تحل علينا اليوم ذكرى ميلاد أديب تميز ببساطة اللغة و رشاقة التعبير وجمال الصورة التي قدمها في رواياته وقصصه ، وتحول بعض منها إلي السينما المصرية أنه الكاتب الروائي و المسرحي محمود تيمور . نشأته.. وُلدفي 4 من يونيه 1894 في "درب سعادة " أحد أحياء القاهرة، ونشأ فيه ، وفي حي "عين شمس" تعلم الابتدائي والثانوي، ثم ألتحق بمدرسة الزراعة العليا، ولكن ظروفه مرضه الشديد بالتيفوئيد، أدت إلي انقطع عن هذه المدرسة أيّاماً طويلة، مما جعله يقضي فترةً طويلةً ملتزماً بفراش المرض، يقضي جلّ وقته في التفكير والتأمّل، إضافةً إلى القراءة التي شغلت حيّزاً كبيراً من وقته، ونتيجةً لتمكّن المرض منه لم يكن أمامه إلاَّ السّفر إلى سويسرا للاستشفاء، وهناك اطّلع على مجمل الآداب الأوروبيّة، وأُتيحت له الفرصة لدراسة الأدب الفرنسي إضافةً للأدب الرّوسي، ناهيك عن اطّلاعه الواسع على الأدب العربي الذي تربّى عليه. كان أبوه أحمد باشا تيمور من المثقّفين البارزين المشتركين مع جيل النهضة بمصر، المشهود لهم بالعمل في الميادين الاجتماعيّة والأدبية. تأثّر محمود تيمور أشدّ تأثّرٍ بأعمال شقيقه محمد تيمور، والذي كان يمتلك موهبةً أدبيّةً عالية، وخاصّةً في المذهب الواقعي الذي اتّسمت فيه مجموعة أخيه القصصيّة "ما تراه العيون"، فما كان من محمود إلاَّ أن عمل على كتابة أولى قصصه عام ألف وتسعمئة وخمسة عشر للميلاد، على غرار قصّة أخيه. لقد وصفه بعض الذين ترجموا له بأنه: "رجل عصاميّ"، إذ كوّن نفسه بنفسه، وتخرّج على يد نفسه، وسار في الخطّ الأدبي الذي رسمه بيده. وأنعمْ به من خطّ، وبالأدب الرصين الذي أنتجه. تشرّبت روح محمود تيمور الأصالة نتيجةً لنشأته في حيّ شعبيّ عريق يضمّ العديد من الطوائف والحرف، فشكّلت لديه مخزوناً صورياً بدا أثره جليّاً من خلال أعماله القصصية اللاحقة والتي جسّد فيها شخصيّات عديدة من ذلك الحي . شارك محمود تيمور في مؤتمرات أدبيّة عديدة، ومن أبرزها .. مؤتمر الأدباء في بيروت، والذي عُقد عام ألف وتسعمئة وأربعة وخمسين للميلاد..مؤتمر القلم في بيروت، والذي عُقد أيضاً في العام ذاته...مؤتمر الدراسات الإسلاميّة في باكستان، في جامعة بشاور...مؤتمر الأدباء في مدينة دمشق. لقد حصد العديد من الجوائز الأدبيّة عن أعماله ومؤلّفاته، فحاز على .. جائزة مجمع اللغة العربيّة في مصر، عام ألفٍ وتسعمئة وسبعة وأربعين للميلاد...جائزة الدولة للآداب عام ألفٍ وتسعمئة وخمسين للميلاد...جائزة واصف غالي في باريس، عام ألف وتسعمئة وواحد وخمسين للميلاد. جائزة الدولة التقديريّة في الآداب، من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، عام ألف وتسعمئة وثلاثة وستين للميلاد، وتمّ الاحتفاء به في العديد من الجامعات في العالم، إن كان في دولة روسيا، أو المجر، أو أمريكا، وتمّ تكريمه في مناسبات عديدة. ألفّ محمود تيمور العديد من الكتب ومن أبرزها : المخبأ رقم 13، وهو عبارة عن كوميديّة مسرحيّة من ثلاثة فصول .. شفاه غليظة، وهو قصص قصيرة.. نداء المجهول. اتجاهات في السنين المائة الأخيرة... اتجاهات الأدب العربي... إحسان الله وقصص أخرى...الوثبة الأولى. حواء الخالدة...سلوى في مهبّ الريح...شمس وليل...مسرحيّة سهاد...معبود من طين...المصابيح الزرق. النبي الإنسان ومقالات أخرى...دنيا جديدة.