span style="font-family:" arial","sans-serif""="" لا يمتلك الإنسان أغلى من حياته، وبشكل عام يرتكب أقسى أنواع الشرور فقط كي يحافظ على نفسه وتمسكا بالحياة، ولكن أن يضحي إنسان بحياته لا لشيء سوى لإنقاذ حياة آخرين هو أمر يظهر أن الحياة لم تعد للسيئين فقط، بل أصبح هناك متسع لذوي الشهامة والشجاعة. span style="font-family:" arial","sans-serif""="" بالأمس، شهدت مدينة تريب الواقعة جنوبفرنسا حادث إرهابي بإحدى المتاجر، حيث اقتحم مسلح داعشي المكان حاملا معه أسلحة وقنبلة يدوية، ثوان معدودة وأصبح صوت الطلقات يعلو على الجميع ثم قام باحتجاز العشرات كرهائن مطالبا بالإفراج عن زميلا له كان سبقه بتنفيذ هجمات إرهابية في 2015.
span style="font-family:" arial","sans-serif""="" قامت فرنسا بإجراءاتها المعتادة في مثل تلك الأحداث، حيث سارعت القوات الأمنية إلى موقع الحادث، وقامت طائرات الهليكوبتر بتطويق المكان جوا، كما توجه وزير الداخلية إلى هناك، ونجحت بالنهاية القوات الأمنية في تحرير الرهائن عدا واحد لقي مصرعه على يد المهاجم.
span style="font-family:" arial","sans-serif""="" span style="font-family:" arial","sans-serif""="" هكذا نقلت وسائل الإعلام العالمية النبأ مع تحديثات على مدار الساعة لنقل الوضع كاملا، ولكن اللقطة الأخيرة كانت قيام المسلح باحتجاز رهينة واحدة فقط، ليظهر ضابطا من قوات الأمن ويقوم بتقديم عرض للإرهابي وهو أن تتم مبادلته مع السيدة، ليصبح أسيرا في قبضة إرهابي لا يعرف الرحمة تركه جريحا حتى توفي صباح اليوم.
span style="font-family:" arial","sans-serif""="" هو أرنو بلترام، ضابط الشرطة الفرنسية البالغ من العمر 44 عاما، والذي دفع حياته ثمنا لإنقاذ رهينة، وتصدر اسمه عناوين الصحف ونشرات الأخبار.
span style="font-family:" arial","sans-serif""="" كان «بلترام» واحدا من ضباط الشرطة المكلفين بالتواجد في محيط متجر سوبر يو بمدينة تريب جنوبفرنسا، حتى آتاه خبر قيام أحد المتشددين بالاستيلاء على المتجر وحبس المتواجدين بداخله كرهائن، ليقوم بعدها بدوره البطولي الذي كلفه حياته.
span style="font-family:" arial","sans-serif""="" انضم « span style="font-family:" arial","sans-serif""="" بلترام» span style="font-family:" arial","sans-serif""="" إلى قوات النخبة الخاصة للشرطة في عام 2003، span style="font-family:" arial","sans-serif""="" كما span style="font-family:" arial","sans-serif""="" خدم كعضو في الحرس الرئاسي وحصل في عام 2012 على واحدة من أعلى مراتب الشرف الفرنسية وهي وسام الاستحقاق.
span style="font-family:" arial","sans-serif""="" فيما يخص حياته الشخصية، كان «بلترام» يستعد للزواج يونيو المقبل من حبيبته التي كان قد تعرف عليها في 2016 خلال جولة بأحد الأديرة، ولكن عقب إصابته البالغة تزوجا في مستشفى كاركاسون حيث نزل هناك «بلترام» عقب إصابته وحتى وفاته.
span style="font-family:" arial","sans-serif""="" span style="font-family:" arial","sans-serif""="" استقبلت فرنسا والعالم أجمع نبأ وفاة بلترام بالحزن الشديد، حيث وصفوه ب«البطل»، كما نعاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قائلا « span style="font-family:" arial","sans-serif""="" لقد مات أرنو بلترام في خدمة الأمة التي كان قد خدمها بالفعل span style="font-family:" arial","sans-serif""="" ، لقد دفع حياته في سبيل إنهاء خطة الإرهابيين، لقد سقط كبطل».
span style="font-family:" arial","sans-serif""="" من جهته أيضا نعاه وزير الداخلية الفرنسي span style="font-family:" arial","sans-serif""="" جيرار كولومب حيث قال «مات من أجل بلاده span style="font-family:" arial","sans-serif""="" ، لن تنسى فرنسا span style="font-family:" arial","sans-serif""="" أبدًا بطولته وشجاعته وتضحياته».