بعد 6 سنوات من ظهوره بشخصية "مناع" في مسلسل "مملكة الجبل"، و7 سنوات على تقديمه شخصية "شحاتة" في فيلم "دكان شحاتة"، يعود الفنان عمرو سعد إلى الدراما الصعيدية، التي يعتبرها طريق مضمون للوصول إلى الجمهور. هذه المرة يرتدي عمرو الجلباب لتجسيد شخصية "يونس" في مسلسل "يونس ولد فضة" المنتظر عرضه في رمضان المقبل.. "بوابة أخبار اليوم" التقت عمرو سعد في كواليس تصوير المسلسل للتعرف على مغامرته الرمضانية المقبلة، وتجربته السينمائية المنتظرة مع "مولانا".. لماذا اخترت مسلسل "يونس ولد فضة" لكي تقدمه هذا العام؟ المسلسل عودة للدراما الصعيدية، وشخصيا أحب هذا النوع من الدراما، خاصة أن الصعيدي هنا "مودرن" جدا، يتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتناول العمل تعامل الصعيدي مع تكنولوجيا العصر، وهذا كان الاتفاق بيني مع الكاتب عبد الرحيم كمال والمخرج أحمد شفيق والمنتج صادق الصباح. كيف يستخدم يونس "الصعيدي – المودرن" التكنولوجيا.. بالخير أم بالشر؟ المسلسل يبدأ بجريمة يتورط فيها الطفل يونس، ليبدأ في التعامل بشخصيتين، واحدة أمام الناس وأخرى تعيش داخله فقط، فهو أشبه برجال المخابرات. على مستوى الشكل تظهر بالجلباب والعمامة، فأين الاختلاف؟ ارتدي "نظارة شمس" أيضا، لكن هذا لا يمنع أن يكون الصعيدي "مودرن" وفي نفس الوقت يحتفظ بملابسه، وهذا الاختلاف سيخرج منه مواقف كوميدية ستكون قادرة على جذب المشاهدين والمنافسة خلال رمضان. كيف تعاملت مع شخصية "يونس" لكي تخرج مختلفة عما قدمته في العملين السابقيين؟ قدمت الصعيدي مرتين من قبل في مسلسل "مملكة الجبل"، وفي السينما من خلال فيلم "دكان شحاتة"، ليكون "ولد فضة" هو العمل الثالث، لكن الصعيدي "يونس" في "ولد فضة" مختلف تماما عن "شحاتة" في "دكان شحاتة"، و"مناع" في "مملكة الجبل". وشخصيا اتعامل مع كل شخصية اقدمها كأنني أجسدها للمرة الأولى، حتى ولو سبق لي أن قدمتها، كما أنني لا اقدم شخصية إلا إذا شعرت بكل تفاصيلها. ويضيف: أخاف جدا وأحب التركيز في التصوير، لأنني خجول جدا أمام الكاميرا مقارنة بشخصيتي الحقيقية، وكأي رسام لا أحب كشف لوحتي الفنية إلا بعد الانتهاء من رسمها بالكامل. كيف ترى شكل المنافسة التليفزيونية هذا العام، مع تراجع معدلات الإنتاج مقارنة بالسنوات الماضية؟ أتمنى النجاح للجميع، لأن هذا يعني رواج الصناعة، ولن أكذب لو قلت لك إنني في رمضان المقبل لن أشاهد مسلسلي، بل سأضع نفسي مكان أي فرد من الجمهور واتابع باقي المسلسلات. من ستختار للمشاهدة في رمضان المقبل؟ الاختيار يكون على أساس الفكرة وليس النجم، أشاهد المسلسلات التي تحمل أفكارا جديدة، ولا ارتبط باسم نجم معين. إبنك راني يشارك في هذا المسلسل، فهل تخطط لدخوله المجال الفني؟ لا أرغب في الأساس في دخوله المجال الفني، لأنها مهنة صعبة ومتعبة على المستوى النفسي، لكن في هذ العمل كنا نحتاج لطفل في نفس عمر ابني - 9 سنوات- لكي يقدم شخصيتي في مرحلة الطفولة، لذلك اقترح المخرج أحمد شفيق أن يقدم راني هذا الدور. انتهيت من تصوير فيلمك الجديد "مولانا"، وهو مأخوذ عن رواية لإبراهيم عيسى.. كيف تقيم هذه التجربة؟ لا احب إعلان توقعاتي بالنسبة لأعمالي قبل عرضها، لكنني اتوقع لهذا الفيلم تحديدا نجاح كبير، لسبب بسيط، وهو أن صناع الفيلم وضعوا دينهم ومجتمعهم هدفا خلال هذا الفيلم، وهو ما اضطرنا لإعادة كتابة السيناريو أكثر من مرة، لكني اتوقع للفيلم أن يتسبب في جدل اجتماعي بعد عرضه، وهو موجه للجمهور العربي بشكل عام وليس المصري فقط، ويمكن وصف الفيلم بأنه "حجر في المياه الراكدة"، خاصة أنه يتعلق بالأديان كلها، وليس الإسلام فقط. ويضيف: قدمت الفيلم بشكل كوميدي خفيف، به ضحك ودراما جيدة، وهو رسالة دينية تساعد في التغيير، خاصة أن الخطاب الديني تسبب في أزمات كثيرة، وبالتالي يجب علينا تعديله حتي نعود إلى صف الدول المتقدمة، خاصة أن رسالة الإسلام جاءت لإصلاح البشرية وليس لهدمها، وعندما قرأت في التراث الإسلامي أثناء التحضير للفيلم، وجدت كنوز مسكوت عنها يجب أن تخرج للنور، ولا اعرف السبب وراء محاولة التستر عليها، خاصة أننا نخاطب جيل لا يذهب إلى المساجد، ولو ذهب يوم الجمعة فأنه ينام أثناء الخطبة، والدين ليس لكبار السن، لذلك فأننا نحاول أن نعيد الشباب إلى دينه بعيدا عن قصص "الجنة والنار" و"عذاب القبر". هل يعتبر "مولانا" بداية لمرحلة جديدة في مسيرتك السينمائية؟ جيلي غير محظوظ سينمائيا، لأننا لم نتمكن من تقديم عدد كبير من الأفلام سنويا مقارنة بالأجيال التي سبقتنا، لأنهم كانوا يقدمون 3 أو 4 أفلام سنويا، لذلك عاهدت نفسي على تقديم رصيد مؤثر في السينما، قد افشل في تحقيق ذلك، لكن في المقابل سيكون لدي رصيد من الأفلام الجادة المؤثرة، وهذا ما جعلني اعتذر عن بطولة أفلام كثيرة خلال الفترة الماضية، وهذا سبب موافقتي على بطولة فيلم "مولانا"، حيث قدمنا شخصية الداعية بطريقة جديدة تجمع ما بين الكوميديا والعمق، لكن دون مبالغة. كيف تصف التعاون الأول لك مع الكاتب إبراهيم عيسى؟ هو شخص ذكي للغاية، وقد استمتعت بالعمل معه، واكتشفت أنه أشبه بموسوعة علمية وأدبية متحركة. ويبتسم قبل أن يقول: تقريبا مفيش كتاب لم يطلع عليه.. (ده عارف كل حاجة)، لكن هذا لم يمنع أن يستمع لكل المشاركين في صناعة العمل. قلت أنك مستعد للرد على أي هجوم ونقد على الجوانب الدينية في الفيلم.. على ماذا تستند؟ القرأن الكريم والسنة النبوية الشريفة، لأنني في الفترة الأخيرة تعمقت بشكل كبير في الدين، لدرجة أنني استطيع تلاوة القرأن الآن أفضل من أي "فقي". هل تتوقع أن يحصد الفيلم جوائز في المهرجانات العربية والعالمية؟ لا أعتقد حصوله علي جوائز لأن المهرجانات لها حسابات في الافلام التي تشارك فيها وأيضا في اعطاء الجوائز ولن تنسجم هذه الحسابات مع فيلمي . ما طبيعة الأعمال التي ستركز عليها في الفترة القادمة؟ الأفلام الكوميدية والرومانسية هي هدفي المقبل، لأنني ارغب في التغيير، وهذه الأنواع الدرامية تجمع بين التسلية، وعن نفسي اتمنى الوصول بأعمالي إلى كل العالم العربي، حتى نعود لسيادتنا العربية عبر السينما، حيث كان الطفل العربي قديما يتعلم من الأفلام المصرية أكثر من تعلمه من المدرسة، كما أن عودة الفيلم المصري للسيادة العربية ستكون تحدي لغزو السينما الأمريكية للمنازل العربية، وسيطرتها على العقل العربي.