: غادة والى : موقف مصر ثابت بعدم إقامة معسكرات للاجئين أو المهاجرين على أراضيها نستوعب كافة اللاجئين داخل المجتمع المصرى دون عزل أو حواجز أو تفرقة ممثل المفوضية بالقاهرة : مصر عبر التاريخ دائماً ما كانت الحضن لكل اللاجئين وما فائدة وجود قوانين اذا كانت القلوب مغلقة لابد من إيجاد أليات دولية للتضامن مع مصر بسبب أعباء وجود اللاجئين على اراضيها شرم الشيخ محمد هنداوى : أكدت الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعى موقف مصر الثابت بعدم إقامة معسكرات لاجئين أو مهاجرين على أراضيها واستيعابهم داخل المجتمع المصرى بدون عزل أو حواجز ، وشددت وزيرة التضامن على أن الدولة المصرية تعمل على ضمان استفادة اللاجئين من الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية والاقتصادية دون تفرقة أو تمييز. وقالت أن مصر تكفل حماية اللاجئين من المخاطر وتوفير حرية الحركة بأمان وضمان استفادتهم من إجراءات اللجوء العادلة والفعالة. جاء ذلك خلال جلسة " التجربة المصرية فى استضافة اللاجئين " اليوم ضمن فعاليات منتدى شباب العالم المقام بمدينة شرم الشيخ والتى تحدث خلالها ممثل مفوضية اللاجئين بالقاهرة كريم اتاسي ود. مني سالم مدير ادارة الاتفاقيات بإدارة التعاون الدولي بالمجلس القومي للمرأة وعدد من شباب اللاجئين وهم السوريين سامي الاحمد وخالد العظم ورفاء الرفاعي والعراقى محمد جاسم و حضرها كل من وزيرة الدولة للهجرة وعدد من المحافظين بينهم البحر الأحمر وشمال سيناء ورئيس المجلس القومى للمرأة . وعرضت وزيرة التضامن لجهود الحكومة المصرية فيما يخص اللاجئين على اراضيها وكذلك وضع اللاجئين فى العالم وقالت والى أن عدد اللاجئين حول العالم يبلغ حوالى 22 مليون لاجئ والاحصائيات العالمية تؤكد ان هناك 3 دول تتصدر خروج اللاجئين لدول العالم وهى سورياوجنوب السودان وأفغانستان حيث يخرج منهم 55 % من اللاجئين حول العالم بسبب النزاعات المسلحة والحروب الاهلية . وأشارت الوزيرة الى أن هناك دول عربية مثل الاردن ولبنان يمثل فيها اللاجئين ثلث عدد السكان المحليين ، مشيرة الى أن مصر تستضييف لاجئين منذ سنوات طويلة والمصريين لا يقولوا عليهم لاجئين مثل الاشقاء السوريين والعراقيين . وكشفت وزيرة التضامن الاجتماعى أن مصر يوجد على اراضيها لاجئين من 59 دولة حول العالم وموزعين على العديد من المحافظات المصرية. وقالت والى ان اللاجئين فى مصر يستفدون من الدعم الذى يحصل عليه الطلاب المصريين فى المدارس والجامعات فيما يخص التعليم وتابعت الوزيرة : تسجل مصر أعلى معدلات التحاق لأطفال اللاجئين السوريين بالمدارس، حيث يبلغ عدد الطلاب المسجلين في المدارس 40 ألف طالب سوري ، كما يبلغ عدد الطلاب السوريين المسجلين في الجامعات المصرية نحو 14 ألف طالب بالجامعات (المفوضية السامية لشئون اللاجئين، 2017). وفيما يخص الجهود المصرية في استضافة اللاجئين قالت وزيرة التضامن الاجتماعى ان مصر تتعاون مع وكالات الأممالمتحدة ذات الصلة بموضوعات اللاجئين والهجرة ومكافحة الإتجار في