مسألة حياة وقضية وجود

بدون تردد

من المقرر أن تبدأ اليوم مجموعة الخبراء العلميين لسد النهضة الإثيوبي، اجتماعها فى العاصمة السودانية الخرطوم، للبحث فى المقترح المصرى الخاص بقواعد ملء وتشغيل خزان السد، بالاضافة الى المقترحات الإثيوبية والسودانية فى ذات الشأن.
تستمر الاجتماعات ثلاثة أيام لتنتهى الخميس، على أن تقدم تقريرا بما توصلت إليه لوزراء الرى والمياه للدول الثلاث، فى اجتماعهم القادم يومى الجمعة والسبت فى الخرطوم أيضا.
ومجموعة الخبراء تضم عددا من أساتذة الجامعات والخبراء المتخصصين فى علم السدود والمياه والري، ومهمتها البحث العلمى والموضوعى فى المقترحات المقدمة، ومدى تحقيقها لمصالح الدول الثلاث دون إلحاق الضرر بدولتى المصب «مصر والسودان»، ودون المساس الجائر بحصة مصر فى المياه، وفقا للحقوق المشروعة والتاريخية المتفق عليها والمعمول بها.
وليس سرا أن مصر تنتظر أن تسفر هذه الاجتماعات عن سد الفجوة المتسعة فى وجهات النظر، بخصوص القواعد الخاصة بملء وتشغيل الخزان للسد، وأن يتم التوصل الى توافق ثلاثى عادل ومنصف، يحقق مصالح الدول الثلاث دون تغليب لمصلحة طرف على الأطراف الأخرى، ودون مراوغات تهدف لإضاعة الوقت سعيا لفرض الأمر الواقع، من جانب طرف على الأطراف الأخرى.
وفى هذا الإطار فإن الموقف المصرى معلن وواضح لكل الأطراف وخاصة الطرف الأثيوبى، وهو أن مصر حريصة على علاقات الصداقة والوئام مع دول حوض النيل، وتتفهم إقامة هذه الدول ومنها اثيوبيا لمشروعات على نهر النيل لخدمة خططها التنموية،..، ولكن دون الإضرار بمصالح مصر وحصتها فى مياه النيل.
وأحسب أن الرئيس السيسى كان بالغ الوضوح، فى تحديده للموقف المصرى فى هذا الشأن، خلال بيانه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما قال... «إن مياه النيل بالنسبة لنا هى مسألة حياة وقضية وجود».