على مدار 4 ليالي عاشت بعثة الزمالك أصعب اللحظات وواجهت ظروفا استثنائية قاسية في أدغال نيجيريا قبل ان يلتقي الفريق الكروي الأول للنادي مع انيمبا النيجيري أمس في اول جولات دور الثمانية لدوري ابطال افريقيا لكرة القدم البطولة المؤهلة الي كأس العالم للأندية . تجمعت كل العقبات امام بعثة الزمالك في واحدة من أشد الرحلات قسوة وتجسدت كل الأزمات في عشرة عقبات أساسية بخلاف عقبات أخري ثانوية تم تداركها في وقتها ، وترصد لكم "بوابة أخبار اليوم" العقبات العشرة التي واجهت الزمالك في نيجيريا ونجح في التغلب عليها بفضل وجود مبكر لوفد الزمالك الذي ضم المهندس هاني زاده عضو مجلس الادارة ورئيس البعثة و صاحب خبرات تجاوزت العشرين عاما في إدارة البعثات الرياضية بقلعة الابيض والكابتن اسماعيل يوسف رئيس قطاع الكرة بالنادي واللذين سبقا البعثة بيومين ونجحا في الترتيب لها وكان معهم لحظة بلحظة عبر الهاتف المستشار مرتضي منصور رئيس النادي الذي كان حريصا علي الاطمئنان علي البعثة طوال الوقت وجاءت العقبات علي النحو التالي : أزمة المستحقات المالية : وكانت اول العقبات تتمثل في شائعة هروب الادارة من دفع المستحقات المالية للاعبين وهو ما نفته كل الشواهد علي أرض الواقع شكلا وموضوعا ونجح مرتضي منصور في التصدي لها مبكرا بإعلانه عن اجمالي المبالغ المصروفة للاعبين والتي بلغت 6 ملايين جنيه مع بيان بنسب كل اللاعبين وقال هاني زاده انه لم يشهد علي مدار فترة عمله بالزمالك طوال اكثر من 20 سنة اصدار مكافأة باجمالي هذا المبلغ لفريق الكرة وهو قرار جرئ يحسب لمرتضي منصور . وكانت العقبة الثانية تنتظر البعثة في مطار لاجوس وكان لزاما علي الزمالك الوصول الي مطار لاجوس قبل موعد اقلاع الطائرة الداخلية والتي كان من المقرر ان تقل البعثة من لاجوس الي مدينة بورت هاركورت التي استضافت اللقاء وزاد من مخاوف البعثة الغياب التام لسفير مصر في نيجيريا اشرف سلامه عن استقبال البعثة في لاجوس وهو ما اضطر هاني زاده واسماعيل يوسف للعودة مرة أخري من بورت هاركورت للتجهيز السريع لعملية انتقال البعثة من مطار لاجوس عبر الأتوبيسات للحاق بالطيران الداخلي وقد نجح زاده ويوسف بمعاونة من القنصل فادي مهدي ومايكل تاوضروس كبير الجالية المصرية في لاجوس في اختزال الوقت وسرعة الانتقال الآمن للبعثة ، ويحسب للطيار العيدروس وهو أحد كبار مشجعي الزمالك مغانرته بالطائرة التي اقلت البعثة من القاهرة الي لاجوس بعد توصيات زاده له وبالفعل قطع العيدروس المسافة في وقت قياسي عزز عملية اللحاق بالطيران الداخلي وتستحق العيدروس ان يكون طيار بدرجة منقذ. أسباب واهية للسفير : وخلفت عملية الغياب المتعمد والتجاهل الواضح من السفير لبعثة الزمالك حالة من الاستياء العارم ضد السفير الذي برر غيابه بأسباب أخري أكثر فداحة عندما قال أنه انشغل باستقبال السفيرة مشيرة خطاب مرشحة مصر في اليونسكو .. ﻷن زيارة السفيرة مشيرة خطاب لنيجيريا كانت الأحد بينما بعثة الزمالك وصلت لاجوس مساء الخميس والفترة الفاصلة بين وصول بعثة الزمالك وزيارة السفيرة مشيرة خطاب لنيجيريا كانت تسمح للسفير بمقابلة البعثة ثم التوجه لاستقبال السفيرة مشيرة خطاب بعد أيام من وصول الزمالك . وهنا تجدر الإشارة الي أنه في حالة عدم اسراع الزمالك وتجهيزاته للانتقال بالبعثة من الطيران الدولي الي الطيران الداخلي كانت ستتسبب في إرباك حسابات البعثة ولو كان الزمالك فشل في اللحاق بالطيران الداخلي لمكث ليلتي الخميس والجمعة في لاجوس دون تدريبات ولحدثت مشاكل أخري في ظل صعوبة الانتقال البري من وسط نيجيريا الي أقصي الجنوب خاصة وان البلاد تمر بمرحلة متوترة في ظل وجود جماعات بوكو حرام الارهابية التي تهدد استقرار نيجيريا . وجاءت العقبة الثالثة متمثلة في كيفية توفير شركات أمن خاصة لحراسة البعثة ولولا علاقات زاده و ترتيباته المبكرة ايضا لما نجح الزمالك في توفير شركات أمن خاصة لتعزيز وجود رجال من البوليس النيجيري بصحبة البعثة وهذه العقبة تم تجاوزها أيضا في ظل خبرات زاده و تيجانا وقام الزمالك بالتعاقد مع قوات أمن خاصة بالإضافة الي توفير رجال من البوليس النيجيري وكان الأمن ملازما لبعثة الزمالك طيلة الرحلة لمزيد من الطمأنينة في ظل صعوبة الحركة داخل مدينة بورت هاركورت التي استضافت المباراة والتي تعج بمجموعة من البشر تربوا علي الحصول علي "ايتاوات" لحراسة إبار النفض والبترول التي تتميز بها هذه المدينة . وتمثلت العقبة الرابعة في فندق الاقامة خاصة وان حالة غالبية الفنادق كانت سيئة و رديئة وهي أزمة نجح أيضا زاده في حلها عن طريق الحجز في فندق المريديان بعلاقات شخصية . والعقبة الخامسة كانت في كيفية توفير ملعب للتدريب خاصة وان الملاعب المخصصة كانت في اماكن نائية وبعيدة عن فندق الاقامة والتدريب عليها كان يعرض اللاعبين للمخاطر ونجح زاده وفادي مهدي في تأجير ملعب للزمالك يبعد 15 دقيقة عن فندق الاقامة أدي عليه الفريق تدريباته يوم الجمعة قبل ان يحترمها بالتدريب السبت علي ملعب المباراة . أما العقبة السادسة تمثلت في ندرة وسائل الانتقال وهذه تم حلها من خلال مسئولي المقاولون العرب وكبير الجالية المصرية في لاجوس مايكل تاوضروس الذي وفر عدد من الأتوبيسات الخاصة استاجره مسئولو الزمالك لحل الأزمة . وكانت العقبة السابعة عبارة عن كيفية توفير وجبات مناسبة للاعبين في شهر رمضان وهذه الأزمة تم التغلب عليها بأصطحاب ميلا مسئول المهمات بالزمالك بتعليمات من اسماعيل يوسف كميات من الأطعمة المصرية والمعلبات ساعدت علي احتواء الأزمة . كما واجهت البعثة ثلاث عقبات أخري تم التعايش معها هي ارتفاع درجات الحرارة وتارة هطول الأمطار بغزارة وأخري تمثلت في ارتفاع درجة الرطوبة .