«السيسي» متعهدًا: «سننسف قوائم الانتظار» وزيرة الصحة: 13 مليون دولار للقضاء على «فيروس سى».. وإنتاج ألبان الأطفال في 2019 ووزير المالية يؤكد: التغطية الصحية الشاملة ستقلل معدلات الفقر
«يوم المصارحة والبشائر».. تنطبق تلك العبارة على اليوم الثاني للمؤتمر الوطني السادس للشباب، الذي يواصل فعالياته في جامعة القاهرة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزيرة الصحة د. هالة زايد، وكبار رجال الدولة، وخاصة بعد أن واصل الرئيس مصارحاته للشعب المصري، وتحدث عن منظومة التأمين الصحي الشامل، وتكلفتها، إضافة إلى مدى استفادة المرضى منها.
منظومة التأمين الصحي الرئيس، استهل جلسة «تطوير منظومة التأمين الصحي»، بالتحذير من الهجوم على المنظومة حتى لا يفقد المواطنين ثقتهم في النظام، فضلاً عن تأكيده على أن نجاح أي منظومة يتوقف على الأمن والاستقرار وتكاتف الجميع. وأضاف: «لو تخيروني بين إني آكل أو أعالج قوائم الانتظار هختار علاج المرضى، والهجوم على نظام التأمين الصحي يفقد المواطن الثقة في عمل لم ينته بعد، فلن ننجح إلا بالأمن». تكلفة قوائم الانتظار ولم يغفل «السيسي» الحديث عن قوائم الانتظار وتكلفتها، فأكد أنها تكلف الدولة مليار جنيه، أي أن كل حالة تكلف الدولة حوالي 100 ألف جنيه، لافتا إلى أن القضية ليست أن الرئيس يحل المسألة، مستطردًا: «لو تخيروني بين إني أخلى الأم والأب والجد والجدة والطفلة أنهم يكونوا سعداء ده ولا ناكل، أنا عبد الفتاح بقول لأ دول واللي زيهم». وذكر: «المشكلة كلها كانت فى المليار جنيه، ووزارة الصحة كانت شغالة في جزء والباقي تم تركه، لكن كلنا لازم نقف مع بعض إيد واحدة، وبالتالي هنحل أي مشكلة»، داعيًا إلى تضافر جهود المجتمع لإنجاح منظومة التعليم والصحة، مشيرا إلى أن التعامل برشد مع تطبيق نظام التأمين الشامل من شأنه إنجاح المنظومة الجديدة.
رسالة للإعلاميين كما وجه الرئيس حديثه إلى الإعلاميين والمفكرين، قائلا: «لو أنت هاجمت المجموعة الموجودة والأداء هتوتر المسألة وتفقد المواطن الثقة فى النظام اللى لسه ماتعملش، دوا دفعة للنجاح، وشجعوا وحطو إيديكم معانا علشان نقدر نكمل على الباقى، وأنا معاكم إن 15 سنة لتنفيذ المنظومة الجديدة مدة كبيرة، ولكن تطبيق المنظومة يتكلف 600 مليار جنيه، يا رب نقدر خلال الفترة دي إنها توفر هذه المبالغ». وشدد الرئيس على عدم إمكانية نجاح أي نظام في الدولة المصرية، مثل التأمين والتعليم والاستثمار والتنمية إلا بالاستقرار والأمن، موضحًا أن الدول التي ينادون بنجاحها، مثل اليابان وأمريكا وبريطانيا ودول أخرى، لم تتعرض في تاريخها المعاصر لحالة من عدم الاستقرار العميق. واختتم حديثه، مشددا على أنه لن ينجح أي نظام في الدولة المصرية إلا بالاستقرار والأمن، متابعًا: «النظام الحالي في التأمين الصحي، مش هينجح مع الاستقرار غير إن كل الاعتبارات والركائز اللي وضعت فيما يخص التمويل المالي تتحقق». تطوير المستشفيات أما د. هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، فكشفت خلال الجلسة، خطة الوزارة لتطوير المستشفيات وتنظيم الأسرة، فضلًا عن تصريحات هامة بشأن ملف ألبان الأطفال وفيروس سى، مؤكدة في مستهل كلمتها أن الصحة والتعليم من ركائز بناء المواطن المصري. وكشفت «زايد» أن الوزارة تضم أصغر مساعد وزير من شباب خريجي البرنامج الرئاسي، وأصغر رئيس هيئة وهو رئيس هيئة الإسعاف، موضحة أن الوزارة بدأت فى بناء منظومة التأمين الجديدة، مبينة أن التطبيق يتطلب تهيئة المحافظات بشكل كامل، فضلا عن مقدمي ومتلقي الخدمة، وتصحيح العوار فى المنظومة الصحية، مشيرة إلى أن أكبر التحديات هي قوائم الانتظار وفيروس سي. وذكرت أن أهداف المشروع القومي للتأمين الصحي الشامل، تشمل التحول الجذري العلمي والتدريجي نحو إصلاح النظام الصحي، وإشراك كافة الفاعلين من قطاع حكومي وأهلي وخاص.
