لم يتعرف المؤرخون على سيراليون قبل عام 1460م ؛ حينما وطئت أقدام البحارة البرتغاليين أراضي هذه الدولة ، ومع بداية القرن السادس عشر الميلادي اتخذت السفن التجارية الأوروبية من هذه المنطقة محطة توقف لنقل المئات من المواطنين إلى أمريكا. ومنذ عام 1725م بدأت قبائل الفولاني ، التي تعيش إلى الشرق ممَّا يُعرف حاليًا بسيراليون، بجهود مثمرة لتعريف أبناء المناطق المجاورة بالإسلام وتوحيدهم تحت رايته. ومع نزوح قبائل الفولاني غربًا بدأت مجموعات أخرى كبيرة في الهجرة نحو المناطق الساحلية لتُقيم فيما يُعرف الآن بسيراليون. وفي عام 1787م وصل گرانڤيل شارپ (أحد مناهضي تجارة الرقيق البريطانيين) إلى شواطئ سيراليون ومعه 400 من المواطنين السود الأمريكيين بعد حصولهم على حرياتهم. واستوطنوا ساحل فريتاون ، ولكنهم عانوا الجوع والمرض وويلات الحروب؛ حتى كادت هذه المستوطنة أن تنقرض. وفي عام 1807م أصدرت بريطانيا مرسومًا يُحرّم تجارة الرقيق في كافة مستعمراتها ، وفي العام التالي أصبحت شبه جزيرة سيراليون مستعمرة بريطانية ، وقد عملت السلطات البريطانية منذ ذلك الحين على تحرير أفواج الرقيق المُحمَّلة في السفن التجارية التابعة للعديد من الدول وإفراغ هذه السفن في سيراليون. امتد النفوذ البريطاني تدريجيًا إلى أعماق البلاد ، وفي عام 1896م، أنشأت بريطانيا مَحمية لها في المناطق المجاورة ، وأصبحت هذه المحمية إلى جانب المستعمرة تُشكل تقريبًا ما يُعرف حاليًا بسيراليون. وبدأت سيراليون تتجه تدريجيا نحو الحكم الذاتي منذ عام 1896م وحتى عام 1961م العام الذي شهد استقلالها التام عن بريطانيا. وأصبح لها رئيس للوزراء يدعى السير ميلتون مارجاي الذي تُوفي عام 1964م .