البشر ( UNODC, UNHCR, IOM)، وكذلك يتم التنسيق مع الأطراف الدولية الأخرى فيما يتعلق بالتعامل مع أزمات اللاجئين فى المنطقة. وأضافت الوزيرة أن هناك تعاون أيضاً وجهات تخدم اللاجئين فى مصر ومن بينهم مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة للاجئين والجمعيات الأهلية، وتشمل مجالات التعليم والصحة والدعم السلعي والمالي. وحول دور المجتمع المدني في حماية ورعاية اللاجئين قالت وزيرة التضامن الاجتماعى ان من بينها الهلال الأحمر المصري والذى يوفر مساعدات نقدية ربع سنوية لعدد 100 ألف لاجئ سوري و3,000 لاجئ فلسطيني 10 آلاف لاجئ يمني بمبلغ 400 جنية للفرد و صرف مواد التنظيف والاعاشة و توفير العلاج والتطعيمات اللازمة من خلال التعاقد مع عدد من المستشفيات وكذلك تحديد خريطة للمناطق التي يتواجد فيها اللاجئون في مصر وتوفير الإقامة والأوراق الثبوتية ، كما يتم عمل دورات تدريبية لقيادات اللاجئين من خلال وزارة التضامن الاجتماعي و منظمة الهجرة الدولية والجمعيات الأهلية . وأوضحت الوزيرة ان برنامج الغذاء العالمي في مصر يقوم بدعم 75,000 لاجئ ولاجئة شهرياً من خلال كوبونات الطعام بمبلغ 400 جنيه للفرد الواحد ، وتقدر المبالغ المنصرفة من برنامج الغذاء العالمي للاجئين بحوالي 30 مليون جنيه مصري شهريا . وفيما يخص احتياجات تطوير آليات حماية اللاجئين فى مصر أكدت الوزيرة ضرورة التركيز على المكون التنموي وإيجاد فرص عمل في بلدان المصدر والمعبر والاستثمار في تعليم اللاجئين اللغة العربية لمساعدتهم على التواصل مع المجتمعات المحلية و حماية النساء من جميع أشكال الاستغلال والإيذاء والعنف و الدعم المؤسسي وتطوير الموارد البشرية للجهات الفاعلة في خدمة قضايا اللاجئين وتوفير خدمات لهم وكذلك توعية المجتمعات المضيفة ودعم أنشطة التعاون والحوار بين المجتمعات المحلية واللاجئين. وأشارت الوزيرة فى ختام كلمتها أن اللاجئين بصفة عامة فى مصر هناك تقدير كبير لهم من الشعب المصرى خاصة ما يحمله المصريين للسوريين والعراقيين ونعتبر اننا وهم بلد واحد . ومن جانبه قال كريم أتاسى ممثل مفوضية اللاجئين فى مصر أن المفوضية تعمل على مساندة الحكومة المصرية ومساعدتها فى توفير الحماية الانسانية للاجئين ، لافتا الى أنه يوجد فى مصر هذه المساحة من الحماية لكافة اللاجئين وهي ليست وليدة اليوم ولا الجيل المصرى الحالى ولكن ورثها الجيل المصرى الحالى من الاجيال السابقة . وأشار الى أن مصر عبر التاريخ دائماً ما كانت الحضن لكل مواطني الدول المجاورة ، لافتا الى أن العائلة المقدسة عندما فرت من فلسطين لجئت الى مصر وتطورت ظاهرة استقبال اللاجئين فى تاريخ مصر . وأضاف كريم أتاسى انه لا يوجد تشريع وطنى أو قانونى فيما يخص اللاجئين فى مصر ولكنهم يتمتعون بالحماية والعناية من الحكومة المصرية والشعب المصري لانه لا فائدة من قوانين اذا كانت القلوب مغلقة . وأوضح ان هناك دول لديها وضع قانونى أفضل للاجئين ولكن يعانوا فيها من المعيشة والمعاملة من سكان تلك الدول . وقال أن عدم وجود قوانين فى مصر