ينتخب البريطانيون في لندن، الخميس 5 مايو، عمدة جديدا بدلاً من بوريس جونسون، الصحفي المنتمي للحزب السياسي المحافظ الذي شغل المنصب منذ عام 2008، وواجه خلال تلك الفترة عدد كبير من الانتقادات بمعاداته السامية والإسلام. ويخوض المنافسة كلا من عضو البرلمان البريطاني عن دائرة توتينغ، البريطاني من أصل باكستاني، صادق خان، وعضو الحزب المحافظ زاك جولد سميث. وتظهر نتائج الاستطلاع أن صادق متفوق على منافسه بعدد من الأصوات على الرغم من الحملة الشديدة التي يحاول شنها للنيل من صادق بسبب معتقداته ومحاولة ربطة بالجماعات المتشددة الإسلامية، الأمر الذي تسبب بحدوث نتائج عكسية غير متوقعة أدت لزيادة شعبية صادق وسط البريطانيين. ويعتبر صادق هو الابن الخامس لعائلة باكستانية مهاجرة، حيث عمل والدة كسائق لمدة 25 عام بعد انتقالهم من بلدهم إلى بريطانيا مباشرة، ويصفه الكثيرون من السياسيين والصحفيين باليساري الديمقراطي، نظراً لآرائه و أنشطته الإجتماعية. بدأ صادق حياته كمحامي وناشط في مجال حقوق الإنسان، ثم انضم لمجلس العموم البريطاني عام 2005 عن دائرة توتينغ الانتخابية، ثم أصبح ثاني بريطاني من أصل باكستاني مسلم ينضم للحكومة البريطانية عام 2008 كوزير للمجتمعات والحكومات المحلية. في عام 2009 أصبح أول مسلم يشغل منصب وزير النقل في الحكومة البريطانية، حتى أعلن أنه سيخوض الانتخابات في لندن على منصب العمدة عام 2016. في خطاب له قبل الانتخابات المتوقعة الخميس 5 مايو، دعا صادق للتمسك بالأمل بدلاً من الخوف، مطالباً البريطانيين أن يعطوه الفرصة التي يستحقها من أجل تحقيق ظروف أفضل للبلد، كما انتقد الحكومة البريطانية لعدم إقدامها على بناء مزيداً من المنازل الجيدة للبريطانيين. ويواجه خان اتهامات من منافسه زاك جولد سميث، عضو الحزب البريطاني المحافظ، بمحاولة ربطه بالجماعات الراديكالية المتشددة، الأمر الذي دافع عنه جيرمي كوربين، زعيم حزب العمال البريطاني، معبراً عن دهشته لمحاولة استغلال البعض إيمان صادق ومعتقداته لتشويه سمعته. وتابع كوربين قائلاً، إنه لم يكن يتوقع أن يقوم جولدمان باستخدام تلك الطريقة لتقليل أسهم منافسه، خاصة أنه نشأ في بيئة سياسية جيده نسبياً. لم يسلم صادق من انتقادات جولدمان فقط، فهو يخوض حالياً حرباً شرسة من عدد من أعضاء الحزب البريطاني المحافظ، والسياسيين وأعضاء البرلمان البريطاني مثل، كين ليفنجستون عمدة لندن السابق، بسبب معتقداته الدينية، الأمر الذي يبدو أنه لم يعد يجدي نفعاً مع البريطانيين الذي أظهرت استطلاعات الرأي ميلهم لاختياره على الرغم من كل الهجمات التي يتعرض لها.