span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" في السادس من ديسمبر الماضي، اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمةً لدولة إسرائيل، موجهًا وزير خارجيته ريكس تيلرسون بالبدء في إجراءات نقل سفارة الولاياتالمتحدة لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، متحديًا بذلك القرارات الأممية الصادرة من منظمة الأممالمتحدة حول وضعية القدس، ومقحمًا نفسه وبلاده في عداءٍ مع العالم العربي والإسلامي نتيجة هذا القرار. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" فصلٌ جديدٌ كُتب في عمر القضية الفلسطينية بعد إعلان ترامب الذي وُصف بأنه وعد بلفور الثاني، ليبدو خلاله أن الرئيس الأمريكي تنحى عن دوره في إحياء مباحثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي رفع شعارها فيما سُمي "صفقة القرن". span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" الولاياتالمتحدة استمرت في معاداتها للعالم العربي باستخدام حق النقض "الفيتو" ضد مشروعٍ مصريٍ بمجلس الأمن يقضي بإلغاء قرار الرئيس الأمريكي، لتنقل الشعوب العربية المواجهة إلى ساحة الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي أقر 128 دولة بها رفضهم القرار الأمريكي حول القدس. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" إلا أن القرار الصادر عن الجمعية العامة بقى مجرد حبرٍ على ورقٍ وغير ملزمٍ للولايات المتحدة ما دام لم يمر عبر بوابة مجلس الأمن طبقًا لقواعد الأممالمتحدة، وهو الأمر الذي يمثل عقبةً كبيرةً في مساعي الفلسطينيين للحصول على الاعتراف الدولي الكامل وشغل عضوية الأممالمتحدة. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" مساعي عربية للاعتراف الدولي بفلسطين span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" الدول العربية، وبالتحديد اللجنة السداسية المُشكلة برئاسة الأردن(تضم دول مصر والأردن والسعودية والمغرب الإماراتوفلسطين)، أرادت أن تستغل الدعم الدولي الكبير التي حصلت عليه فلسطين من قبل الجمعية العامة بالأممالمتحدة، في السعي من أجل إيجاد موطئ قدم للدول العربية المحتلة في المنظمة الأممية الأكبر في العالم. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" اجتماع اللجنة السداسية الذي جرى اليوم في الأردن ربط على تلك الخطوة، وهو ما أكده span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الذي تحدث عن أن الدول العربية ستبدأ قريبًا مسعى دبلوماسيًا لإقناع الأممالمتحدة بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وقد رأى span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" الدكتور خالد باطرفي، المحلل السياسي السعودي، في تصريحاتٍ لوكالة "سبوتنيك" الروسية أن الهدف من اجتماعات اللجنة السداسية حول القدس في الأردن، هو تفعيل القضية على المستوى الدولي، والسعي للاستفادة من موقف الجمعية العامة للأمم المتحدة الرافض لقرار الولاياتالمتحدة حول القدس. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" فلسطين .. دولة مراقب غير عضو span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وتحظى فلسطين في الوقت الراهن على صفة دولة مراقب غير عضو حصلت عليها عام 2012 بعد تصويت 136 دولة بالأممالمتحدة لصالح حصول فلسطين على تلك الصفة، وهي ذات الصفة التي عليها دولة الفاتيكان في الأممالمتحدة أيضًا. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" ولم تتمكن فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة خلال الطلب الذي قدمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس للأمين العام للأمم المتحدة آنذاك بان كي مون خلال أعمال الجمعية العامة في سبتمبر 2011، حيث وقفت الولاياتالمتحدة سدًا منيعًا في وجه تلك الخطوة، وهددت باستخدام حق النقض "الفيتو" إذا تم إحالة الأمر إلى مجلس الأمن. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" شروط الحصول على العضوية الكاملة span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وطبقًا لميثاق الأممالمتحدة، فإن حصول أي دولة غير عضوٍ على عضوية الأممالمتحدة، يشترط أن يمر عبر بوابتين أولهما موافقة مجلس الأمن التابع للمنظمة الأممية، ثم يتم رفع الأمر بعدها إلى الجمعية العامة التي يجب أن يوافق ثلثي الأعضاء بها على انضمام تلك الدولة لتصبح الدولة عضوًا بالأممالمتحدة. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" ولكي يمر الأمر عبر بوابة مجلس الأمن، ينبغي أن تصوت تسعة من أعضاء المجلس الخمسة عشر لصالح القرار المنظور عبر مجلس الأمن، على ألا تستخدم أيٌ من الدول الخمس التي تتمتع بالعضوية الدائمة (الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين) حق النقض "الفيتو"، وهو الحق الذي يكفي لإبطال أي مشروع قرار في الأممالمتحدة. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" واستكمالًا لميثاق الأممالمتحدة، فإنه حال عدم موافقة مجلس الأمن يجوز للدولة الراغبة في الانضواء تحت لواء الأممالمتحدة طرح الأمر عبر الجمعية العامة، فإذا حصلت على موافقة ثلثي الأعضاء تنال صفة المراقب غير العضو دون العضوية الكاملة، وهو ما حدث مع فلسطين. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وبحلول سبتمبر عام 2015، أصبح عدد البلدان التي تعترف بدولة فلسطين كدولةٍ مستقلةٍ 136 دولة، ليس من بينها الولاياتالمتحدة وبطبيعة الحال إسرائيل، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي ،الذي يرى أن الاعتراف يتم بعد إجراء مباحثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، باستثناء السويد وايسلندا، فهما تعترفان بفلسطين دولةً مستقلةً. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وتجدر الإشارة إلى أنه من بين البلدان الستة وثلاثين بعد المائة التي تعترف بفلسطين كدولةٍ مستقلةٍ دولة جواتيمالا التي اعترف رئيسها جيمي موراليس مؤخرًا بالقدس عاصمةً لإسرائيل على غرار نظيره الأمريكي ترامب. span lang="AR-EG" style="font-family:" arial","sans-serif""="" آمال فلسطين في اقتحام مشهد الأممالمتحدة والانطلاق من نفس الوضعية التي هي عليها إسرائيل، قد يواجه ممانعةً شديدةً من الولاياتالمتحدة ،ظهير إسرائيل الأول في العالم، فهل للجهود الدبلوماسية العربية طريقٌ نافذٌ يثني واشنطن عن استخدام حق النقض "الفيتو" الذي يعتبر العقبة الأهم إن لم تكن الوحيدة في مساعي حلم الدولة المعترف بها من العالم للشعب الفلسطيني؟.