استشاري مصري بالأمن الدولي يكشف مخاطر تنافس القوى بالشرق الأوسط

خلال محاضرته ببلجيكا..

ألقى اللواء أ.ح. سيد غنيم استشاري الأمن الدولي وأستاذ زائر بأكاديمية دفاع الناتو وبالأكاديمية العسكرية الملكية البلجيكية، محاضرة باللغة الإنجليزية بعنوان «التنافس بين القوى في الشرق الأوسط: المخاطر والفرص في ديناميات أمنية جديدة والتداعيات على أوروبا»، أمام دارسي كليتي القادة والأركان والإدارة العليا البلجيكية بالأكاديمية العسكرية الملكية العليا ببروكسل.
تضمنت المحاضرة التي استغرقت ثلاث ساعات ونصف، نقاشات موسعة حول التنافس في الشرق الأوسط بين القوى العظمى (الولايات المتحدة وروسيا والصين) وبين القوى الإقليمية والدول الفاعلة بالمنطقة، وملامح الديناميات الأمنية الجديدة متطرقاً للمخاطر والفرص بالمنطقة وتداعيات ذلك على أوروبا، أعقبها نقاشات مع الدارسين حول بعض قضايا المنطقة والمتغيرات المتسارعة والحلول الممكنة.
ركز «غنيم» خلال محاضرته على إستراتيجيات الأمن القومي للولايات المتحدة وروسيا والصين، وكذا لكل من إيران وتركيا وإسرائيل وأهدافها التوسعية والتي تزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.
واستعرض أهم الديناميات والمتغيرات الأمنية الجديدة والتي تتضمن التحول التركي لروسيا، واحتمال تحول بعض القوى الإقليمية والدول الفاعلة بالمنطقة تجاه الصين، وبدء بعض الدول في الاستقلالية عن التبعية للولايات المتحدة.
كما وجه «غنيم» طبقاً لتصوره، إلى ضرورة التحسب لتزايد التنافس على النفوذ في المنطقة بين الولايات المتحدة وروسيا واحتمالات تزايد التواجد لدول الصين واليابان والهند، حيث يتصور أن ميدان التنافس سيكون بصورة أكثر تفاعلاً في الشرق الأوسط وأفريقيا بين ثلاث معسكرات رئيسية، وهي: الولايات المتحدة واليابان والهند من جانب، وروسيا من جانب، والصين من جانب آخر، مع احتمالات تلاقي مصالح الصين وروسيا في مواضع مختلفة ضد الثلاثي المناظر.
كما ركز استشاري الأمن الدولي على أهم إرتكازات القوة المصرية وتحولها إلى الاستقلالية السياسية والأمنية والتحرك في القضية الفلسطينية وتجاه أفريقيا، فضلاً عن دورها الرئيسي في رعاية المهاجرين إلى أراضيها من سوريا واليمن وليبيا دون وضعهم في معسكرات لاجئين منعزلة كما يتم في تركيا وألمانيا، وكيف استطاعت مصر أن تحجب حجم كبير من مخاطر الهجرة غير الشرعية إلى دول الجوار الإقليمي شمال المتوسط.
وأخيراً طرح «غنيم» باب النقاش مركزاً على تداعيات التنافس على النفوذ بين القوى الدولية والإقليمية على المنطقة العربية وأوروبا، وكذا الحلول المقترحة من وجهة نظر الدارسين.
ومن المقرر أن يقوم «غنيم» بعرض رؤيته مرة أخرى على هيئة القيادة العسكرية بالاتحاد الأوروبي ببروكسل صباح الإثنين القادم 16 سبتمبر.
وقد حرص على حضور المحاضرة خالد البقلي سفير جمهورية مصر العربية ببلجيكا وبالاتحاد الأوروبي والناتو، وحضر أيضا ملحق الدفاع ببروكسل، حيث تلقى المحاضرة دارسين من دول الإتحاد الأوروبي والناتو والبينيلوكس، وكذا من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ومن دول الجوار الإقليمي بأوروبا ومن الدول العربية والأفريقية.
تأتي مشاركات «غنيم» البحثية والأكاديمية في إطار اهتمام كل من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو بالتطورات السياسية والأمنية بمنطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باعتبارها العمق الإستراتيجي الجنوبي لها، ومن منطلق أن بروكسل، تعد مجازاً العاصمة الإدارية لكل من الاتحاد الأوروبي والناتو نظراً لتواجد قيادتي المنظمتين الكبيرتين بها.