span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" تعد قناة السويس، إحدى أهم وأسرع القنوات البحرية في العالم، وعلى مدار سنوات سابقة، تعرضت القناة منذ إنشائها إلى العديد من التحديات، فقد تم إغلاق القناة أمام الملاحة خمس مرات. span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" كانت المرة الأولى لإغلاق القناة، أثناء الاحتلال الانجليزي على مصر عام 1882، حيث أغلقت لأقل من أسبوع في أعقاب الثورة العرابية، وأغلقت للمرة الثانية ليوم واحد عام 1915 خلال الحرب العالمية الأولى، وللمرة الثالثة لمدة 76 يومًا خلال الحرب العالمية الثانية، وأغلقت للمرة الرابعة لمدة خمسة أشهر عقب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وأعيد فتحها في عام 1957، بينما كان الإغلاق الخامس والأخير بعد 1967، واستمر لمدة 8 سنوات حتى 1975 عندما وقعت مصر وإسرائيل اتفاق فض الاشتباك الثاني.
span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" ولعل أبرز التحديدات التي تعرضت لها قناة السويس، جاءت عقب قرار التأميم الذي أصدره الرئيس الراحل جمال عبد الناصرفي عام 1956، والذي تسبب في إعلان بريطانيا وفرنسا بمشاركة إسرائيل الحرب على مصر ضمن العدوان الثلاثي، والذي انتهى بانسحابهم تحت ضغوط دولية ومقاومة شعبية من المصريين.
span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" كما تسببت حرب 1967، في إغلاق قناة السويس لأكثر من 8 سنوات، وتوقفت الحياة تماما بالمجرى الملاحي ومرافق قناة السويس حتى 22 أكتوبر من عام 1973، وتحول المجرى الملاحي للقناة ومنشآت الإدارة في الإسماعيلية والإدارات المساعدة في السويس وبورسعيد إلى سلسلة من الأطلال التي لا تصلح لشيء، وأصبح مجرى القناة بحيرة كبيرة من الألغام والقنابل من كل الأنواع والأحجام، أما ضفتا القناة فكانتا تحويان على أكثر من مليون لغم، مما جعل تطهير القناة وإصلاح منشآتها وبناء وحداتها من جديد وإعادة حركة الملاحة تحديًا ضخمًا أمام مصر والإدارة المصرية للقناة.
span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وبدأت أعمال التطهير، بعد عشرة أيام فقط من توقف القتال، حيث جرت أول عملية استطلاع لمعرفة حقيقة ما حدث للقناة وتحديد حجم الخسائر والبحث عن نقطة بداية العمل، وقد قام على تطهيرها مهندسو هيئة قناة السويس، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والقوات البحرية، وكان أكبر العوائق بالقناة وأخطرها هو سد الدفرسوار الخرساني، الذي أقامته إسرائيل وسدت به المجرى الملاحي في مدخل البحيرات المرة، حتى يكون الوسيلة الفعالة لتأمين انسحاب قواتها من الغرب إلى الشرق، وتكون من 8 آلاف متر من الأتربة والأحجار فوق منسوب المياه، و12 ألف كتلة خرسانية زنة الواحدة 4 أطنان، و3504 كتل حجر طبيعي تصل زنة الواحدة منها أكثر من 5 أطنان، و19 ألف متر من الصالات الحديدية المحملة بالأحجار.
span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" كما كانت هناك تلال من الرمال التي أقامتها القوات الإسرائيلية على الضفة الشرقية بطول القناة، على ارتفاع ما بين 18 إلى 20 مترا، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من القنابل والألغام والخسائر في منشآت المرفق الملاحي والمعدات البحرية، حتى قام الرئيس محمد أنور السادات بإعادة افتتاحها في يوم 5 يونيو من عام 1975، بعد فض الاشتباك بين مصر وإسرائيل، ووقف إطلاق النار عقب انتصارات حرب أكتوبر.
span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وقد شهدت القناة بعد ذلك عدة مشاريع لتوسيع مجراها، وتقليل وقت عبورها، منذ عام 1980 مرورا بافتتاح المجرى الملاحي الجديد في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم 6 أغسطس من عام 2015، ضمن مشروع قناة السويس الجديدة الذي لاقى استحسان الشعب المصري، وكل هيئات الملاحة الدولية، واعتبروه إنجازًا جديدًا للدولة المصرية.
span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وتم حفر مشروع قناة السويس الجديدة، بطول 35 كم، بالإضافة إلى توسيع وتعميق تفريعات البحيرات المرة والبلاح بطول 37 كم، ليصبح الطول الإجمالي للمشروع 72 كم، ويهدف المشروع إلى تلافي المشكلات القديمة لقناة السويس من توقف قافلة الشمال لمدة تزيد عن 11 ساعة في منطقة البحيرات، ويسمح باستيعاب قناة السويس للسفن العملاقة بغاطس 65 قدم بتكلفة بلغت 4 مليارات دولار، مما سيساهم في زيادة دخل القناة مستقبلاً بنسبة 259%، و تمت عمليات الحفر من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وهيئة قناة السويس.
span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" بدأت مرحلة الحفر الجاف بالمشروع في 7 أغسطس من عام 2014، وانتهت خلال 9 شهور، ثم بدأت مرحلة الحفر المائي "التكريك"، وانتهت برفع 258.8 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه، وافتتح المشروع يوم 6 أغسطس من عام 2015.