طلة الصباح

أحلام جامعة السويس البازغة

معايير التقييم في بلدنا غير كل الدنيا.. خفة الدم..النمطية..الرتابة..الانقياد.. كل ذلك سيجعلك قريبا إلي المناصب والترقية الوظيفية، ليس من اليسر أن يسلم جيل الراية بسهولة لجيل يليه أو أن يفسح له الطريق أو أن يعترف به أو حتي يتركه يعمل دون غمز ولمز، والويل ان ظهرت عليك علامات النبوغ أو التجديد أو قدمت مبادرات للتحديث أو التطوير لزيادة الانتاج أو ساهمت في الخروج من أزمة أبشر بضربات تحت الحزام كفيلة بتهميشك أو تحييدك ومن ثم تجميدك.
للاسف هذه بعض عيوبنا ولاتزال موجودة.. فكيف ننسفها؟ لابد من نسفها والقضاء عليها بكل السبل لانها تعادل مكافحتنا للإرهاب.. كي يقوم بلدنا وننجز ونحقق الاحلام ونزيد الانتاج و يشعر المواطن بتحسن أحواله المادية والاجتماعية والمعنوية وبالتالي ننمي الانتماء إلي بلده.
ووسط هذه البيئة الحاضنة لهذه الثقافة تجد من يقتحمون الصعاب ويتحدون ويعملون وينجزون، وتجد من يقف معهم ويشد من أزرهم ويتواصل معهم ليل نهار لاتمام الانجاز، لدينا نموذج فريد لهذه الحالة لمسته خلال زيارتي الثانية لجامعة السويس، النجم الجامعي البازغ علي ارض مدينة السويس الباسلة المناضلة بقيادة مايسترو من طراز فريد في التفكير والانجاز ولم الشمل بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب.. أتحدث عن ا.د ماهر مصباح رئيس جامعة السويس الفتية، وعن قيادة الجيش الثالث الميداني السابقة والحالية في تحويل مناطق كانت مستنقعات إلي منارات علمية وورش ومراكز تدريب وقاعات فخمة للتدريس للطلاب.
خلال الاحتفال الذي اقامته الجامعة لتكريم المتفوقين والمبدعين من ابنائها رياضيا وعلميا وفنيا، والذي حضرته بدعوة منه ضمن كوكبة من الصحفيين والاعلاميين والاكاديميين لمست العلاقات الودية بينه وبين الاساتذة وطلاب الجامعة لدرجة مناداتهم بالاسم، وكانت مفاجأة للجميع عرض فيلم لحالة كليات ومباني الجامعة قبل عامين والحالة الآن، شيء يسر القلب ويدعو إلي التفاؤل والبشر. مبان علي ارقي الطرز المعمارية، لكليات هندسة البترول، والتربية والعلوم الانسانية، والاقتصاد والعلوم السياسية التي تبدأ الدراسة بها العام الجامعي القادم، وكلية الاعلام بمعاملها ومدرجاتها للدراسة بها العام بعد القادم.. وجاءت جولتنا الميدانية بحرم الجامعة للمشاهدة علي ارض الواقع، ملاعب رياضية هناجر للامتحانات واخري لحماية المركبات من قسوة الطبيعة، حدائق ومساحات خضراء.. حقا إنه طفرة حضارية ونجم جامعي يبزغ من جديد علي ارض السويس.
ماشاهدناه أشبه بالاعجاز بمساندة ودعم قوي من الدولة ممثلة في وزارة التعليم العالي، والقوات المسلحة وقيادة الجيش الثالث الميداني السابقة والحالية وبمتابعة متواصلة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، يجري إعداد الرسومات الهندسية للمجمع التعليمي الطبي علي مساحة 70فدانا في الجانب القبلي لموقع الجامعة الحالي بحي المستقبل، الذي يضم كليات الطب البشري والصيدلة وطب الاسنان وكلية التمريض ومستشفي جامعي عام يضم 30 غرفة رعاية مركزة ومراكز طبية بحثية، وساحات خضراء.
يبقي علي ابناء السويس العاشقين لبلدهم التعاون مع القائمين علي هذا الصرح البازغ، ويبقي علي الاجهزة التنفيذية بالمحافظة والحي تغليب مصالح السويس العليا ومصلحة المواطن وطالب العلم علي الانانية والمصالح الضيقة، وعليهم أن يدركوا أن الصاروخ انطلق والقيادة السياسية تتابع شقه نحو البزوغ.. أعتقد ان الرسالة وصلت للمسئولين بالمحافظة.