فى السيطرة على أمراض الماشية؟
نقوم بالعديد من الحملات القومية على مدار العام لتحصين الماشية ضد الأمراض الوبائية وخاصة الحمى القلاعية والجلد العقدى وطاعون المجترات الصغيرة، وقد ساهمت هذه الحملات، والتى تتم بالتعاون مع التنمية المحلية، فى خفض أعداد الإصابات بهذه الأمراض وخاصة العام الحالى مقارنة بالأعوام السابقة.
وما هى أكثر الأمراض التى تواجهون صعوبة فى السيطرة عليها؟
هناك العديد من التحديات فى السيطرة على الأمراض الوبائية ولكن يظل التحدى الأكبر لنا هو السيطرة الكاملة على الحدود لمنع تهريب الحيوانات والتى سببت مشاكل كثيرة بمرض الحمى القلاعية تحديدا والذى تكمن صعوبته فى وجود أكثر من عترة له، وكل عترة تعتبر مرضا قائما بحد ذاته يحتاج للقاح الخاص به لمكافحته.
وهل الأمصال واللقاحات متوفرة بالهيئة بالشكل المطلوب؟
يقوم معهد بحوث الأمصال واللقاحات بجهود مضنية فى التعاون مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية فى توفير اللقاحات المصنعة محليا وبكفاءة عالية وبالكميات المطلوبة فى الوقت المناسب، كما يقوم المعمل المركزى للرقابة على المستحضرات البيطرية البيولوجية بالعمل على معايرة هذه اللقاحات المعتاد استخدامها بعد التأكد من كفاءتها، ويشهد هذا التعاون العمل على حل جميع المشكلات الطارئة للوصول لحل لها قبل أن تؤدى إلى وجود أزمات تؤثر على تنفيذ استراتيجية الهيئة بالشكل الأمثل.
لماذا يشتكى الفلاحون بالقرى النائية من عدم الاهتمام الكافى بهم؟
الهيئة تسعى إلى توفير الدعم اللازم لإنشاء وحدات بيطرية للوصول إلى القرى والنجوع الأكثر احتياجا وذلك بتوفير الدعم المالى اللازم من موازنة الدولة بالإضافة إلى التعاون مع منظمات المجتمع المدنى لدعم وتمويل إحلال وتجديد وإنشاء وحدات بيطرية تخدم هذه القرى، بالإضافة إلى العديد من الوحدات التى يتم إنشائها بالجهود الذاتية وتتطلب قيام الهيئة بتوفير أعداد أكبر من الأطباء البيطرين رغم العجز الشديد فى هذا الملف.
كيف يمكن النهوض بصناعة اللقاحات البيطرية وتشجيع المستثمرين على اقتحام هذا المجال؟
دور القطاع الخاص شديد الأهمية ولا يقل عن دور الحكومة فى هذا المجال، ويوجد حاليا بعض شركات القطاع الخاص التى بدأت الدخول فى مجال تصنيع اللقاحات البيطرية والأمصال بقوة عن طريق أعلى مستويات العلوم والتكنولوجيا الحديثة لتمكنها من المنافسة على المستوى الدولى، كما تقوم الحكومة ممثلة فى وزارة الزراعة بتقديم كل الدعم المطلوب لتشجيع هذه الشركات على الاستمرار فى هذا المجال.
وكيف يتم مواجهة مراكز بيع الأدوية البيطرية المخالفة؟
يتم تنظيم حملات تفتيش بشكل مستمر للرقابة على سوق الأدوية البيطرية بالتعاون مع مديريات الطب البيطرى وشرطة المسطحات، ويكون القرار هو الإغلاق الفورى لجميع المراكز المخالفة أو غير المرخصة.
ما هو دور الهيئة فى صرف تعويضات نفوق الماشية للمربين؟
الدور الأساسى فى هذا الملف يكون لصندوق التأمين على الثروة الحيوانية والذى يقوم بتعويض المربى عن الحيوان الذى يتم التأمين عليه ضد النفوق نتيجة الأمراض، كما تقوم الهيئة بالتعاون مع مديريات الطب البيطرى والصندوق فى هذا الشأن والإسراع فى الإجراءات.