تعتبر أمريكا اللاتينية من أكثر المجتمعات الجاذبة للعرب، حيث يعيش قرابة ال17 مليون شخص هناك، هاجروا وتركوا بلادهم ليسافروا هناك باحثين عن فرص حياة وتعليم وعمل أفضل، ولم يقف طموح العرب الموجودين هناك إلى أي حد بل حلقت آمالهم بعيدا لدرجة جعلت 6 من أصول عربية يصلون إلى سدة حكم دول عديدة في القارة اللاتينية. وظهرت شخصيات عربية عديدة على الساحات السياسية والقضائية من فلسطينولبنان وسوريا والأردن، واستطاع المهاجر الفقير بفضل جهده وطموحه الوصول لحكم دول كالبرازيلوالأرجنتينوكولومبيا والإكوادور والسلفادور وهندوراس، ونرصد 6 شخصيات من أصول عربية وصلت إلى سدة الحكم في دول القارة اللاتينية. كارلوس منعم – الأرجنتين: تولى كارلوس منعم رئاسة الأرجنتين في عام 1989، ليكون أول عربي من أصول سورية يصل إلى كرسي رئيس الجمهورية. ولد منعم عام 1930 لأبوين سوريين هاجرا إلى الأرجنتين، درس القانون وحصل على شهادته الجامعية من جامعة قرطبة، ليخرج إلى سوق العمل شابا ثوريا متمردا مدافعا عن السجناء السياسيين، فكان مصيره خلف قضبان المعتقل عام 1957. اشتغل بالمحاماة وانخرط في العمل السياسي عام 1973 حيث فاز برئاسة مقاطعة لاريوخا لفترتين متواليتين حتى عام 1976، بعدها تم اعتقاله على خلفية إسقاط نظام الحكم، ثم تم انتخابه ليفوز مرة أخرى ويظل حاكما للمقاطعة حتى عام 1989. تولى رئاسة الأرجنتين من عام 1989 وحتى عام 1999، إلا أنه قام بتغيير دينه من الإسلام للمسيحية ليستطيع تولي الحكم، فدستور البلاد يشترط أن يكون رئيس جمهوريتها مسيحي الديانة. على الرغم من سياساته الإصلاحية ومحاربة الفقر وتطوير العلاقات الخارجية، إلا أنه في عام 2013 أصدرت محكمة أرجنتينية حكما ضده بالسجن 7 سنوات بتهمة تهريب سلاح للإكوادور وكرواتيا وكذلك أتهم بإزالة أدلة انفجار المركز اليهودي بالعاصمة الأرجنتينية عام 1994، حيث وجهت له أصابه الاتهام بالتستر بسبب أصوله العربية. إلياس أنطونيو سقا جونزاليس – السلفادور: ولد إلياس أنطونيو سقا جونزاليس عام 1965، وهو من أصول فلسطينية وتحديدا من مدينة بيت لحم حيث هاجرت أسرته منذ أوائل القرن العشرين. تولى حكم السلفادور عام 2014 بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية هناك، وهو يعد أحد أبرز أعضاء حزب التحالف الجمهوري الوطني. جميل معوض – الإكوادور: حكم جميل معوض الإكوادور سنتين من عام 1998 وحتى عام 2000، وتنحدر أصوله إلى لبنان. وأمر معوض بتجميد 50% من الودائع المصرفية للشعب الإكوادوري وذلك نتيجة أزمة مالية شديدة عانى منها أبناء الشعب. تسببت الأزمة المالية في اعتماد الدولار الأمريكي كعملة للبلاد، مما تسبب في خسائر جسيمة وخفض 60٪ من ميزانية القوات المسلحة مما اضطره إلى تقديم استقالته والسفر إلى الولاياتالمتحدة. وصدر حكم غيابي بحقه بالسجن 12 عاما لإدانته بالفساد، إلا أن الانتربول لم يستطع تنفيذ مهمته لعدم وجود اتفاقية تسليم متهمين بين الولاياتالمتحدة والإكوادور. خوليو سيزار طربيه – كولومبيا: ولد عام 1916، من أصول لبنانية، بدأت حياته السياسية عضوا بالبرلمان في الفترة من عام 1943 حتى عام 1953، ثم عين وزيرا للمعادن والطاقة ثم وزيرا للخارجية ثم نائبا لرئيس الجمهورية لفترتين متتاليتين، وتولى رئاسة كولومبيا عام 1978 حتى عام 1982. روبرتو كارلوس فلوريس فاكوسيه «فقوسه» – هندوراس: تعود أصول رئيس هندوراس الأسبق روبرتو كارلوس فلوريس فاكوسيه إلى مدينة بيت لحم بفلسطين، إلا أن أسرته هاجرت ليعيش في هندوراس، وحكم هندوراس من بدايات عام 1998 وحتى 2002. ميشال تامر – البرازيل: محام ورجل سياسة مخضرم من أصول لبنانية، ولد تامر عام 1940 لوالدين هاجرا إلى البرازيل قبل مولده بسنوات طويلة. عمل بالمحاماة والتدريس الجامعي، وصل إلى رئاسة حزب الحركة الديمقراطية البرازيلية، وانتخب نائبا بمجلس النواب البرازيلي الذي ترأسه لثلاث مرات حتى أصبح نائبا لرئيسة الجمهورية ديلما روسيف. قام مجلس الشيوخ البرازيلي ،الخميس 12 مايو، بإقالة رئيسة الجمهورية على خلفية اتهامها بخرق قوانين الميزانية مما استدعى تصويتا على محاكمتها وقد صوت غالبية الأعضاء بالموافقة فتمت إقالتها تمهيدا لمحاكمتها، بينما سيستلم ميشال تامر رئاسة البلاد بصفة مؤقتة.