span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" عامٌ بالتمام والكمال، مرّ على اليوم الذي ضجت به مدينة سالزبوري الإنجليزية، بحادثٍ كان عنوانًا بارزًا في صدر العام الماضي، وصارت المدينة الهادئة بين عشيةٍ وضحاها أكثر صخبًا من ذي قبل. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" في مثل هذا اليوم 4 مارس من عام 2018، عُثر على العقيد السابق بجهاز الاستخبارات الروسية، سيرجي سكريبال، مُلقى على الأرض فاقدًا الوعي بجوار مطعمٍ بمدينة سالزبوري، هو وابنته يوليا، لتكون تلك بداية الفصل الثاني في حكاية سكريبال "الجاسوس الروسي"، الذي وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالشخص الخائن، محقرًا من شأنه. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" الفصل الأول span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" قصة سيرجي سكريبال يبدأ فصلها الأول عام 2004، حينما وقف في قفص الاتهام أمام قاضٍ روسيٍ، يدلي باعترافٍ حول اتهاماتٍ بالاتصال مع عملاء بريطانيين لدى سفارة بريطانيا في موسكو، ليقر العقيد السابق بالاستخبارات الروسية بإبلاغ عملاء جهاز الاستخبارات البريطانية أسماء نحو 300 عامل سري بجهاز الاستخبارات الروسية، مفصحًا عن أن مدينة أزمير التركية كانت مسرح لقاءاتٍ بالعملاء البريطانيين. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" السجن 13 عامًا كان مصيره عام 2006، أمضى منهم 4 سنواتٍ فقط، قبل أن تتسلمه بريطانيا، في إطار صفقة تبادل الجواسيس بين روسياوالولاياتالمتحدة، أُبرمت بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما وديمتري ميدفيديف. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" الطرد من الوطن كان مصير "سكريبال" بعدما كان حبيس سجنه، وهو الذي تخرج من الأكاديمية الدبلوماسية العسكرية في موسكو، ليكون دبلوماسيًا وعسكريًا لبلاده فأوفدته إلى مالطة ثم إلى إسبانيا، والتي كانت بداية تعاملاته مع عملاء الاستخبارات البريطانية. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" تكريمه في بريطانيا span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" اختار" سكريبال" مدينة "سالزبوري" ليعيش هناك فيما أشبه بالمنفى الاختياري بعيدًا عن وطنه الأصل، ليخلع رداء الوطن الروسي، بحلةٍ جديدةٍ في بريطانيا، ليعمل هناك محاضرًا في الأكاديمية العسكرية الملكية البريطانية، فكان يلقي محاضرات حول أساليب عمل المخابرات الروسية. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وتقاعد "سكريبال" في عام 2016، ومنحته سلطات المملكة وسام الإمبراطورية البريطانية، وهو وسامٌ رفيعٌ في بريطانيا، لتكافئه لندن على إسهاماته لها، حتى وإن كانت تلك الإسهامات على أنقاض خيانته لوطنه. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" لكن اسمه لمع على سطح الحياة السياسة من جديد بدءًا من مارس من العام المنصرم، وأصبح معوال ضرب العلاقات الروسية البريطانية في مقتل، span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وتفاقم أزمةٌ سياسيةٌ كبرى بين بريطانياوروسيا، وأُقحمت غالبية بلدان الاتحاد الأوروبي في هذا الصراع، واتخذت رفقة بريطانيا إجراءاتٍ تجاه موسكو على الصعيد الدبلوماسي، تمثل في طرد دبلوماسيين روس، ما حدا بموسكو أن تتخذ إجراءاتٍ مماثلة مع هذه البلدان. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" ومع مرور عام، لا يزال التوتر عنوانًا للعلاقات بين بريطانياوروسيا، ربما تستعيد أجواء الحرب الباردة إبان الحقبة السوفيتية، حينما كانت موسكو تتزعم المعسكر الشرقي، في حين كانت لندن تقف جنبًا إلى جنب مع الولاياتالمتحدة في الجهة المقابلة.