انتقدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بلهجة شديدة المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، مستنكرة رد فعله على هجوم أورلاندو الذي راح ضحيته 49 شخصا وأصيب 53 آخرين، كما وصفته ب"العدواني وغير الأمريكي". وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي نشرته على موقعها الإلكتروني ، "أولا، وإلى حد لا يمكن تحمله، هناك القتلى، 49 شابا وفتاة قتلوا، 49 حياة تم محوها، و49 عائلة مزقت، وهناك أمة تم إرهابها مجددا من خلال المزيج القاتل بين الكره وأسلحة الدمار الشامل التي باتت متاحة بسهولة مثل دواء السعال". وأضافت الصحيفة: "والآن السياسة، كل جرائم إطلاق النار تهز المجتمع، ولكن هذا الحادث يأتي في منتصف واحدة من أكثر حملات الانتخابات الرئاسية رداءة وإثارة للانقسام تأتي إلى الذاكرة". وأكدت الصحيفة أنه إذا كان يوجد شخص قد يحاول تحويل أحد أبشع الأعمال الوحشية في التاريخ الأمريكي الحديث لإحدى غاياته المشوهة، ويستطيع أن يستخرج كل الدروس الخاطئة من الرعب الذي وقع في أورلاندو، فهو دونالد ترامب. وقالت الصحيفة إن المرء يمكن أن يقيس حس القيادة في شخص ما من استجابته لمأساة وطنية، متساءلة عن أول ما فعله ترامب بعد حادث اورلاندو، فقد هنأ نفسه على تويتر لتوقعه مسبقا بمثل هذا الهجوم، وطالب الرئيس باراك أوباما بالاستقالة، وقال امس الاثنين تعليقا على الحادث: "يقودنا رجل ليس صارما أو ذكيا، أو لديه شيء آخر في عقله". وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب ضاعف هجومه بدعوته مجددا إلى منع كل المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة، وذلك بقوله: "عندما أصبح رئيسا سأعلق الهجرة من كل مناطق العالم التي لها تاريخ حافل من الإرهاب ضد البلاد.. لا يمكننا الاستمرار في السماح لآلاف الناس بالتوافد على بلادنا، كثير منهم لديه نفس أفكار هذا القاتل المتوحش". ووصفت الصحيفة ترامب بأنه "عدواني وغير أمريكي"، قائلة إن طلبه لمنع المسلمين من الدخول غير مجد بالمرة، لأن منفذ اعتداء أورلاندو عمر متين هو مواطن أمريكي مولود في نيويورك وعاش في فلوريدا، لافتة إلى أن ترامب دعا القاتل ب"الأفغاني" خلال حديثه ليتفادى ذكر الحقيقة غير المريحة.