حقها فوق رءوسنا جميعا، فعلا وليس كلاما..حقها ليس اعتذارا، ولا أسفا، ولا مجرد إحساس بالخزي والعار..حقها أكبر من المواساة والترضية ومحاولات إغلاق العفن..لا مجال للمصالحة علي جسد سيدة المنيا (سعاد ثابت) لا مجال لتبويس اللحي وبيت العائلة وجلسات التصالح العرفية.. مصالحات العرف وجلسات(شيوخ العرب) إنكار لكل إطار قانوني ودستوري، يحفظ ويصون حقوق المواطنة.. حق(سيدة المنيا)هو سيادة القانون وتطبيقه بحسم، ومحاسبة الجميع دون هوادة، ودون أعذار واعتبارات ومجاملة.. القبض علي مرتكبي الفاحشة، محاكمتهم وعقابهم..محاسبة من شاهد الجريمة وصمت، ومن استهان وخفف من الواقعة...لا أحد فوق المحاسبة، ولا أحد فوق العقاب.. من المجرمين الدواعش الذين قاموا بتجريد سيدة مسنة من ملابسها، وزفها عارية في شوارع القرية.. إلي أهالي قرية (الكرم) مركز(أبو قرقاص) محافظة المنيا، الذين وقفوا يتفرجون(منتهي الخزي)علي واقعة العار..الي استخفاف الشرطة بالأمر، ومحاولة نفي الواقعة بادعاء أنها (شائعة سخيفة)..الي محافظ المنيا الذي قام بتبسيط الواقعة، في محاولة لتجاوزها والتقليل منها(ماتكبروش الحكاية)..!! ورغم أن الواقعة تبدو طائفية، بدأت من حكاية عاطفية بين سيدة متزوجة مسلمة ورجل قبطي، ليشتعل الخلاف بين العائلتين..لكن قيام الأهالي بتجريد أم الرجل(السيدة المسنة)من ملابسها، والخروج بها عارية في شوارع القرية، فعل يتجاوز الدين والقيم والأخلاق، فعل يتجاوز الطائفية والفتنة..جريمة مع سبق الإصرار والترصد، تستبيح حرمة الجسد، وتنتهك إنسانية الإنسان..حالة من التوحش والفجورالإنساني والعفن..