مسجد «الطابية» هو أشهر مساجد محافظة أسوان وأكبرها علي الإطلاق،كما أنه قبلة الأهالي الأولى طوال شهر رمضان الكريم، ويصعدون نحو مائة درجة حتي يصلوا إلى بهو المسجد المبني على الطراز المملوكي فيؤدون صلاة التراويح في أكبر تجمع للأهالي يمكن أن تشهده أسوان على مدار العام. وتعود شهرة مسجد الطابية إلي تاريخه العريق، وترجع تسميته بهذا الاسم نظرًا لوقوعه على إحدى طابيتين حربيتين، أنشئتا في عهد محمد علي باشا، لتكونا مقرًا للكلية الحربية، بينما تم وضع حجر أساسه في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وافتتح في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1974 ليصبح منذ ذلك التاريخ قبلة أهالي أسوان الأولي في كافة المناسبات. ويشير الشيخ محمد عبد العزيز وكيل وزارة أوقاف أسوان إلي أن لمسجد الطابية مكانا خاصا لدي أهالي أسوان،فقد تم اعتماده ليصبح محطة للرصد الفلكي لاستطلاع هلال الشهور العربية،وجاء ذلك نظرا لموقعه وارتفاعه فوق مستوي البحر، وتصعد إلى مئذنة المسجد كل عام لجنة رصد الأهلة العربية بمحافظه أسوان، والتي تضم نخبة من علماء الأزهر الشريف وشيوخ الأوقاف إلي جانب علماء فلك متخصصين قبيل غروب شمس 29 شعبان لرصد ظهور الهلال من عدمه. ويتم تحرير محضر يوقع عليه أعضاء اللجنة ويتم إبلاغ فضيلة مفتي الديار المصرية بالنتيجة،وهو الأمر الذي أضاف للمسجد قيمة وميزة ميزة خاصة عن بقية مساجد المحافظة. من جانبه، أكد المهندس أحمد مدني من أهالي أسوان، أنه اعتاد منذ عشرات السنوات صلاة التراويح داخل مسجد الطابية مشيرا إلي أن أهالي منطقة وسط البلد يعتبرونه أثراً تاريخيا مثله مثل ً مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة. ويضيف لنا أن شهرته لا تعود إلى تاريخه فقط بل ترجع إلى موقعه أيضا، حيث يقع في قلب مدينة أسوان من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها، فيمر عليه كافة الأهالي متجمعين أسفل قبته العالية، ويتم وضع كميات من التمر والمياه المثلجة،فيفطر عليها الأهالي، ثم يعودون مرة أخرى للاصطفاف في صلاتي العشاء والتراويح. أما مني فضل من أهالي مدينة نصر النوبة، فتشير إلي أنها تخصص آخر أسبوع برمضان للقدوم لمدينة أسوان للصلاة داخل المسجد وحتي أول يوم في العيد، موضحة أن زخرفته الإسلامية تجعلك تشعر وكأنك في أحد مساجد القاهرة العتيقة بمئذنتيه العاليتين.