بسهولة شديدة صار يمين «الطلاق» شائعًا بين شباب الجيل، ولأسباب في كثيرٍ من الأحيان تكون «تافهة» ولا تستدعي الانفصال يقع الزوجين فريسة للعند والكبرياء. الآن أصبح الأمر يزداد سوءًا كل عام عما قبله، وفقًا لآخر إحصائيات للطلاق عن عام 2014 عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، حيث وصل عدد حالات الطلاق في هذا العام إلى 180 ألفًا و344 حالة طلاق بزيادة قدرها 17 ألفًا و761 عن العام الماضي. ويرى استشاري الصحة النفسية في العلاقات الأسرية والزوجية والتأهيل النفسي الدكتور علاء رجب أن الزواج هو شركة بين اثنين، كل منهما يرسم حياته بشكل مختلف بدون فهم واعي لطبيعة الزواج، وبعد ذلك يصطدمون بالواقع فيفضلون الانفصال، ولكن من المفترض أن يقدم كل طرف للأخر بعض الأشياء التي تمنح الثقة في عودة الحياة السوية بينهم من جديد. وأضاف الدكتور علاء أن هناك أسباب كثيرة لانتشار الطلاق، منها عدم وجود الاهتمام والثقة بين الزوجين، الأنانية المفرطة، عدم اهتمام الزوج بشريكة حياته والانصياع لحديث أهله فقط أو التقليل من شأن زوجته أمامهم، وهناك سبب أخر مهم جدًا وهو تدليل الأهل الزائد للبنت وتوفير كل ما تحتاجه وعدم تدريبها على تحمل المسئولية، فتأتي بعد الزواج وتجد الحياة مختلفة عما كانت عليه فيحدث تضمر وضيق ولن تستطيع تحمل حياتها الجديدة. والزواج له قدرات عقلية ونفسية واجتماعية وأخلاقية، فإذا لم تجتمع هذه القدرات والمهارات فيحدث خلافات حتى يصل للطلاق، وهنا تمنى استشاري الصحة النفسية أن يكون هناك مؤسسة للزواج تقدم رخصة للقيادة الزوجية، حيث أن الطرفين يأخذون دورة بها كل شيء عن الزواج، وعلى سبيل المثال يتعلمون كيفية تحمل المسئولية كأم وأب، كيفية التعامل مع المواقف الصعبة، عدم مقارنة حياتهم بالآخرين لأنها من أكثر الأمور التي تصعب الحياة، الصراحة والوضوح بينهم في كل الأمور، لأن للأسف الشديد يكون الضحية بعد ذلك هم الأبناء. وأوضح الدكتور علاء أنه قد يحدث للأطفال أمراض نفسية واجتماعية، بسبب عدم وجودهم مع الأب والأم، دون قيادة أو عاطفة وحنان، كما أنهم يكونون رهينة بعد الطلاق، فكل طرف يحاول جذبهم إليه، فينتقل لهم مشاعر عدم الأمان ومشاعر عدوانية تؤدى فيما بعد إلى مشاكل نفسية وسلوكية كبيرة. واختتم الدكتور علاء حديثه بتقديم نصيحة للأزواج بأن يهتمون جيدًا بقراءة الكتب الدينية والسيرة النبوية وفهمها جيدًا لمعرفة كيف كان النبي يعامل زوجاته، وكذلك زوجات النبي كيف كن يتعاملن مع النبي، هذا كفيل بإعطاء طاقة إيجابية كاملة لإنجاح الزواج دون أي مجهود أو عقبات.