سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء يؤكدون التاريخ لا يكتب وفقا لتغيير الأنظمة الحاكمة.. زبيدة: لجنة مراجعة كتب التاريخ المدرسية أثبتت وجود أخطاء فادحة.."عفيفي" يطالب بتشكيل لجنة قومية لتوثيق الأحداث
ردا على ما أعلنه الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم عن وضع فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي في كتب التاريخ والمناهج الدراسية أكد عدد من المؤرخين أن التاريخ لا يجب أن يكتب حسب تغيير أنظمة الحكم وحسب الانتماءات السياسية، كما أن الأمور لم تتضح بعد ولا زالت الحقائق تتكشف بمرور الوقت، ومطالبين بضرورة تشكيل لجنة قومية تختص بكتابة التاريخ بحيادية. قالت الدكتورة زبيدة عطا، عميد كلية الآداب بجامعة حلوان، إن الجهة المنوط بها كتابة التاريخ في الكتب المدرسية يجب أن تشمل مجموعة من كبار المؤرخين والتربويين، حتى تتم كتابة التاريخ دون تزوير أو انحياز لجهات معينة على حساب الأخرى مع ضرورة الالتزام بالحياد والموضوعية. وأشارت إلى أنه منذ عدة سنوات أرادت وزارة التربية والتعليم إلغاء مادة التاريخ كمادة إجبارية وجعلها اختيارية، واعترض المؤرخون على ذلك لما فيه من القضاء على الهوية المصرية، ويسبب جهل الأجيال القادمة بتاريخ بلدهم وحضارتهم العريقة، موضحة أنه تم تشكيل لجنة حينها لمراجعة كتب التاريخ المدرسية، وتبين وجود العديد من الأخطاء الفادحة. وشددت على ضرورة تشكيل لجنة من المتخصصين لكتابة التاريخ والأحداث، فضلا عن وجود تربويين ليتناسب التاريخ مع المراحل العمرية للطلاب، لافتة إلى أن كل مرحلة عمرية لها قدرة على الاستيعاب، مستنكرة رغبة الإخوان من قبل في وضع تاريخ مؤسس الجماعة حسن البنا، في الكتب المدرسية، موضحة أن التاريخ من أهم المواد التي يدرسها الطالب لارتباطه بالهوية المصرية. وقال الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان، إن التاريخ يجب أن يكتب بصورة موضوعية بإثبات الحقائق دون أحكام أخلاقية، وضرورة أن يتضمن وصف أحداث التاريخ والرموز، مشددا على ضرورة وضع الأحداث كما هي وترك الحكم للقارئ. وطالب الدسوقي بتشكيل لجنة متخصصة من خبراء التعليم والتاريخ المعروفين بحيادهم السياسي لكتابة التاريخ بموضوعية. من جانبه، قال الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة، إنه طالب بعد ثورة 25 يناير بتشكيل لجنة قومية لكتابة التاريخ في جميع مراحل التعليم الابتدائي والإعدادى والثانوى تضم نخبة من كبار المؤرخين. ولفت أنه بعد الثورة حدثت ملابسات في حذف اسم مبارك من التاريخ وحرب أكتوبر والضربة الجوية، واصفا كتابة التاريخ حسب الأهواء الشخصية وتغيير أنظمة الحكم بالعبث، وذلك لأن في تاريخ الثورات أحيانا يعود النظام القديم. وشدد على ألا يتم تغيير التاريخ بتغير أنظمة الحكم والوزراء والحكام، موضحا أن اللجنة القومية ستساعد على كتابة تاريخ مصر القومي دون انحيازات. وأضاف أن مناهج التاريخ في الكتب الدراسية سيئة ومغرضة، موضحا أنه شارك في إصدار العديد من التقارير التي تندد بذلك وتطالب بتصحيح التاريخ، وضٌرب بها عرض الحائط. وقال الدكتور محمد غازى، الخبير التربوى الأستاذ بكلية التربية، إن مناهج التاريخ الدراسية لابد ألا تعطى من وجهة نظر واحدة، مؤكدا أهمية مشاركة أكثر من جهة وتكوين لجان من الباحثين وكبار المؤرخين والمختصين بالدراسات التاريخية، والاعتماد على تحليل المحتوى ومناهج التوثيق التاريخي. وأوضح أننا مازلنا نعيش أحداث متلاحقة ولا توجد أمور واضحة، مشددا على سلبية كتابة التاريخ في الوقت الحالي إلا بعد استقرار الأوضاع، حتى يتم تحليلها بصورة علمية وموضوعية، ولا يجب التسرع في الحكم على الأحداث. وأشار إلى أن الأجيال الحالية عاشت التاريخ الذي ستدرسه في الكتب والمناهج الدراسية، لذلك هم مرتبطون بالأحداث ويعد ذلك أفضل من الفترات التاريخية التي لم يعيشوا أحداثها.