عاجل جدا

فضيحة الكتب المدرسية

أعجبتني كثيرا فكرة ندوة «تاريخ مصر في الكتب الدراسية» التي نظمتها لجنة الكتاب والنشر بالمجلس الأعلي للثقافة وأدارتها الزميلة الصحفية مني نور.. والتي تعرضت لخطورة مزج التاريخ بالسياسة مما أدي لتحريفه وتشويهه علي مر العصور.
أهم ما كشفت عنه الندوة هو التشويه والتحريف الذي تتعرض له الكتب المدرسية التي تشكل عقول أجيال كاملة.. بعد أن أصبحت هذه الكتب تكتب وتعدل طبقا للأهواء والأغراض.. وخلال الندوة.. كشفت الدكتورة زبيدة عطا عميد آداب حلوان سابقا.. وعضو لجنة تطوير المناهج.. عن أمثلة صارخة لما أصاب كتب التاريخ المدرسي.. فبعد ثورة 25 يناير قامت وزارة التعليم بحذف فصل كامل من مادة التربية الوطنية لطلاب الصف الثاني الثانوي «لأن هذا الفصل يعرض لعهد الرئيس السابق حسني مبارك بشكل دعائي وليس علمي»، حسب وصفهم.. وأتوقف هنا عند كلمة «حسب وصفهم».. والتي تعني وجود تقرير رسمي وضعه متخصصون وتم رفعه لأولي الأمر.. والسؤال هنا.. كيف تم التعامل مع هذا التقرير الذي يحمل اتهاما خطيرا لمؤلفي الكتاب السابق يستوجب التحقيق معهم.. أتصور أن كتابة التاريخ بأسلوب دعائي هي جريمة تستوجب المحاكمة والعقاب لكل من ساهم في خلط الدعاية بالحقائق وتشويه عقول أجيال كاملة لمجرد النفاق وإرضاء السلطة..
وتواصل د. زبيدة كشف فضائح كتب التاريخ المدرسي حينما تقول إنه تم بعد الثورة إلغاء بعض النصوص التي تناولت إنجازات زوجة الرئيس الأسبق سوزان مبارك.. وهو ما يثير تساؤلا جديدا.. فاذا لم يكن ما فعلته سوزان مبارك انجازات.. فلماذا قدمناها لأبنائنا بهذا الوصف سنوات طويلة.. وإذا كانت انجازات حقيقية فلماذا حذفناها؟!
وتواصل د.زبيدة: ومع قدوم جماعة الإخوان للحكم تم تغيير المناهج مجددا.. فمثلا.. أضيفت عبارة «الإخوان بناة الإنسانية.. الإخوان السبيل للتقدم» علي كتاب اللغة العربية للصف الأول الابتدائي.. كما تم حذف فصل كامل من كتاب «الإرهاب المعاصر».. لطلاب الفرقة الثانية بأكاديمية الشرطة.. مع كل ما تحمله هذه التغييرات من تأثير علي عقول النشء والشباب.. وبعد ثورة 30 يونيو..تم حذف ما أضيف.. وللأسف فان التشويه الذي يحدث لكتب التاريخ المدرسي يتكرر منذ ثورة 1952.. وكل ما أتمناه الآن أن يدرك المسئولون أنه لا يصح علي دولة عريقة مثل مصر.. أن يرتبط تاريخها.. بالأهواء.. أو برؤية كل وزير جديد.. وكأننا لا نملك خطة تعليمية ثابتة تحمل رؤية مصر.. ولا ترتبط بأي تغيير وزاري وما يتبعه من تغيير فكر الوزير.. ومستشاريه الجدد!!.