"مسجد»أبو الحجاج«.. تم إنشائه في العصر الأيوبي ومنحته الأميرة القبطية تريز بنت القمص "قبله الحياة". كنوز منسية، تروي عبقرية الإنسان المصري على مدار تاريخه العريق في الفن وحرفية الصناعة،ثروة حقيقية يمكن أن تتحول إلى مقاصد سياحية تجتذب الآلاف سنويا، لكنها تحتاج لمن ينفض عنها غبار سنوات كثر مضت.. تلك الثروة المنسية تقع داخل أكثر المحافظات التي تمتلئ بالآثار وهي محافظة الأقصر .. التي يقع فيه «مسجد أبي حجاج». فيروي الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين، عن تاريخ هذا الأثر قائلا: ل"بوابة أخباراليوم أن « مسجد أبى الحجاج » يعتبر من أهم وأشهر مساجد محافظة الأقصر، ويقصده الرواد والمريدين والتابعي للقطب الصوفي فصحابه هو يوسف بن عبد الرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد. وأوضح شاكر، أن المسجد تم إنشائه في العصر الأيوبي وهو مشيد فوق الجانب الشمالي الشرقي من معبد الأقصر فوق أعمدة الفناء المكشوف للملك رمسيس الثاني لذلك كان مدخل المسجد على ارتفاع ١٢متر، وسمى بالمسجد المعلق لافتا إلي أن المسجد على شكل مربع له سقف خشبي، ولا توجد علية أيه زخارف ويعلوه شريط من الشرفات المنية من الطوب الأحمر، وله مئذنة مبنية من الطوب اللبن، بارتفاع ١٤.١٥م، بقاعدة مربعة ثم أسطواني، بجانب مئذنة آخري حديثة وبداخله ثلاثة مقامات لصاحب المسجد أبى الحجاج وولده. وأضاف كبير الأثريين أنه عند قدوم سيدي أبو الحجاج إلى الأقصر وقتها كانت الأقصر مملوكة لأميرة قبطية تسمي "تريز بنت القمص" سيدة قبطية راهبة فأراد أبو الحجاج أن يملك قطعة أرض بجوار معبد الأقصر فطلب منها أن تعطيه تلك القطعة وهى بمساحة جلد "بعير" كما طلب منها فوافقت في الحال متوقعة إن جلد البعير لا يأخذ مساحة كبيرة، وعلى اثر ذلك قام بعمل حبال من جلد البعير طوق بها المدينة كلها على أطلال كنسية بنيت على معبد الأقصر، وبذلك يتوحد الأديان داخل مسجد سيدي أبو الحجاج، ثم أسلمت تريزة على يده ودفنت بداخل المسجد. وأردف أن بعد وفاة سيدي أبو الحجاج قام ابنه الشيخ أحمد نجم بتشيد مسجدا يخلد ذكرى والده في عام 658ه-1286م فوق أطلال معبد الأقصر مشيرا إلى أن مسجد أبو الحجاج به قبة، تسمى بالمئذنة وتتكون من ثلاث طبقات، وفي أعلاها مجموعة من النوافذ والفتحات، ويعتبر من الآثار الإسلامية الفريدة، وإن مدخل المسجد يطل على معبد الأقصر، وبه نقوش ورسومات، تسجل تاريخ بنائه، من حيث المئذنة القديمة التي تم بناءها في العصر المملوكي، والمنارة الحديثة، التي تم بناءها في العصر العباسي. ووصف مسجد سيدي أبو الحجاج بأن جميع أعمدة الداخل الثمانية عشر مدون عليها كتابات مصرية قديمة هيروغليفية ، وقد أبدع الفنان في تغطية الأعمدة بمون من الحجر الرملي للحفاظ علي النقوش والزخارف من التدمير والتشويه، وأجريت به توسعات في القرن التاسع عشر الميلادي وأوائل القرن العشرين وفى عام 2009، وانتهت أعمال ترميم المسجد في عهد محافظ الأقصر الأسبق سمير فرج حيث تم تزين ساحة المسجد بالرخام وأعمدة الإنارة الضخمة. وأوضح شاكر أن المسجد تمتزج فيه ثلاثة حضارات حيث ينتمي الحضارة الإسلامية ولكنه بني على أطلال كنيسة بينت فوق معبد فرعوني لذا وأنت تصلى بدخل المسجد تجد أمامك محرب مجوف في أحد أعمدة المعبد القديمة وترى أفريز عليه نقوش وكتابات مصرية قديمة وحول وبداخلة كثير من الأعمدة عليها كتاباتن هيروغليفة ومناظر.