احتفلت مصر بالذكرى 34 لاستعادة بقعة غالية طاهرة من أراضيها العامرة داخل سيناء الحبيبة.. وهى أرض طابا.. ولعلى أود أن ألقى نظرة عابرة على الجهود المضنية التى بذلتها مصر لاستعادة هذه القطعة الثمينة التى تمثل للمصريين أغلى ما يمتلكونه فى ترابهم الأصيل.. والمجهود الذى قام به الرئيس السادات البطل الشهيد، وعدم التخلى عن شبر واحد منها.. فهذه الأراضى امتزجت بدماء شهدائنا من كافة العناصر التى وقعت على ترابها.. وأبت أن تتخلى عن مصريتها ، وتصدت بأرواحها وأنفسها لجحافل الجيش الإسرائيلى المعتدى التى بغت علينا وسحقت آلياتها وعدتها الأجساد والأبدان الطاهرة التى ظلت متمسكة بخنادقها ومواقعها.. ولم تأب بالفوارق الشاسعة بين القدرات النيرانية الفائقة للأسلحة والمعدات الحديثة التى وفرتها لهم أمريكا.. وبين ما يحملونه من أسلحة ومعدات تقليدية عتيقة.. وفى عام 79 تم توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل وقد أثمرت هذه الجهود عن رضوخ الجانب الإسرائيلى المعتدى المتغطرس للاحتكام إلى طاولة المفاوضات بعد أن تأكد أنه لن يستطيع الاستمرار فى مواجهة طوفان الحماس الهادف الذى أبدته رجالات القوات المسلحة المصرية والتى نال من العدو فأوقع بهم خسائر بشرية فادحة.. وافتعلت إسرائيل مشكلات تمثلت فى نثر عراقيل حول وضع العلامات الحدودية وأهمها العلامة (91) فى طابا.. الأمر الذى أدى إلى إبرام اتفاق فى 25 أبريل عام 82 والخاص بالإجراء المؤقت لحل المشكلات الحدودية والذى ينص على عدم أحقية إسرائيل لإقامة أى إنشاءات.. وحظر ممارسة مظاهر السيادة عليها.. إلا أن الجانب المعتدى خرق هذه الاتفاقيات وأقام مدنا سياحية وفنادق على أرض طابا.. فلجأت مصر للتحكيم الدولى.. وأسهمت القامات القانونية الدولية من العناصر الموهوبة المصرية بإدارة هذا الحوار والدفاع عن مقدساتنا.. وتقديم الأدلة والبراهين على أحقيتنا فى امتلاكنا الأمر الذى أقنع المحكمين الدوليين لإعادتها إلى مالكيها ومستحقيها.. وفى هذه الذكرى العطرة لابد أن يتعلم شباب مصر المعانى والمبادئ والقيم العظيمة.. ويتفهم أن الجيش وإدارة الدولة جاهدت لاستعادة السيادة على كل شبر فى سيناء.. وفى مارس عام 89 تم رفع العلم المصرى ليرفرف فوق طابا الغالية ، وانقشاع آثار الاحتلال منها.. وهذا يؤكد أن أرض الوطن لا تقبل العبث فيها والمساس بها.. ولا يمكن لأى وطنى مخلص التنازل عن كل شبر والتفريط فيها.. فهى أيضا لا تقبل اغتصاب أرض دولة شقيقة مثل السعودية، أئتمنت مصر على حماية جزيرتى «تيران ، وصنافير « لعدم قدرتها الأمنية على حمايتها فى ذلك الوقت.. لهذا يجب أن تعلم تلك الشرذمة التى خرجت علينا لاتهام الرئيس السيسى بأنه سلم الجزيرتين للسعودية مقابل المساعدات المالية أنه ظلم وبهتان كبير.. فكيف يمكن لرجل تربى فى القوات المسلحة أكثر من 50 عاما على المبادئ والقيم التى تؤكد أن الأرض هى العرض.. هذا الرجل الذى دافع عن أرض سيناء ، عندما قرر الرئيس المعزول محمد مرسى تسليمها للإرهابيين.. كما اتفق مع أمريكا هو وخيرت الشاطر لبيع جزء من أرض سيناء لتهجير أبناء غزة إليها لمصلحة العدو الإسرائيلى.. إلا أن الرئيس السيسى رفض هذا القرار وبشدة فأرض سيناء لها معزة خاصة فى قلبه.. وهنا يجب أن تعلم تلك الشرذمة غير الوطنية أن الزعيم عبد الفتاح السيسى رجل مصرى وطنى حتى النخاع.. وتجرى محبة مصر بل عشقها فى دمائه.. ونحن الشعب الذى أجبرناه للترشح لرئاسة مصر.. فهو لم يجر وراءها ولم يكن يرغب الترشح لعشقه لبدلة الجيش الذى حزن كثيرا لخلعها.. ولتعلم تلك الشرذمة أو أهل الشر أننا خلفه نؤيده فى كل قراراته، فنحن على يقين من صدقه ونظافة يده وعشقه لمصر.. ونحن نعلم أن مصر إن شاء الله ستعود أم الدنيا كما قال وتمنى. وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.