أهداف المشروع وأوضحت أن ضمن أهداف المشروع إحداث تحسن سريع وملموس لدى المواطن عن الخدمات الصحية، والعمل على تحسين بيئة العمل لمقدمي الرعاية الصحية، والتعليم والتدريب الطبي المستمر لكافة مقدمي الرعاية الصحية، بالإذافة إلى العمل على خفض معدلات النمو السكاني بما يساهم فى رفع معدل النمو الاقتصادي للدولة. وذكرت أن قوائم الانتظار تضم 12127 مريضًا في أهم 9 تداخلات طبية، مشيرة إلى إجراء 3.992 جراحة وتداخل طبي، حيث تضم المستشفيات الجامعية قائمة تضم 5 آلاف واليوم تم الانتهاء من 1700 حالة منها زراعة الكبد، وأوضحت وزيرة الصحة، أن تسعيرة الخدمة كانت سببا من أسباب تراكم القوائم، وعدم توافر المستلزمات.
فيروس «سي» وفيما يتعلق بالقضاء على فيروس سي، ذكرت الوزيرة: «نهدف للقضاء على فيروس سي تماما، حيث تم توفير 130 مليون دولار، بالتعاون مع البنك الدولي، لإجراء مسح شامل، متوقعة علاج 2 مليون مريض خلال عامين»، موضحة أن شهر أكتوبر القادم سيشهد بدء عمليات المسح، مع الاستعانة بقوائم الانتخابات للقضاء على فيروس سي. وقالت هالة زايد، إن وزارة الصحة تعمل مع عدة وزارات فيما يخص تنظيم الأسرة، مثل وزارة الأوقاف والتضامن الاجتماعي، لتوعية المجتمع بذلك، مضيفًا أنه سيكون هناك واعظين وواعظات من وزارة الأوقاف في حملات وقوافل تنظيم الأسرة الشهر المقبل، مبينه أن الاشتراك فى التأمين الصحي إجباري، وسيشمل الأسرة بأكملها. وأوضحت وزيرة الصحة، أنه سيتم تشدين حملة إعلامية لتعريف المواطنين بالمنظومة، وأن محافظة بورسعيد ستكون أولى المحطات التي ستشهد التطبيق.
ألبان الأطفال وبخصوص أزمة ألبان الأطفال، قالت «زايد» إن القوات المسلحة ستنتج بداية من العام القادم ألبان الأطفال لصالح الوزارة، وبالتالى لن نحتاج إلى الاستيراد، وأن الوزارة اشترت تطعيمات بمبلغ 2.5 مليار جنيه هذا العام، كاشفة عن تدشين حملة إعلامية كبيرة أكتوبر القادم فى إطار حملة القضاء على فيروس سى. وعبرت الوزيرة في نهاية حديثها عن ثقتها في أن منظومة التأمين الصحي الجديدة بالجهود الحالية سيتم إنجازها في أقل من 8 سنوات على مستوى محافظات الجمهورية لسيرها على خطى سريعة. وزير المالية يشرح تكلفة التأمين الصحى"بالورقة والقلم".. معيط بمؤتمر الشباب:.. والدولة تتحمل الثلث.. التغطية الشاملة تخفض معدلات الفقر.. والإصلاح الاقتصادى يتيح استمرار الإنفاق.
تكلفة الفرد أما د. محمد معيط، وزير المالية، فتحدث قائلًا إن مصر بدأت التفكير في بدء التغطية الصحية الشاملة فى 2005، كاشفًا عن أرقام هامة، منها تكلفة الفرد في النظام، وحجم ما تتحمله الدولة، وفوائد التغطية الصحية الشاملة، وأن الفرد يتكلف 1849 جنيهًا في النظام الجديد. وذكر الوزير أن الدولة تتحمل ثلث تكلفة نظام التأمين الصحي، مبينا أن الفترة الزمنية التي يستغرقها تطبيق النظام الجديد جاءت بسبب الاستدامة المالية، لافتًا إلى أن مصر حاولت اللحاق بأنظمة التأمين بعمل بعض البرامج الإضافية مثل العلاج على نفقة الدولة.
معدلات الفقر وشدد الوزير على أن التغطية الصحية الشاملة ستعمل على تقليل معدلات الفقر، مشيرًا إلى أن نجاح هذه المنظومة لن يكون إلا بتكاتف المجتمع. وتابع في نهاية حديثه: «ال50 قرش بتجيب ما يقرب من 3 مليار جنيه بحصيلة السجائر، بالإضافة إلى الاشتراكات ودعم الموازنة».