آفة حارتنا عدم اقتناص الفرص.. ولكن الدولة المصرية ومؤسساتها اقتنصت فرصة تنظيم واستضافة مصر لنهائيات كأس الأمم الإفريقية 2019 بعد سحبها من الكاميرون لتؤكد المحروسة أنها كانت وستظل قبلة الأفارقة الذين نعتز بهم ونعتز بكوننا جزءًا من القارة السمراء أرض الخير والمواهب والكنوز في مختلف المجالات وعلى كل المستويات. وإن كانت اللجنة المنظمة لأمم إفريقيا 2019 مزجت بين الخبرات الخاصة بقيادات الدولة والكرة المصرية وكذلك الشباب بوجود محمد فضل في منصب مدير البطولة، فيظل للإعلام دوره في مساندة اللجنة والدولة المصرية للخروج بأفضل تنظيم في تاريخ القارة السمراء لبطولة يتابعها العالم لاكتشاف المواهب الإفريقية التي تلمع كل عامين وتنتقل لأكبر أندية العالم. نواصل تقديم الاقتراحات لمبادرات على هامش أمم إفريقيا 2019 تخدم أهداف مصر لتحقيق أكبر استفادة من تنظيم واستضافة الحدث الكبير، وانطلاقًا من المتابعة العالمية التي تحظى بها البطولة، يمكننا استغلال الحدث في تكريم أسماء الرموز التي سطعت في سماء كرة القدم الإفريقية وكتبت التاريخ في هذه البطولة منذ انطلاقتها في العام 1957. تكريم الرموز لا يحتاج إلى تكلفة مالية أو مجهود عظيم، وإنما إلى فكرة بسيطة من خلالها نخلد أسماء صناع التاريخ، وتتمثل في إطلاق اسم كل رمز يستحق التكريم على مباراة للمنتخب الذي ينتمي له سواء كان لاعبًا أم مدربًا وما أكثرهم. وبحسبة بسيطة نملك 52 مباراة في النسخة الحالية من أمم إفريقيا والتي تقام للمرة الأولى بمشاركة 24 منتخبًا، وباعتبار أننا سنختار اسم من كل منتخب في كل مباراة نجد أمامنا فرصة لتخليد 104 من أساطير القارة، ولتكن مباراة الافتتاح مثالاً ليطلق اسم محمد دياب العطار "الديبة" صاحب السوبر هاتريك الوحيد في تاريخ النهائيات مع منتخب مصر، ويقابله من زيمبابوي بيتر نيدولفو الهداف والقائد التاريخي، وتكون مباراة الديبة ونيدولفو. أسماء كبرى إفريقية أوروبية ساهمت في صناعة تاريخ بطولة الأمم الإفريقية نذكر منها المجري بال تيتكوش أول مدير فني أجنبي من خارج القارة السمراء يتوج بالبطولة في النسخة الثانية عام 1959 حينما قاد المنتخب المصري للتتويج باللقب. الهولندي كليمينس ويسترهوف، صنع نهضة الكرة النيجيرية والإفريقية في بداية التسعينات وقاد النسور لتحقيق لقب أمم إفريقيا 1994، واستطاع تخطي دور المجموعات في كأس العالم بالعام ذاته في الولاياتالمتحدةالأمريكية في إنجاز يضاف لإنجازات الكرة الإفريقية، ويظل أحد الأسماء التي تستحق التكريم. مراد فهمي، المجري بال تيتكوش، الإنجليزي مايك سميث، محمود الجوهري، حسن شحاته، مدربون صنعوا تاريخ كرة القدم المصرية في نهائيات كأس الأمم الإفريقية منذ انطلاقتها وحتى يومنا هذا ويستحقون التكريم أيضًا. أسطورة التدريب الجزائرية عبد الحميد كرمالي، الذي قاد منتخب الخضر لتحقيق اللقب الأهم تاريخيًا في نسخة العام 1990، وتفوق على ويسترهوف ونسور نيجيريا في المباراة النهائية يستحق أن يطلق اسمه على مباراة للمنتخب الجزائري. مارك فرانك ويليامز، نجم جنوب إفريقيا، وصاحب هدفي تتويج الأولاد باللقب الوحيد في نسخة العام 1996 على حساب المنتخب التونسي في النهائي، يستحق التكريم أيضًا، والفرنسي روجيه لومير مدرب تونس المتوج بلقب 2004، وأحمد فرس فنان الكرة المغربية ونجم التتويج بنسخة 1976، وغيرهم من الأسماء الكبرى في تاريخ البطولة يستحقون التكريم. الأسماء سالفة الذكر في هذا المقال قليل من كثير في تاريخ البطولة الكبرى وكرة القدم الإفريقية، وإن لم ينل بعضهم التقدير الذي يستحقه في زمن ال"سوشال ميديا"، قد يكون الوقت حان لتخليد ذكراهم وأسمائهم ببطولة أمم إفريقيا 2019 على أرض مصر.