span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" دائمًا ما يتنصل الإنسان من تهم الخيانة، ينكرها حينما يُرمى بها، ويلعن غيره حينما تلصق تلك التهمة به، وأشد أنواع الخيانة هي خيانة الأوطان، لكن ما حدث مع عقيد الاستخبارات العسكرية الروسي سيرجي سكريبال كان مغايرًا. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" نبدأ من حيث انتهى الأمر مع سكريبال، فقد عُثر عليه مسمومًا إلى جوار مطعمٍ هو وابنته يوم الرابع من مارس الجاري، في مدينة سولسبري جنوبإنجلترا، ليتحول هذا الرجل الذي خفت بريقه عن الأضواء، كعادته طيلة حياته، إلى رجلٍ سلط الأضواء نحو إحدى أكبر الأزمات السياسية بين بريطانيا وبلده الأصل روسيا. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" محاكمته في روسيا span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" في عام 2004، وقف سكريبال في قفص الاتهام أمام قاضٍ روسيٍ، يدلي باعترافٍ حول اتهاماتٍ موكلةٍ إليه، بالاتصال مع عملاء بريطانيين لدى سفارة بريطانيا لدى موسكو، ليقر العقيد السابق بالاستخبارات الروسية بإبلاغ عملاء جهاز الاستخبارات البريطانية أسماء نحو 300 عامل سري بجهاز الاستخبارات الروسية، مفصحًا عن أن مدينة أزمير التركية كانت مسرح لقاءاتٍ بالعملاء البريطانيين. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" السجن ثلاثة عشر عامًا كان مصيره عام 2006، أمضى منهم أربع سنواتٍ فقط، قبل أن تتسلمه بريطانيا، في إطار صفقة تبادل الجواسيس بين روسيا والولايات المتحدة، أُبرمت بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما وديمتري ميدفيديف. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" الطرد من الوطن كان مصير سكريبال بعدما كان حبيس سجنه، وهو الذي تخرج من الأكاديمية الدبلوماسية العسكرية في موسكو، ليكون دبلوماسيًا وعسكريًا لبلاده فأوفدته إلى مالطة ثم إلى إسبانيا، والتي كانت بداية تعاملاته مع عملاء الاستخبارات البريطانية. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" تكريمه في بريطانيا span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" اختار سكريبال مدينة سولسبري ليعيش هناك فيما أشبه بالمنفى الاختياري بعيدًا عن وطنه الأصل، ليخلع رداء الوطن الروسي، بحلةٍ جديدةٍ في بريطانيا، span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" ليعمل هناك محاضرًا في الأكاديمية العسكرية الملكية البريطانية، فكان يلقي محاضرات حول أساليب عمل المخابرات الروسية. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وتقاعد سكريبال في عام 2016، ومنحته سلطات المملكة وسام الإمبراطورية البريطانية، وهو وسامٌ رفيعٌ في بريطانيا، لتكافئه لندن على إسهاماته لها، حتى وإن كانت تلك الإسهامات كانت على أنقاض خيانته لوطنه. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وتنعت ابنته يوليا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتصفه بالديكتاتور الذي تتمنى محاكمته على جرائمه التي ارتكبها، حسب زعمها، وتتبادل بريطانياوروسيا الاتهامات حول تسميم سكريبال وابنته، اللذين يصارعان الموت في تلك الأيام، وحالتهما لم تستقر بعد ولا تزال عند الوضع الحرج.