المحاسب رضا عفيفي.. مخترع وحدة ذاتية لإنتاج الكهرباء من حركة المياه

بساطة التصميم وقلة التكاليف وسهولة التشغيل

في بداية حديثه، أكد رضا عفيفي، -محاسب- أن العلم والبحث لا يقتصران فقط على خريجي أكاديميات البحث العلمي، بل إن كل من لديه فكرة يستطيع بها خدمة الوطن عليه التقدم بها إلى الجهات المختصة.
وأكد أن الإصرار والرغبة الحقيقية في تقديم يد العون للدولة هما الأساس الذي يجب أن ينطلق منه كل شخص حريص على وطنه.
رضا عفيفي، محاسب في أحد البنوك، 45 عاما، من مواليد دمنهور بمحافظة البحيرة، مخترع وباحث في مجال الطاقة النظيفة، عضو جمعية المخترعين والمبتكرين المصرية، ابتكر اختراعا أطلق عليه «الوحدة الذاتية لإنتاج الكهرباء من حركة المياه»، مشيرا إلى أن الاختراع يستهدف بالأساس إنتاج كميات أكبر من الطاقة من خلال حركة المياه بما يساعد في سد العجز المتزايد من احتياج الشعوب للكهرباء، وذلك بإنشاء محطات توليد الكهرباء والتي تعمل بمصادر الطاقة التقليدية «الوقود الأحفوري» مثل النفط والفحم والغاز الطبيعي ومشتقاته المحدودة في الطبيعة القابلة للانتهاء بسبب الاستهلاك الهائل لها والتي ينتج من استخدامها انبعاثات الكربون والغازات الضارة بالإنسان والبيئة.
ما طبيعة الفكرة؟
- من الممكن الحصول على الكهرباء من حركة المياه، حيث توجد حاليا دول عديدة تعتمد جزئيا على إنتاج الكهرباء من حركة المياه وهو ما يعرف باسم الطاقة الكهرومائية وذلك عن طريق إنشاء السدود الضخمة على الأنهار بغرض منع الفيضانات وكذلك لإنتاج الكهرباء، كما توجد طريقة أخرى لإنتاج الكهرباء من حركة المياه في الشلالات ومصابات المياه الطبيعية ولكن تنفيذ كل هذه المشاريع العملاقة يحتاج توافر الأموال الطائلة للإنفاق عليها، علما بأن هذه الطريقة في إنتاج الكهرباء غير متاحة لكثير من بلاد العالم ، حيث الطبيعة المختلفة من بلد لآخر.
ما آلية عمل الجهاز؟ والهدف منه؟
- الهدف الأساسي من هذا الاختراع هو نشر الطاقة النظيفة غير المكلفة، والجهاز عبارة عن وحدات صغيرة أو كبيرة حسب احتياج المكان من الكهرباء حيث يوضع الجهاز بالمنازل والمستشفيات والمكاتب والشركات والمصانع والتجمعات السكانية والقرى السياحية والفنادق والمدن الجديدة والمدن الصحراوية وذلك بطريقة بسيطة وغير مكلفة، والجهاز لا يعتمد ولا يحتاج في تشغيله أي مصدر من مصادر الطاقة المختلفة بأنواعها مثل النفط والغاز الطبيعى والفحم مما يجعل هذا الابتكار صديقاً للإنسان والبيئة.
كما أن الجهاز لا ينبعث منه أي تلوث كربوني أي لا ينتج عنه أي عادم أو أبخرة أو غازات مثل الطرق المختلفة الموجودة بحياتنا حاليا، كما أن الجهاز لا يصدر منه أي أصوات عالية أو ضوضاء، ويمكن تصنيعه بأحجام مختلفة كي يناسب احتياج المكان المراد تغذيته بالكهرباء، كما أنه يقوم بإنتاج كهرباء نظيفة رخيصة الثمن غير مكلفة، ويعمل بأى نوع من أنواع المياه مثل المياه المالحة أو العذبة أو غير الصالحة للاستخدام الأدمي، والجهاز يعمل عشرات السنوات ولا يحتاج إلى صيانة بشكل دائم.
وما الفرق بين الجهاز وغيره؟
- بالمقارنة بين هذا الابتكار والمصادر الأخرى النظيفة في إنتاج الكهرباء مثل الطاقة الشمسية نجد أن إنتاج 5 كيلو وات يتكلف 65 ألف جنيه مصري تقريبا ويحتاج إلى مساحة 160 مترا مربعا، أما بهذا الابتكار يتكلف 6 ألاف جنيه مصري ومساحة لا تتعدى 3 أمتار فقط، كما أنه يتميز أيضا ببساطة التصميم وقلة التكاليف وسهولة التشغيل حيث يمكن تصنيع هذا الابتكار بمقاسات وأشكال وخامات عديدة.
وهل حصلت على أي جوائز؟
- نعم، فلقد حصلت على جائزة البيئة العالمية جرين ابل من لندن 2012، ووسام الاستحقاق في الإبداع التكنولوجي من رومانيا 2015، كما أنني حصلت على قلادة الشرف الوطني المصري 2016.
وهل قمت بأي اختراعات أخري؟
- ابتكرت اختراعا لتوفير وترشيد استهلاك المياه تحت مسمى «الوصلة الذكية»، لإعادة استخدام المياه وتوفير مياه نظيفة بنسبة 100%»، وتم تكريمي في عدة مؤتمرات دولية بسببه لكن هنا لم يتم النظر إليه على الإطلاق، حيث إن «صندوق الطرد» من الأشياء التي تتسبب في ضياع كميات كبيرة من المياه وفقد جزء كبير من المياه النظيفة، حيث يستهلك من 30% إلى 40% تقريبا من مجمل استهلاك المنزل من المياه النظيفة الصالحة للشرب، وهو جهاز صغير الحجم يوضع بالحمام ويتم توصيله بأحواض غسيل الوجه والأطباق، ثم يتم توصيله بالسيفون المثبت بقاعدة «التواليت» ليمده بالمياه، حيث يقوم الجهاز بإعادة استخدام المياه التي تم استخدامها من قبل وغير الصالحة للاستخدام الأدمي، والتي كانت في طريقها إلى شبكات الصرف الصحي للتخلص منها وبالتحديد المياه الرمادية وتوفير المياه النظيفة بنسبة 100% دون إجراء أي تعديل أو تغيير في صندوق الطرد الموجود بالمنازل حاليا، كما أن تكلفة الجهاز 150 جنيها فقط.