لللاجئين خطوة مرحلية وهناك مساعى مع دول جنوب البحر المتوسط مثل المغرب والتى تدرس ايجاد تشريع قانونى للاجئين وكذلك تونس . وأكد ان المفوضية تعمل مع السلطات المصرية لتوفير حياة أفضل للاجئين وهذه المساحة الموجودة للاجئين فى مصر لابد ان توجد أليات للتعبير الدولى عن التضامن مع مصر نتيجة وجود أعباء على الحكومة بسبب وجود اللاجئين . وتابع : لو وجود اطار تشريعى وقانونى للاجئين فى مصر كان سهل نجد اليات لتقاسم الاعباء مع مصر والمجتمع . وأشار الى ان مصر مصر قوة اقليمية سواء فى عدد السكان او حجم الاقتصاد والجانب الثقافى وقدرة القوات المسلحة . كما عرضت د. منى سالم مشروع المجلس القومى للمرأة لتوفير الدعم للمرأة الوافدة وتمكينها اقتصادياً مشيرة الى أن المشروع ينفذ فى مصر والاردن و يركز على عدد من المحاور وهى التدريب المهني لاكساب الوافدت المهارات اللازمة لفتح مشروع اقتصادى ليهم والتوعية بقضايا مناهضة العنف ضد المرأة ومعرفة الحقوق والواجبات والتحذير من خطورة الزواج المبكر . وأضافت انه يوجد فى مصر حملة التاء المربوطة لتعزيز القدرات وهناك دورة تدريبية نعطيها للسيات الوافدات لمدة 3 أسابيع ويتم متابعة توفير اقامة مشروعات لهم . وخلال الجلسة عرض عدد من شباب اللاجئين بعض مصر ومن بينهم محمد جاسم من العراق والذى كان يقيم من محافظة الانبار بمدينة الفلوجة وقال : تركت العراق بسبب الحرب وقررت أالسفر الى مصر بعد ان ساعدنى زميل مقيم فى القاهرة . وأشار جاسم الى ان مصر تعتبر مركز أمن لنا واستقبلت الكثير من اللاجئين العرب ، مشيراً الى انه عاش فى مصر فى راحة كثيرة لم ينعم بها فى العراق ويقيم فى القاهرة منذ 4 سنوات حيث أكمل مسيرتة التعليمية وقدم فى جامعة الاسكندرية وحصل على الماجستير. وأضاف جاسم أن المصريين دائماً يقولون له " أنتم فى بلدكم وانتم أحسن ناس " .. وقدم الشكر لمفوضية اللاجئين فى مصر ووزارة الخارجية ، ودعا الشباب العراقى الى نشر السلام ونبذ العنف والارهاب والتطرف والحرب الطائفية . وقال أن منتدى شباب العالم بشرم الشيخ فخر لمصر لأنها جمعت كل هؤلاء الشباب من العالم . ومن جانبها قالت رفاء الرفاعى من سوريا انها جاءت للقاهرة لاستكمال تعليمها نظراً للخطورة التى كنت تعيشها فى سوريا وتابعت " اشتغلت فى العمل التطوعى ومصر وفرت لى العلم ومكان فى بلدى لم أكن احصل عليه .. نعم تجربتى كانت مليئة بالألم والوجع والمجتمع المصرى وفر عليا الكثير والسيدات المصريات وقفن بجوارى". ومن جانبه قال سامى الأحمد لاجئ سورى انه جاء الى مصر بسبب الظروف التى كانت تمر بها أدلب فى سوريا خاصة انه كان يريد استكمال تعليمه فى طب الاسنان ووجد فى مصر كل ما يناسبه. ومن جانبه قال خالد العضم أنه جاء الى مصر مع اسرته حيث كان والده يعمل فى مصر وكانت افضل الخيارات لنا كسوريين ، وأضاف أنه يعمل فى التطوع بمنظمات ومؤسسات دولية تعمل مع اللاجئين . وختم العضم أنه عام 1944 مصر استضافت للاجئيين اوروبين وبعدها بدأت فى استضافة لاجئين فلسطين وبعدهم أعداد من الافارقة والعرب .