واصلت أسعار النفط ارتفاعها بشكل لافت للنظر للأسبوع الخامس على التوالي , حيث ارتفع خام برنت حوالي 20 دولار لسعر البرميل خلال منتصف شهر مايو , بالمقارنة بشهر مارس الذي تراوحت أسعاره عند متوسط 35 دولار للبرميل لتصل إلى أكثر من 45 دولار للبرميل خلال منتصف شهر مايو . وتعود أسباب الارتفاع إلى الضربات الناجحة التي تلقتها تنظيم " داعش " الإرهابي على يد قوات التحالف مما اثر على قدرتها في إنتاج النفط من الحقول التي تسيطر عليها أدى إلى انخفاض كميات المعروض العالمي من النفط. وشهدت السوق العالمي ضخ كميات كبيرة بأسعار متدنية وصلت إلى 15 دولار للبرميل رغم التحذيرات العالمية من حذر التعامل مع " داعش " ولكن بعض تجار النفط العالميين استفادوا من انخفاض سعر النفط الذي تبيع به " داعش " وضخ كميات كبيرة في السوق وهو ما اثر سلبا في أسعار النفط العالمية . وبذلك تكون " داعش " هي المحرك القوى لأسعار النفط في العالم بالهبوط والصعود ولم تفلح جهود منظمة الدول المصدرة للبترول " أوبك " ومنظمة الدول العربية المصدرة للبترول " الأوابك " في مواجهة تحكم " داعش " في السوق النفطي العالمي. كما شهد السوق العالمي توقف عدد كبير من منصات الحفر الأمريكية لإنتاج الزيت الصخري والتي بلغ عددها تقريبا 387 منصة في خطوة لوقف نزيف الخسائر لعدم تناسب سعر البيع بالمقارنة بتكلفة إنتاج النفط الصخري الذي تصل إلى 60 دولار للبرميل الواحد في الوقت الذي تراوحت أسعار البيع في المتوسط 35 دولار للبرميل . وتوقف هذه المنصات أدى إلى تقليل كميات المعروض النفطي العالمي مما ساعد في رفع السعر والذي وصل خلال منتصف شهر مايو إلى 48 دولار للبرميل. كما شهد السوق العالمي تراجع المعروض النفطي لسبب ثالث وهو توقف عمليات الإنتاج النفطي في دولة نيجيريا بمقدار النصف نتيجة الإعمال الإرهابية وقف تصريحات وزير النفط النيجيري ايمانويل ايبي كاتشيكو الذي قال إن إنتاج نيجيريا من النفط الخام تراجع نظرا لهجمات المتشددين على خطوط الأنابيب ومنشآت نفطية أخرى ليصل إلى 1.4 مليون برميل يوميا. وقال الوزير أمام البرلمان "كنا ننتج 2.2 مليون برميل يوميا لكننا فقدنا 800 ألف برميل يوميا. جدير بالإشارة أن سعر خام القياس العالمي مزيج برنت ارتفع في العقود الآجلة 1.86 دولار أو 4.7 % إلى 38.93 دولار للبرميل عند التسوية يوم الجمعة الماضي. وزاد سعر الخام الأمريكي في العقود الآجلة 1.55 دولار أو 4 % إلى 36.09 دولار للبرميل.