قرية "ميت بدر حلاوة " أو "ميت باريس" كما أطلق عليها فنان الكوميديا محمد هنيدي أو قرية العظماء كما يطلق عليها أهالي مركز سمنود خاصة ومحافظة الغربية عامة، وذلك لكثرة عدد العائلات العريقة بهذه القرية. يبلغ تعداد سكان هذه القرية قرابة ال45 ألف نسمة وكانت تشتهر هذه القرية في السابق بزراعة الموالح نظرا لكبر مساحتها الزراعية بالمقارنة بالقرى المحيطة بها بالإضافة لصناعة الأخشاب لدرجة أن أهالي القرى المحيطة بهذه القرية كانوا "يحسدون" هذه القرية على ثرائها. وفي منتصف الثمانينات لم يكتف شباب هذه القرية بالتاريخ العظيم الذي حفره الآباء والأجداد لأبنائهم وتجاوبوا مع سماسرة الهجرة الشرعية وغير الشرعية حيث اخذوا يتمردون ويتدفقون على أوروبا وخاصة (فرنسا) بالطرق المشروعة وغير المشروعة – عن طريق البحر والجو – ليحققوا المكسب السريع لدرجة أنه أصبح في باريس وحدها أكثر من 1000 شاب من هذه القرية ويقال إن هناك حي بأكمله في باريس يطلق عليه البعض "ميت بدر حلاوة" كما قام شباب القرية "المهاجرين" إلى باريس ببناء منازل مجمعة لهم بقريتهم وأطلقوا عليها "حي باريس" انتماء واعترافا بفضل باريس. وعندما تجولنا بقرية ميت بدر حلاوة عقب علمهم بفقدان 4 أشخاص من أهالي القرية على متن الطائرة المصرية المفقودة في البحر المتوسط والتي كانت قادمة من فرنسا شاهدنا حالة من الصدمة. وأكد الأهالي أنهم فور علمهم بنبأ اختفاء الطائرة وانقطاع الاتصال بها بادروا بالاتصال بالجهات المعنية من أجل الحصول على أية معلومات حول مصير الطائرة والركاب المفقودين عليها إلا أن المسؤولين لم يخبروهم بأية تفاصيل غير الموجودة في وسائل الإعلام وقال أهل المفقودين وهم خالد الطنطاوي نملة (35 سنة ) متزوج من مصرية ولديه ولد، وخالد عبد الخالق علام (40 سنة ) متزوج من فرنسية ومصرية وهيثم سمير مديح (35 سنة ) متزوج من مغربية وطفلته (4سنوات )، والذين كانوا يستقلون الطائرة المفقودة في طريق عودتهم إلى مصر حيث قالوا إنهم مقيمون في دولة فرنسا وأنهم يعملون هناك ومنهم من يعمل هناك منذ سنوات ومنهم من سافر حديثا وانهم كانوا في طريقهم الي مصر في إجازة سنوية اعتادوا القيام بها كل عام وخاصة قبل رمضان وكانوا علي اتصال بهم إلى أن صعدوا إلى الطائرة وانقطع الاتصال معهم بعدها. وأشار أقاربهم إلى أنهم ذهبوا إلى استقبالهم في المطار إلا أن الطائرة تأخرت عن موعدها وسادت حالة من الارتباك بين المسئولين في المطار ولم نعلم سبب التأخير وقرب الصباح فوجئنا بسماع أخبار عن اطلاق الطائرة استغاثة واختفاؤها بعدها من على الرادار ثم بعد ذلك انتشر النبأ علي القنوات التلفزيونية ووسائل الإعلام ولا نعلم ما هو مصيرهم ومصير الطائرة وما الذي حدث .. كما شاهدنا تجمع أهالي القرية أمام منازل المفقودين في انتظار سماع أي أخبار عن الطائرة وهم في حالة من الحزن الذي خيم علي القرية بأكملها. يقول الحاج الطنطاوي والد خالد الطنطاوي نملة إن نجله يعمل في فرنسا وكان في طريقه إلى مصر في إجازة سنوية اعتاد القيام بها قبل رمضان وأنهم كانوا ينتظرون وصوله إلا أنهم فوجئوا من وسائل الإعلام بنبأ فقدان الطائرة التي كانت تقل نجلهم وهو ما كان صدمه كبيرة لهم، مشيراً إلى أنه توجه إلى القاهرة عقب سماعه بالنبأ من أجل معرفة مصير نجله وما حدث له. وناشد المسئولين في مطار القاهرة بإعطائهم وإطلاعهم علي المعلومات التي لديهم من اجل معرفة مصير نجله. اما والدة خالد عبد الخالق فقالت إن زوجها متوفي ونجلها يعمل في فرنسا منذ سنوات، ولم تعلم الخبر إلا من أحد جيراننا الذي عرف النبأ في التلفزيون وعندما سألت تأكدت من أنها الطائرة التي كانت تقل نجلي وقالت لا أريد شيئا الآن سوي التأكد مما حدث له ومن كان معه. ويقول علي عبدالعزيز ابن عم هيثم المفقود على متن الطائرة إنه متزوج في فرنسا من مغربية ولديه ابنه تبلغ من العمر 4 سنوات كانت قادمة معه على متن الطائرة، مشيرا إلى أنه يسافر منذ أكثر من 20 عاما وتستغرق فترة سفره حوالي عام ويقوم بالنزول إلي مصر لقضاء فترة إجازته كل عام وهذه المرة كان قد اصطحب معه ابنته الي مصر ولكن القدر لم يمهلها أن ترى مصر لأول مرة. وقال إن لديه شقيق واحد مسافر في فرنسا وشقيقتين ووالده ووالدته مقيمين في القرية وفور علمهما بنبأ فقدان الطائرة توجها فورا إلى المطار لمعرفة مصير نجلهما. أما الشاب الرابع أمجد عبد الخالق محمد ابن قرية شبرابابل التابعة لمركز المحلة الكبرى، أحد المتواجدين على متن الطائرة المفقودة والتي كانت عائدة من العاصمة الفرنسية باريس أكد أحد أقاربه أن أسرته تلقت اتصالا هاتفيا منه، قبل اختفاء الطائرة، أكد لهم أنه في المطار وسيستقل الطائرة الآن ولكننا فوجئنا بنبأ اختفاء الطائرة. في نفس السياق قدم اللواء احمد ضيف صقر محافظ الغربية واجب العزاء الجماعي الذي تم تنظيمه من قبل اسر الشباب الذي لقي مصرعه بالطائرة المصرية وذلك بالمسجد الكبير بقرية ميت بدر حلاوة وتجمع الآلاف لتقديم واجب العزاء داخل سرادق كبير ضم جميع أهالي اسر الشهداء الذين لقوا مصرعهم علي متن الطائرة. ومن جانبه أكد المحافظ أن هذا هو قضاء الله وقدرة ونحتسبهم عند الله شهداء موضحا ان هذا الحادث فاجعة كبيرة لكل مصر عامة ومحافظة الغربية خاصة بعد فقدان 4 من قرية ميت بدر مشيرا بأننا نجمع كافة المعلومات عن الضحايا من أسرهم. واختتم المحافظ بالدعاء لأهالي اسر الضحايا بالصبر والسلوان وذلك وسط حضور الأجهزة الأمنية وأعضاء مجلس النواب بدائرة سمنود.