اختلفت معالم شهر رمضان كثيرًا بفضل التغيرات الرهيبة التي شهدتها مصر خلال السنوات الأخيرة، وافتقد أغلبنا رائحة الشهر الكريم، وروحانياته، وذكرياته القديمة في تعليق الزينة، وشراء السحور من عربة الفول، والسهر على المقاهي طوال الليل، لذلك نحن ندعوكم لاسترجاع كل هذه الذكريات لمدة يوم واحد فقط من خلال هذه الرحلة الممتعة. القاهرة القديمة لا تزال تضم أماكن تُحافظ على مظاهر وروحانيات رمضان رغم التغيرات الزمنية الرهيبة التي حدثت، وأماكن كثيرة بها استطاعت أن تحافظ على قيمتها التاريخية وتراثها القديم، ومن هذه الأماكن واحد من أكثر الأماكن الأثرية جمالًا في مصر، شارع المعز لدين الله الفاطمي. وأنت ذاهب إلى شارع المعز لدين الله لا تستخدم سيارتك لأنك ستواجه زحاماً شديداً بالمنطقة هناك، خصوصًا من ناحية العتبة وباب الشعرية، وربما لن تجد مكانًا لتركن سيارتك، وأفضل مكان لدخول الشارع من ناحية ميدان باب الفتوح، وممكن قبل ما تدخل تزور مطعم "زيزو"، وتجرب ساندويتشاته، مؤكد ستعجبك كثيرًا. في مدخل شارع المعز على شمالك ناحية مسجد الحاكم بأمر الله، ستجد مجموعة مقاهي، أفضلها من حيث الخدمة والمكان هي كافيه "جروبي" أمام باب المسجد مباشرة، الجو بالشارع والمقهى لطيف، وهناك شاشة تليفزيون كبيرة، والكراسي جيدة تُشبه كراسي قهاوي البورصة في وسط البلد، والأسعار معقولة، والمكان مناسب للبنات والأولاد، والجو هناك رائع، ومنفصل عن جو القاهرة الصاخبة تمامًا. إذا استمررت في السير بالشارع، ستجد قبل بيت السحيمي مقهى رائعاً اسمه "أم كلثوم"، وفي نفس المكان بشارع الدرب الأصفر كافيه "ليالي السحيمي"، مختلف عن بقية المقاهي لأنه يقدم تختاً شرقياً، وغناء في بعض الأوقات، ويمكنك الاستمتاع بزيارة الأماكن الأثرية العديدة بالشارع وتلتقط صورًا تذكارية رائعة. وقبل قرارك بالسحور، يمكنك أخذ فكرة عن المعروضات الجديدة في خان الخليلي، لأن المحلات هناك تهتم جدًا برمضان ويكون لديهم أعمال يدوية خاصة بالشهر تحديدًا، ونصيحة هامة لا تتأخر في السحور عن الساعة 3 فجرًا حتى تستطيع أن تجد لنفسك مكانًا مناسبًا تتسحر فيه، وبعد السحور يمكنك استكمال جولتك في المكان والدخول إلى مسجد الحسين والأزهر، ويمكنك أيضًا الرجوع إلى شارع المعز، وتدخل المساجد هناك، وتستمتع بروعة الآثار الإسلامية التي يزيد عمرها على 600 سنة. أميرة إبراهيم، بتقول عن القاهرة القديمة "في رمضان بيبقي فيها جو حلو أوي.. شغل الخيام والصلاة ومسجد الحسين، بحس إني دخلت المسلسلات بتاعت زمان، روح الناس والفطار والبيوت وسط المحلات والديكورات والزينة"، وتضيف: "كمان عروض التنورة وبياعين العرقسوس والتمر بشكلهم التراثي اللي مفتقدينه في شوارع القاهرة، كل ده بيخلي للمنطقة طعمها الخاص في رمضان". أما أكرم الرشيدي، فبيقول: "الأكلات الشرقية اللي بتقدمها المطاعم خلال شهر رمضان بتكون أحلى بكتير من المطاعم في أي مكان تاني، كأنها أكل بيتي بالضبط، وكمان بحس لما بزور شارع المعز كأني دخلت مكان تاني خالص غير القاهرة وانفصلت عن الشوارع اللي حواليها، ودوشتها وصداعها، وحتى الناس اللي جوا مختلفة تمامًا عن اللي برة، الشارع فعلاً كأنه بلد جوة بلد"، ويضيف: "أعتقد أن جمال شارع المعز في الناس اللي ماشية فيه والمساجد والمحلات وبضاعتها البضاعة اللي كأنها جاية في رحلة عبر الزمن زي ما بيقولوا كده".